ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 May 2007, 12:06 م]ـ
السلام عليكم
إذا طبِخ اللحمُ عدّة مرات سيتجرّعه الناس و أصبحنا نتجرّع هذه المسألة لكثرة الكلام عليها، والحق لا يعرف بتراجع فلان وقول فلان وأتأسّف كيف تُبنى المسائل على هذه الأمور. نحن نعلم جميعاً أنّ الشيخ عامر والشيخ الزيات وغيرهما ممن كان في طبقتهما لم يتلقوا الفرجة عن مشايخهما بالسند والدليل على من ادّعى. ومن العجب أن يقول البعض كيف يجتمع هؤلاء على خطأ، أقول له كيف اجتمع ممن كان قبل هذه الطبقة على خطأ انطباق الشفتين إن سلمنا أنّه خطأ. آلتواتر يتغيّر من زمن إلى زمن، أيكون الأمرٌ غير متواتر ثمّ يصير متواتراً في أمور لا تثبت إلاّ بالمتابعة؟ كيف ذلك؟
المسألة تحتاج إلى تأصيل علميّ متين كفانا من الفوضى في المناهج ولو تحاكمنا إلى نصوص أئمّتنا لزال الإشكال والله.
وقت التقليد قد انتهى والمخطوط يطبع الآن والحقّ لا يُعرف إلاّ بالدليل والبرهان وهو ما دوّنه أئمتنا في كتبهم والمحاكمة إلى المشافهة في المسائل المختلف فيها لا يؤدّي إلى نتيجة إذ كلّ الأطراف يستدلّ بها.
والسلام عليكم
ـ[عاصي الهوى]ــــــــ[06 May 2007, 01:55 م]ـ
الذي يظهر والله اعلم
أن القراءة بالفرجة أصح
لان اطباق الشفتين حال الاخفاء الشفهي يلزم منه نطق الميم المخفاة
فكيف تنطق وهي مخفاة اصلا؟!؟
ـ[محمد يحيى شريف]ــــــــ[06 May 2007, 04:08 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
الإخفاء لا يستلزم ترك الفرجة لعدّة أسباب:
أوّلاً: ليس هناك نصّ صريح في ذلك
ثانياً: النون المخفاة وصفت بالزوال أي زوال ذاتها لأنّ طرف اللسان لا يتتصق بالحنك الأعلى فزالت ذات النون وبقي صوتها من الخيشوم وهو مقتضى كلام الداني وغيره و صرح بذلك القرطبي في الموضح بخلام الميم المخفاة فلم توصف بالزوال أي ذاتها يبقى عند إخفاءها للزوم الشفتين كما ذكر السخاوي في شرحه على الشاطبية.
ثالثاً: قيّد القدامى مخرج الخيشوم بالنون الخفية فقط أي النون المخفاة وسبب ذلك زوال ذاتها كما ذكرنا، ولو كان كانت الفرجة صحيحة لذكروا الميم المخفاة مع النون المخفاة إلاّ أنهم لم يجعلوها مع النون المخفاة لانطباق الشفتين وللزومهما وعدم زوال ذاتها.
رابعاً: عللّ الداني إخفاء الميم عند الباء بانطباق الشفتين فقال وأنقل المعني: هي مخفاة لانطباق الشفتين. أقول: سبب الإخفاء هو انطباق الشفتين فلا يعقل إزالة السبب الذي من أجله أخفت الميم بالفرجة التي كانت السبب في إظهار الميم عند الواو لأنّ الواو تخرج بانفراج الشفتين مع أنّ الواو أقرب إلى الميم من حيث الصفات. وهذا الانفراج هو الذي سبب إظهار الميم عند الواو.
رابعاً: هيئة الإخفاء تختلف من حكم إلى حكم ومن حالة إلى أخرى ففي تأمننا وصفت لانون المختلسة بأنها مخفاة كما قال الشاطبي رحمه الله تعالى: (وتأمننا للكلّ يحفى مفصلا) مع أنّ في اختلاس النون احتكاك لطرف اللسان بالحنك الأعلى ولو كان معنى الاخفاء عدم الاحتكاك كما في الفرجة لما أطلق الإخفاء على الاختلاس. وقد عبّر القدامى على الإدغام الناقص في النون الساكنة والتنوين عند الواو والياء بالإخفاء مع وجود التشديد وإن لم يكتمل مع أنّ الإخفاء عُبّر عنه بأنّه عارٍ عن التشديد. فهيئة الإخفاء تختلف من حكم إلى آخر وإنّما المشكل نشأ عند قياس الميم المخفاء بالنون المخفاء فزعموا أنّ الإخفاء ينفي الاحتكاك قياساً على النون. والقياس لا يجنج إليه إلاّ ضررة وليس هناك أيّ ضرورة للأخذ بالقياس في مسألة الفرجة.
سادساً: كون الإخفاء منزلة بين الإدغام والإظهار لا ينفي انطباق الشفتين ما دام صوت الغنة يجري في الخيشوم، لأنّ الإظهار ليس فيه غنة كاملة وإنّ الإدغام أي الإدغام التام يكون بزوال المدغم ذاتاً وصفة مع تشديد المدغم فيه، وإخفاء الميم بانطباق الشفتين يكون بجريان صوت الغة في الخيشوم مع عدم التشديد فلا يخرج من كونه في حالة بين الإظهار والإدغام كما أكذ ذلك العلامة الجامع بين الرواية والدراية الشيخ أيمن سويد أسأل الله تعالى أن يحفظه من كل مكروه وسائر المشايخ.
¥