ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[21 Apr 2007, 10:33 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد
أخي الشيخ السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قد حكمتَ على السند النويري والعقبي بالانقطاع، وتعليلك للانقطاع هو أنهما لم يقرءا جميع القرءان على الشيخ. أسأل ما هو ضابط الانقطاع في إسناد القراءات؟ بالتأكيد أنك لا تجيب برأيك، بل لا بد أن تأتي بنص أو دليل على ذلك، فلا بد من قاعدة تعرف الانقطاع في علم القراءات ثم نعتمد على تلك القاعدة للحكم على السند فلا نستدل بسند لإثبات انقطاعه كما تفعل الآن. أقول هات دليلاً واحداً يثبت أن صحة السند منوطة بقراءة التلميذ على الشيخ كل القرءان. بمعنى ما هو الضابط في الحكم على السند بالانقطاع وهل هذا الضابط منصوص عند الأئمة.
لقد اعتمدت في نقاشك على خبر شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وهو خبر نصدقه ولكن جعل ذلك الخبر سبباً في انقطاع السند من غير ضابط معتبر يثبت أنه انقطاع حقيقي فهذا مردود لعدم وجود دليل على ذلك
وكلامي لا علاقة له بالمحدثين أريد منك دليلاً صريحاً على أن صحة السند منوطة بقراءة التلميذ على الشيخ جميع القرءان، فكما أن المحدثين ضبطوا الانقطاع ودونوه فصارت هذه الضوابط مرجعاً للحكم على السند فكذلك في علم القراءات فلا بد من ضابط أو نص نعتمد عليه للحكم على سند بأنّه منقطع فالمشكلة ليست في الخلط بين منهج المحدثين وأهل الأداء وإنما هو في ضبط الانقطاع.
وإني أثبت لك بالدليل والنص على أن قراءة جميع القرءان على الشيخ ليست شرطاً في صحة السند:
الدليل الأول: شرط ابن الجزري: أقول لوكانت قراءة جميع القرءان على شيخ سببا من أسباب الانقطاع لاشترطه ولجعله من شروطه لأن الشروط توضع درءاً للموانع فإن كان ذلك من موانع صحة السند لأدخله ضمن شروطه تفادياً منه.
الدليل الثاني: أسانيد ابن الجزري إلى أصحاب المصادر.
لقد ذكرتم في ردكم الاخير أن الإسناد الأول والثاني لكتاب التيسر هو سند في قراءة المتن فقط وبخلاف السند الثالث فهو السند المعتبر في التلاوة لأنه قرأ جميع القرءان على شيخه وهو كذلك عن شيخه إلى أن ينتهي إلى أبي عمرو الداني.
الجواب: لم أجد في إسناد كتاب مفردة يعقوب للداني التصريج بقراءة جميع القرءان. وهو كذلك في إسناد كتاب جامع البيان، وكذا كتاب القاصد والروضة للظلمنكي والمجتبى للطرطوسي وغيرها. وصرح بقراءة جميع القرءان على شيخه كالشاطبية والتيسير. سؤال لماذا يصرح ابن الجزري في بعض الأحيان بقراءة جميع القرءان وفي بعض الأحيان لا يصرح. زيادة على ذلك أنه صرح في بعض الأسانيد أن بعض المشابخ ما قرءوا إلا جزءا من القرءان الكريم على بعض مشايخهم مثاله:
الأول: قال بن الجزري في إسناده الثاني إلى صاحب كتاب العنوان: وقرأت بما تضمنه جميع القرءان العظيم على الشيوخ الأئمة: الأستاذ أب المعالي بن اللبان بدمشق، والعلامة أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن علي ابن أبي الحسن الحنفي، وشيخ الإقراء أبي محمد عبد الرحمن ابن البغدادي وذلك بعد أن قرأته عليه وعلى الشيخ الإمام الأستاذ أبي بكر عبد الله بن أيدغدي الشمسي الشهير بابن الجندي المصريين وذلك بالديار المصرية إلا أني وصلت على الشيخ الرابع إلى قوله تعالى {إن الله يأمر بالعدل والإحسان} من سورة النحل ......
أقول: أنما أخبر بقراءته بعض القرءان على الشيخ الرابع إستثناءاً لأنه في بداية السند قال " وقرأت بما تضمنه جميع القرءان ... ".
الثاني: وقال في إسناده الثاني إلى صاحب كتاب الهادي: وقرأت بمضمنه القرءان كله على الأستاذ أبي المعالى بن اللبان بدمشق وإلى أثناء سورة النحل على الأستاذ أبي بكر ابن الجندي ...... " وهذا الإسناد نجده كذلك في أسانيد كتاب الكافي.
الثالث: وقال في إسناده الثاني إلى صاحب كتاب التذكرة لابن غلبون: وقرأت بمضمنه القرءان كله على أبي عبد الله محمد بن الصائغ المذكور وأبي محمد عبد الرحمن بن أحمد الشافعي وإلى أثناء سورة النحل على الأستاذ أبي بكر بن أيدغدي بالديار المصرية .......... " وهذا الإسناد موجود أيضا في أسانيد كتاب التلخيص لأبي مشعر.
¥