تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هذا التاريخ وبين وفاة المؤلف – 748هـ - مدة طويلة لا بد أنه عاود النظر فيها فنقَّحَ شيئاً مما جاء فيها، وزاد زيادات يسيرة تبيناها من النسخة المحفوظة بدار الكتب المصرية والتي رمزنا لها بالحرف (د)، ومما نقله ابن الجزري في كتابه (غاية النهاية) الذي اعتمد نسخة المؤلف المكتوبة بخطه كما صرح بذلك في إحدى التراجم من كتابه (غاية النهاية)، مِمَّا حدا بنا إلى إثبات هذه الزيادات والتنقيحات في مواضعها من هذا الكتاب، والإشارة إليها، بعد أن اتخذنا نسخة الرباط أصلاً للتحقيق) [1/ 17]. وقد ظن الأستاذ صلاح الدين المنجد أن نسخة دار الكتب المصرية، هي نفسها نسخة مكتبة كوبريلي، ونفى ذلك الدكتور طيار آلتي قولاج، لاطلاعه على نسخة كوبريلي. [تحقيق قولاج 1/ 77 - 78]

من مزايا هذه النشرة:

1 - تحقيق عنوان الكتاب، حيث ذكروا أن الاسم الذي سماه به الذهبي هو: (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار). كما جاء في طرة النسخ المخطوطة التي وصلت إلينا منه، وقول تلميذه صلاح الدين الصفدي عند ذكره مؤلفات الذهبي: (وطبقات القراء، وسماه: معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، تناولته منه، وأجازني في روايته). [معرفة القراء الكبار 1/ 11] وذكروا أن تسمية الذهبي له في كتبه الأخرى بطبقات القراء من باب التجوز وعدم الالتزام بالعنوان الحقيقي للكتاب، وأنه كثيراً ما يفعل ذلك بكتبه الأخرى عند الإشارة إليها.

2 - إزالة وهم علمي عند بعض الباحثين، وهو أن معظم مؤلفات الذهبي في التراجم قد استلها من كتابه الكبير (تاريخ الإسلام)، وهذا وهمٌ مَحضٌ، فقد أبانت دراسة الدكتور بشار عواد لسير أعلام النبلاء ضعف هذا الرأي، وأنه لا يثبت على نقدٍ. كما أن دراسة كتاب (معرفة القراء الكبار) أبانت عن وجود تراجم كثيرة لم يرد لها ذكر في (تاريخ الإسلام). بل إن الذهبي قد رفد كتابه (تاريخ الإسلام) بكثير من التراجم التي لم تكن موجودة فيه عند تأليفه أول مرة، أخذها من هذا الكتاب، فألحقها بخطه في حواشي الصفحات من نسخته الخطية، أو كتبها في وريقات طيارة أدرجها في مواضعها من الكتاب. [1/ 13].

3 - قيام ثلاثة من المحققين الثقات على هذه النشرة، ولا سيما الدكتور بشار عواد المختص بكتب الذهبي، حيث كتب عنه رسالته النفيسة (منهج الذهبي في كتابه تاريخ الإسلام) التي تعد من أفضل الكتب التي كتبت عن الإمام الذهبي ومنهجه في التاريخ، ثم حقق التاريخ بعد ذلك ونشره في دار الغرب الإسلامي. 4 - ذكر موارد ترجمة القارئ في الحاشية التي أمكنهم التوصل إليها، كما صنع محققوا سير أعلام النبلاء بعد ذلك. 5 - يؤخذ على هذه النشرة أنها اعتمدت على نسخةٍ مخطوطةٍ واحدةٍ، تُمثِّلُ مرحلةً متوسطةً تقريباً من مراحل تصنيف الذهبي لكتابه، ولم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن نسخ الكتاب الأخرى، ولذلك فات هذه النشرة أكثر من خمسمائة ترجمة.

النشرة الثالثة: http://www.tafsir.net/images/golaj.jpg

نشر الكتاب نشرة ثالثة عام 1416هـ (1995م) في تركيا، عن طريق مركز البحوث الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي بإستانبول، وطبع بالأوفست بمطابع مديرية النشر والطباعة والتجارة التابعة لوقف الديانة التركي بأنقرة، وقد حققه الدكتور التركي الفاضل طيار آلتي قولاج، وهو الذي حقق كتاب (المرشد الوجيز) لأبي شامة في علوم القرآن، وهو كتاب نفيسٌ بحاجة إلى إعادة تحقيق ودراسة. وقد كان مشروع تحقيق الكتاب يراود المحقق منذ عثوره على نسختين مخطوطتين للكتاب قبل ذلك بخمسة وعشرين سنة، أي قبل عام 1388هـ (1968م)، في مكتبات إستانبول. وكانت فهارس المخطوطات قد أشارت إلى إحدى هاتين النسختين وهي نسخة مكتبة كوبرلي، وأغفلت النسخة الثانية التي عثر عليها الدكتور طيار قولاج في مكتبة مِلَّتْ نظراً لضياع الورقة الأولى منها، فضاع العنوان، مع إنها نسخة ممتازة، فيها إضافات كثيرة بخط الذهبي نفسه. وقد قام المحقق بالبحث عن النسخ المخطوطة الأخرى للكتاب لدراستها، فوجد نسختين إحداهما في باريس، والأخرى في برلين، وحصل عليهما، ثم عثر بعد ذلك على نسخة خامسة للكتاب في مكتبة بايزيد بإستانبول، وهي تُماثِلُ نسخةَ باريس، غير أَنَّها لم تعد صالحةً للتحقيق لتلف معظمها، وإن استفيد منها في الهيكل العام

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير