تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

للكتاب، وتصحيح بعض المواضع. وفي أثناء عمل الدكتور طيار في الموازنة والتحقيق، معتمداً على المخطوطات التي بين يديه، ومتخذاً نسخة مكتبة مِلَّتْ أصلاً، صدرت الطبعة الأولى للكتاب التي أشرنا إليها في القاهرة، فتوقف عن العمل، حتى يرى النسخة المحققة. قال: (غير أَنَّني فوجئتُ في هذه الأثناء بنشر الكتاب في القاهرة (1969م) بعنوان (معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار) ولكنني لم أنزعج من ذلك، رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها في هذا المجال؛ لأن مثل هذا الأمر كثيراً ما يحدث للمؤلفين والمحققين، بل بالعكس من ذلك فرحت به كثيراً: لأن كتاباً عظيماً مثل هذا الأثر الفريد قد رأى النور أخيراً، إلا أن ما كان يهمني من هذا الموضوع، هو معرفة النسخة التي اعتمد عليها المحقق في تدقيقه وتحقيقه للكتاب. ومرت سنوات قبل أن أتمكن من الحصول على النسخة المطبوعة من الكتاب المذكور، وبعد دراسته هالني عدمُ الشعور بالمسئولية الأدبيةِ لدى المُحقِّق، إذ جاء تحقيقه لهذا الكتاب العظيم سقيماً وغيرَ وافٍ بالغرض، ومليئاً بمواضع عدم الدقة والوضوح، بحيثُ لا يُمكن إطلاقُ تسميةِ التحقيق على هذا العمل الهَجينِ الذي أزعجني صدوره بهذا الشكل كثيراً، فندمتُ على نفض يدي من تحقيق الكتاب، لا سيما وإن المهام التي توليتها في مناصب الدولة العليا قد حالت دون ذلك. وفي هذه الأثناء علمتُ بقيام ثلاثة أشخاص بتحقيق هذا الأثر النفيس – من جديد – ونشره (بيروت 1404هـ / 1984م)، فسعيت للحصول على نسخة منه، وبعد الاطلاع عليه وجدته ثمرة يانعة من ثمرات البحث العلمي، غير أن المحققين المحترمين، الذين قدموا تحقيقات قيمة إلى دينا العلم والمعرفة، لم يشاهدوا نسخ الكتاب الكامنة في مكتبات إستانبول وباريس. وكان ذلك، يعني أن الطبعة الجديدة لهذا الأثر القيم، قد جاءت ناقصة وغير كاملة، من الناحية العلمية؛ لأنها تفتقر إلى الإضافات والتعديلات التي أجراها المؤلف الذهبي على الكتاب في سنوات عمره الأخيرة، وبالتالي فإنها تخلو من حوالي 500 سيرة ذاتية جديدة، أضافها المؤلف الذهبي إلى نسخة مكتبة ملت في صيغتها الأخيرة). [1/ 8 - 9].

المخطوطات المعتمدة في التحقيق:

نسخةُ علي أَميري بِمكتبةِ مِلَّتْ في إستانبول، برقم 2500، وتشتمل على 1228 ترجمة بخط الذهبي، وأضاف إليها عفيف الدين عبدالله بن محمد المطري ذيلاً سَمَّاه فوائد، تضمن 13 ترجمة جديدة، وبذلك ارتفع مجموع عدد التراجم في هذه النسخة إلى 1241 ترجمة. وهذه النسخة كما قال المحقق (تعد أوفى تلك النسخ، وأكثرها احتواءً للمعلومات المضافة). وقد ذكر المحقق مصدر هذه النسخة النفيسة فقال: (ولا بد لنا في الختام أن نشير إلى مصدر هذه النسخة، نظراً لأهمية ذلك بالنسبة إلى تحقيقنا، حيث وردت العبارات التالية قبل الذيل، وبعد انتهاء المؤلف من كتابة عبارة فراغه منها: (هذا لفظه بحروفه، ومن خطه نقلت رحمه الله تعالى، نقل ذلك سيدي والدي الإمام العلامة الحافظ تقي الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن أبي الخير محمد بن فهد الهاشمي المكي، ومن خطه – أبقاه الله تعالى – نقلتُ ذلك، والحمد لله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل). ثم يدرج الناسخ العبارات التالية: (قال كاتبه الفقير إلى الله تعالى السيد علي المالكي: وهكذا في النسخة التي نقلنا منها، وهي نسخة سقيمة جداً بخط المذكور أعلاه، وهي لها من يوم كتبت إلى وقت الفراغ نحو من ثلاثمائة سنة وسبع سنين، ثم يليه الذيل بخط المذكور أيضاً، نفع الله بذلك، آمين). تؤكد هذه النقول أن ابن فهد المكي استنسخ الكتاب من خط الذهبي، ثم نقل من هذه النسخة ابنه، ثم قام علي المالكي بدوره باستنساخها، وهي النسخة المحفوظة بمكتبة ملت التي اعتمد عليها المحقق. مزايا هذه النشرة وعيوبها: 1 - اعتمادها على نسخٍ مخطوطة تامة موثوقة للكتاب.

2 - تلافيها الأخطاء التي وقعت في النشرات السابقة بقدر الاستطاعة، مع تعذر الكمال، حيث فاته تخريج كثير من التراجم مع وجودها في غاية النهاية لابن الجزري.

3 - ترقيم التراجم.

4 - تخريج التراجم، وذكر مصادرها، وقد استفاد من عمل محققي طبعة بيروت في هذا الجانب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير