ويتم التباعد في الترتيب بين الثلاثة داخل الحلقة بقدر الإمكان، وهذه الحالة نادرة التكرار فيما رتبناه من الحلقات.
وعلى هذا يتقدم الشيوخ على تلاميذهم في الحلقة التي يجتمع فيها شيوخ وتلاميذهم.
ويبقي القارئ في حلقته على سنده النازل ولا ينظر في رفعه للأسباب التالية:
1 ـ إذا كان علو السند جاء من طريق الرواية بالإجازة أو السماع.
2 ـ إذا كان ارتفاعه يؤدي إلى خلل في أسانيد غيره.
3 ـ إذا كان ارتفاعه سيكون سببًا في نقل عدد كبير من شيوخه.
4 ـ إذا كان غالب شيوخه في نفس الحلقة التي سيرفع إليها.
ففي هذه الحالات غالبًا لا يرفع القارئ من حلقته، ولم نتقيد بشيء في ترتيب رجال الحلقة الواحدة غير ما سبق ذكره، وقد يستثنى بعض هذه الشروط في الحلقة الثالثة والثلاثين.
وجاء تصنيف وترتيب الحلقات على المشهور من أسانيد القراءات في العالم الإسلامي قديمًا حديثًا، وفي غالب هذا استفدنا من منهج ابن سعد، وخليفة، والذهبي في طبقاتهم.
وقد وصلنا إلى الحلقة الثالثة والثلاثين في هذا الترتيب، وجعلنا مسلسلاً عامًا لجميع شخصيات الكتاب، فأول صحابي في الحلقة الأولى رقمه (1) وآخر شيخ في الحلقة الثالثة والثلاثين رقمه (1637).
فكل حلقة مرتبطة بما قبلها وما بعدها في هذا التسلسل، فمثلاً إن كان آخر شيخ في التاسعة رقمه (600) يكون أول شيخ في العاشرة رقمه (601) وهكذا، وآخر حلقة تم تصنيفها وهي الثالثة والثلاثين تعتبر هي أول الإسناد، وهي أول ما يبدأ به الكتاب، وأول حلقة تم تصنيفها هي حلقة الصحابة الذين حفظوا على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تعتبر هي منتهى السند، وهي آخر حلقة في الكتاب.
وللحديث صلة إن شاء الله (تعالى).
**********************
(ج) المنهج في جمع المادة العلمية:
تمر أسانيد القراءات من عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) حتى هذا التاريخ بمرحلتين:
المرحلة الأولى: من عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) إلى بداية القرن التاسع الهجري، وتعتبر هذه المرحلة أغنى مراحل العمر في ضبط الأسانيد والعمل بها، والمحافظة عليها بتقييدها وترجمة رجالها.
ونعتمد في جمع أسانيد هذه المرحلة، على ما ذكره علماء القراءات في كتبهم من الأسانيد المؤدية إلى أئمة القراءات المشهورين، ثم إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث أنهم كانوا (رحمة الله عليهم) لا يُصنفون كتابًا في قراءة أو أكثر إلا ويُصدرون هذا الكتاب بذكر أسانيدهم المؤدية إلى أصل هذه القراءاة، وهذا من شدَّة حرصهم على المحافظة على الأسانيد والعمل بها، من هذه الكتب:
1 ـ (السبعة) لأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد (324هـ).
2 ـ (الغاية) لأبي بكر أحمد بن الحسين الأصبهاني (381هـ).
3 ـ (التذكرة) لأبي الحسن طاهر بن غلبون الحلبي (399هـ).
4 ـ (التيسير) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني (444هـ).
5 ـ (التلخيص) لأبي معشر عبدالكريم الطبري (478هـ).
6 ـ (الاختيار) لأبي محمد عبدالله بن علي سبط الخياط (541هـ).
7 ـ (غاية الاختصار) لأبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني _569هـ).
8 ـ (أسانيد) أمين الدين عبدالوهاب بن يوسف بن السلار (698هـ).
9 ـ (المعجم الكبير) لأبي عبدالله محمد بن أحمد الذهبي (748هـ).
10 ـ (برنامج الوادي آشي) لأبي عبدالله محمد الوادي آشي (749هـ).
11 ـ (تحبير التيسير) للإمام محمد بن محمد بن الجزري (833هـ).
12 ـ (النشر) له.
والذي عليه الاعتماد في أسانيد بلاد المشرق وغالب العالم الإسلامي ..
أولاً: ما ذكره الإمام أبي عمرو الداني في كتابه (التيسير) حيث ذكر في أسانيده المؤدية إلى الأئمة السبعة من طريق رواتهم الأربعة عشر المشهورين، وأسند إلى كل راوٍ من طريقين.
وذكر في كتابه الثاني أسانيده المؤدية إلى جميع كتب القراءات التي سبقته، كما ذكر فيه أيضًا أسانيده المؤدية إلى الأئمة العشرة من جميع الطرق، وتشتمل على تسعمئة وثمانين طريقًا.
وإلى هذين الإمامين الجليلين المنتهى في علم القراءات دراية ورواية في غالب العالم الإسلامي، فقد جعلهما الله (تعالى) سببًا في حفظ القراءات وأسانيدها، جزاهما الله خير الجزاء على ما قدما في خدمة القرآن الكريم، ورحمهما الله رحمة واسعة.
¥