تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[سعيد بن محمد المري]ــــــــ[08 - 07 - 09, 08:17 م]ـ

الحمد لله، وبعد؛

إخوتي الكرام إثبات التدليس على ثقة من الثقات لا سيما كبار الثقات كهشام بن عروة يحتاج إلى تثبت، لأن المقصود بنسبة التدليس إلى راوٍ ذلك التدليس الذي يحترز منه، وعد الحاكم له في أنواع المدلسين فيه تساهل، وتداخل في المصطلحات، لأن ما وقع من هشام بن عروة إنما هو الإرسال، وليس التدليس، والفرق بينهما هو تقصد إيهام السماع من عدمه، وهذا إنما يعلم بالقرائن الدالة على إرادة الراوي الإيهام، وإلا يحمل على الإرسال، ولذلك لم نجد أحداً من الأئمة النقاد نسب هشام بن عروة إلى التدليس، ولم يتبادر لهم منه إرادة التدليس لما علم من حاله أنه لا يريد الإيهام، وقد ذكر ذلك مسلم في مقدمة صحيحه عنه وعن جماعة من المحدثين، وجعل ذلك من قبيل الإرسال لا التدليس، قال مسلم في المقدمة ص (23): "وذلك أن الحديث الوارد علينا بإسناد هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فبيقين نعلم أن هشاما قد سمع من أبيه وأن أباه قد سمع من عائشة كما نعلم أن عائشة قد سمعت من النبى -صلى الله عليه وسلم- وقد يجوز إذا لم يقل هشام فى رواية يرويها عن أبيه سمعت أو أخبرنى أن يكون بينه وبين أبيه فى تلك الرواية إنسان آخر أخبره بها عن أبيه ولم يسمعها هو من أبيه لما أحب أن يرويها مرسلا ولا يسندها إلى من سمعها منه وكما يمكن ذلك فى هشام عن أبيه فهو أيضا ممكن فى أبيه عن عائشة وكذلك كل إسناد لحديث ليس فيه ذكر سماع بعضهم من بعض. وإن كان قد عرف فى الجملة أن كل واحد منهم قد سمع من صاحبه سماعا كثيرا فجائز لكل واحد منهم أن ينزل فى بعض الرواية فيسمع من غيره عنه بعض أحاديثه ثم يرسله عنه أحيانا ولا يسمى من سمع منه وينشط أحيانا فيسمى الرجل الذى حمل عنه الحديث ويترك الإرسال وما قلنا من هذا موجود فى الحديث مستفيض من فعل ثقات المحدثين وأئمة أهل العلم ... لما بينا من قبل عن الأئمة الذين نقلوا الأخبار أنهم كانت لهم تارات يرسلون فيها الحديث إرسالا ولا يذكرون من سمعوه منه وتارات ينشطون فيها فيسندون الخبر على هيئة ما سمعوا فيخبرون بالنزول فيه إن نزلوا وبالصعود إن صعدوا كما شرحنا ذلك عنهم وما علمنا أحدا من أئمة السلف ممن يستعمل الأخبار ويتفقد صحة الأسانيد وسقمها مثل أيوب السختيانى وابن عون ومالك بن أنس وشعبة بن الحجاج ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدى ومن بعدهم من أهل الحديث فتشوا عن موضع السماع فى الأسانيد كما ادعاه الذى وصفنا قوله من قبل وإنما كان تفقد من تفقد منهم سماع رواة الحديث ممن روى عنهم إذا كان الراوى ممن عرف بالتدليس فى الحديث وشهر به فحينئذ يبحثون عن سماعه فى روايته ويتفقدون ذلك منه كى تنزاح عنهم علة التدليس فمن ابتغى ذلك من غير مدلس على الوجه الذى زعم من حكينا قوله فما سمعنا ذلك عن أحد ممن سمينا ولم نسم من الأئمة".

وإنما نسبه الحافظ إلى التدليس بسبب ما قرره وتبعه عليه كثير من المتأخرين من أن الفرق بين التدليس والإرسال هو ثبوت اللقاء من عدمه، وهذا الفرق حادث لا يعرفه النقاد، ويكفي في رده كلام مسلم السابق، والله تعالى أعلم.

ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 07 - 09, 12:19 ص]ـ

بارك الله فيكم جميعا:

1 - يعقوب بن شيبة قال: ... فكان تسهُّله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه. اهـ

فلم يصفه بالمدلس في هذا الخبر المروي عنه

2 - وكذلك قال الإمام مسلم رحمه الله في مقدمته: ... فجائز لكل واحد منهم أن ينزل فى بعض الرواية فيسمع من غيره عنه بعض أحاديثه ثم يرسله عنه أحيانا ولا يسمى من سمع منه وينشط أحيانا فيسمى الرجل الذى حمل عنه الحديث ويترك الإرسال وما قلنا من هذا موجود فى الحديث مستفيض من فعل ثقات المحدثين وأئمة أهل العلم ...

3 - هل ثبت أن هشاما أسقط ضعيفا بينه وبين والده

4 - ابن خراش الرَّافضي قال: بلغني ان مالكا نقم عليه ...

فأين الإسناد إلى مالك رحمه الله (1)

وانظر كلام المعلمي رحمه الله في التنكيل (1/ 502):

261 - هشام بن عروة بن الزبير بن العوام. تقدم ما يتعلق به في الفصل الثالث أوائل الكتاب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير