تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - قال الطبري: حدّثنا الحسن بن محمد، قال: حدّثنا عليّ بن عاصم، عن ابن جريج، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ((الرعد اسم ملك، وصوته هذا تسبيحه، فإذا اشتد زَجْرُه السحابَ، اضطرب السحابُ واحتكَّ، فتخرج الصّواعق من بينه)) (52).

قلت: علي بن عاصم ضعيف. قال ابن معين: "ليس بشيء." وقال البخاري: "ليس بالقوي عندهم، يتكلمون فيه." وقال النسائي: "متروك الحديث" (53).

5 - قال البخاريّ في ((الأدب المفرد)): حدثنا بشر، قال: حدّثنا موسى بن عبدالله (54)، قال: حدثني الحكم، قال: حدثني عكرمة، أنّ ابن عباس كان إذا سمع صوت الرعد، قال: ((سبحان الذي سَبَّحتَ له)).

قال: "إنّ الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه" (55).

قلت: ورواه الطبري في ((التفسير)) (56) من طريق حفص بن عمر عن الحكم بن أبان به. وفي آخره: "قال: وكان يقول: إنّ الرعد ... " فتبيّن أن هذا منسوب إلى ابن عباس كما هو مزعوم في الرواية!

والحكم عابد صدوق له أوهام ومناكير، وكان -رحمه الله- يصلي من الليل، فإذا غلبته عيناه نزل إلى البحر فقام في الماء يسبّح مع دواب البحر (57). وقد سمع من عكرمة، لأن عكرمة قدم اليمن سنة مئة، وتوفي الحكم سنة أربع وخمسين ومئة، فقول ابن عباس أنه كان إذا سمع الرعد، قال: ((سبحان الذي سبحت له)) صحيح، ولهذا رواه البخاري في ((الأدب المفرد)). أما الشطر الآخر: ((إن الرعد ملك ... )) (58) فلعل هذا رأي عكرمة، وسأبين ذلك فيما بعد، فظن الحكم أنه قول ابن عباس! وتخريج البخاري لهذا الكلام لا يعني الاحتجاج به.

المطلب الثالث: الروايات الموقوفة على التابعين لهذا الحديث:

أولاً: كعب الأحبار:

قال ابن أبي حاتم: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو سلمة، قال: حدّثنا حماد ـ يعني ابن سلمة ـ عن عبد الجليل، عن شهر بن حوشب، قال: قال عبد الله بن عمرو لرجل: سلْ كعباً عن البرق؟ فقال كعب: "البرق تصفيق ملك البرد." وحكى حماد بيده ـ "لو ظهر لأهل الأرض لصعقوا" (59).

ورواه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب ((العظمة)) من طريق إبراهيم بن راشد، عن أبي ربيعة، عن حماد، عن عبد الجليل بن عطية، عن شهر بن حوشب، قال: قال كعب: "الرعد ملك يزجر السحاب زجر الراعي الحثيث الإبل فيضم ما شد منه، والبرق تصفيق الملك للبرق ـ وأشار حماد بيده ـ لو ظهر لأهل الأرض لصعقوا" (60).

قلت: الحديث محفوظ عن كعب في البرق، وهذا لا يعني صحة ما قاله، فإن هذه من الإسرائيليات المنكرة، وقد يكون ما نسبه له شهر في الرواية الثانية أيضاً محفوظاً عنه فيكون أيضاً من الإسرائيليات، أو أن شهراً نسبه إليه فخلّط فيه، والله أعلم.

ثانياً: عكرمة مولى ابن عباس:

1 - قال الطبري: حدّثنا أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدّثنا عتّاب بن زياد، عن عكرمة، قال: "الرعد ملك في السحاب، يجمع السحاب كما يجمع الراعي الإبل" (61).

قلت: الإسناد لا بأس به، وعتّاب هذا لم يذكروا فيه جرحاً ولا تعديلاً، قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: عتاب بن زياد بن ورقاء: سمع الشعبي وعكرمة وسعيد بن جبير. روى عنه حفص بن غياث، وأبو أحمد الزبيري" (62).

2 - قال الطبري: حدّثنا القاسم بن الحسن، قال: حدّثنا الحسين بن داود، قال: حدّثني حجّاج، عن ابن جريج، عن عكرمة، قال: "إنّ الرعد ملك يؤمر بإزجاء السحاب فيؤلِّف بينه، فذلك الصوت تسبيحه" (63).

قلت: الحسين بن داود هو المعروف بـ ((سُنيد بن داود)) المصيصيّ المحتسب (ت226هـ)، حافظ، له تفسير، وله ما يُنكر، وقد روى حديث هاروت وماروت والزهرة بطوله. صدقه أبو حاتم. وقال أبو داود: "لم يكن بذاك." وقال النسائي: "الحسين بن داود ليس بثقة (64).

3 - قال الطبري: حدّثنا المثنى، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا عمر بن الوليد الشّني، عن عكرمة، قال: "الرعدُ ملكٌ يسوق السحاب كما يسوق الراعي الإبل" (65).

قلت: عمر بن الوليد الشَّنيّ قوّاه أحمد وغيره، ولينه يحيى القطان ولم يعتمد عليه، وقال النسائي: "ليس بالقوي" (66).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير