أولاً: المقدمة وتشمل:
1 ـ أهمية الإسناد وطلب العلو فيه.
2 ـ منهج البحث في الموضوع.
3 ـ الأسباب الداعية لاختيار هذا الموضوع.
4 ـ طرق التحمل في القرآن الكريم.
ثانيًا: سلسلة الأسانيد وتشمل:
ثلاثًا وثلاثين حلقة من سلسلة أسانيد القراءات .. تبتدئ من الحلقة الثالثة والثلاثين .. وتنتهي عند الحلقة الأولى.
ثالثًا: نزول القرآن الكريم وجمعه.
رابعًا: الخاتمة وتشمل:
1 ـ أهم النتائج والتوصيات.
2 ـ الملحقات. اهـ.
وللحديث صلة .. إن شاء الله (تعالى).
**************************
(12) ـ أهمية الإسناد وطلب العلو فيه:
إن علم الرواية والإسناد من العلوم الشرعية التي اهتم بها سلف الأمة .. قدر اهتمامهم بعلوم الدراية في باقي العلوم ..
ومن فوائد هذا العلم: معرفة المتواتر والآحاد، والعالي والنازل من الأسانيد، ومعرفة الوارث والموروث لنوعية العلم المنقول إلينا من علوم هذا الدين الحنيف.
والأصل في هذا العلم الكتاب والسنة وإجماع الأمة.
قال (تعالى): {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} [فطر: 32].
وقال (صلى الله عليه وسلم): "إنِّ العُلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنَّما ورَّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ". أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والدارمي، وابن حبان، والبغوي، والبيهقي، والبزار.
وقال (صلى الله عليه وسلم): "تسمعون ويُسمع منكم ويُسمع ممن سمع منكم". أخرجه أحمد، وأبو داود، وابن حبان، والحاكم، والخطيب، والبيهقي، والبزار، والطبراني.
وقال سفيان الثوري: "الإسناد سلاح المؤمن". (المجروحين لابن حبان).
وقال ابن المبارك: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء" (1).
وقال أيضًا: "مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم" (2).
وقال محمد بن حاتم: "إن الله أكر هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد، وليس ذلك لأمة من الأمم كلها قديمها وحديثها" (3).
وقال الحاكم: "فإن الأخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بتراء". (معرفة علوم الحديث ص6).
وقال ابن تيمية: "الإسناد من خصائص هذه الأمة، وهو من خصائص الإسلام، ثم هو في الإسلام من خصائص أهل السنة". (منهاج السنة 7/ 37).
وقال قائل:
من يأخذ العلم عن شيخٍ مشافهةً ... يكن عن الزيغ والتصحيف في حرم
ومن يكن آخذًا للعلم من كتبٍ ... فعلمُه عند أهل العلم كالعدم
وكان السلف (رضي الله عنهم) لا يقف بهم الأمر عند طلب الإسناد، بل كانوا يرحلون ويضربون أكباد الإبل في طلب علو أسانيدهم؛ لأنهم يعلمون أن علو الإسناد قربة إلى الله (تعالى) ورسوله (صلى الله عليه وسلم).
قال الإمام أحمد: "الإسناد العلي سنة عمن سلف" (4).
وقال أيضًا: "طلب علو الإسناد من الدين" (5).
وقال الإمام ابن الجزري في (النشر) (6): "وإنما ذكرت هذه الطرق وإن كنت خرجت عن مقصود الكتاب ليُعلم مقدار علو الإسناد وأنه كما قال يحيى بن معين (رحمه الله): "الإسناد العالي قربة إلى الله (تعالى) وإلى رسول ه (صلى الله عليه وسلم).
وروينا عنه أنه قيل له في مرض موته: " ما تشتهي؟ فقال: بيت خال وإسناد عال".
ثم قال أيضًا: " ولهذا قال العلماء إن الإسناد خصيصة لهذه الأمة وسنة بالغة من السنن المؤكدة، وطلب العلو فيه سنة مرغوب فيها. ولهذا لم يكن لأمة من الأمم أن تستند عن نبيها إسنادًا متصلاً غير هذه الأمة". اهـ.
فلهذا كان طلب الإسناد في القرآن الكريم أو الحديث من أهم المهمات وأسنى القربات، والعمل به مشهور بين السلف الصالحين أئمة القراءات والمحدثين، وكانت الإجازة الموثقة من حيث التحمل والأداء بمثابة الصك من الشيخ إلى تلميذه في نصيبه من العلم الذي ورثه عن شيخه.
وقد يرى البعض أن الإسناد في الحديث من الممكن أن يتوقف عند أئمة الحديث مثل البخاري ومسلم ويُعتبر الآن من باب الوجادة، وهذا طريق من طرق التحمل في الحديث.
فنقول: إن صح هذا في الحديث فلا يصح في القرآن الكريم الذي يُشترط فيه التلقي والأخذ مشافهة عن المؤدي، فالأصل في القرآن الكريم التنقل من الصدور إلى الصدور؛ لا من السطور إلى الصدور.
والإسناد ركن من أركان القراءات الصحيحة للقرآن الكريم.
¥