تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أحيانًا نجد الحديث الحسن لذاته هذا جاءنا من طريق آخر أيضًا حسنًا لذاته أو من طريق آخر صحيح، فبمجموع هذين الطريقين يرتقى الحديث من الحسن لذاته إلى الدرجة السابقة، وهي الصحيح لكن ليس الصحيح لذاته يعني بمفرده، بل بسبب شيء جبره فيقال له: لغيره، فواضح يعني إنسان يمشي سوى فهذا يمشي بمفرده لكن حينما يكون ضعيفا يمكن أن يسقط ويأتي إنسان آخر فيشد يده بحيث لو أراد أن يسقط يقوِّمه هذا يقال له: يمشي بنفسه ولا بغيره؟ يمشي بغيره.

فهذا أيضًا يمكن أن يكون كمثال للحديث الذي نقول عنه هذا الكلام فهو لم ينجبر بنفسه ولكن بأمر خارج عنه وهو إما الحديث الحسن لذاته من طريق آخر أو حديث صحيح من طريق آخر.

ولذلك يقول الحافظ هنا: وبكثرة طرقه يصحح.

يعني بكثرة طرق الحديث الحسن لذاته يصحح يعني يصل لدرجة الصحيح لغيره.

نعم.

قال بعد ذلك الحافظ:

وصف الحديث بأنه "حسن صحيح"

فإن جمعا فللتردد في الناقل حيث التفرد وإلا فباعتبار إسنادين


طبعًا المتون دائمًا تكون مضغوطة، ولا بد من تفكيك عبارة صاحب المتن فهذه العبارات كأنها طلاسم " فإن جمعًا فللتردد في الناقل حيث التفرد وإلا فباعتبار إسنادين" ما معنى هذا الكلام:

يقول الحافظ -رحمه الله- فإن جمع وصف حديث واحد بأنه حسن صحيح وهذا يرد وبخاصة عند مثل الترمذي، وقد يرد عند غيره أيضًا، فأي يا طالب العلم إذا ما وقفت على حديث من الأحاديث قيل عنه: هذا حديث حسن صحيح يعني جمع فيه الوصفان: وصف الحسن ووصف أيش؟ ووصف الصحة "فإن جمعا" فهذا كما يقول الحافظ لا يخرج من أحد أمرين:

إما أن يكون ذلك الإسناد واحدًا فقط متفرد به ذلك الراوي الذي رواه يعني ليس له طريق أخرى، ليس له إسناد آخر ما يروى إلا من هذا الطريق يعني أيش حديث أيش؟ في التعريفات السابقة الحديث الغريب يعني حديث غريب ما له إلا طريق واحد.

يقول: "إذا كان الحديث ما له إلا طريق واحد فهذا للتردد في الناقل يعني في الناقل لهذا الكلام الذي أطلق هذا الوصف الذي قال: حسن صحيح، أي يقول يمكن أن يكون هذا الحديث حسنا، ويمكن أن يكون صحيحا، فمعنى ذلك أن هذا الحديث عنده لم يصل للدرجة العليا من الصحة، وإنما للدرجة الدنيا، لكن هذه الدرجة الدنيا عنده فيها تردد يمكن أن تكون هذه الدرجة مُلْحِقَة لهذا الحديث بالحديث الحسن لذاته؛ لأن المسألة اجتهادية يعني في جعل هذا الراوي حديثه ملتحقًا بالصحيح أو ملتحقًا بالحسن.

وبخاصة إذا كان الحكم صادرًا من أكثر من واحد، فتجد أن بعض الناس موصوفًا بالشدة وبعضهم موصوفًا بالتساهل، مثل البخاري ومسلم -رحمهما الله- هل نعتقد أن منهج البخاري مثل منهج مسلم أو أن شخصية البخاري مثل شخصية مسلم؟ لا واضح تمامًا أن شخصية البخاري فيها شدة أقوى من شخصية مسلم رحمهما الله.

فالخلاف بين الشخصيتين، هذا التمثيل قد يرد في بعض العلماء الآخرين مع التفاوت الأكبر بين شخصيتي البخاري ومسلم، فبعض العلماء تجد عنده شيئًا من التساهل فمثلًا ابن خزيمة وابن حبان لا يفرقان بين الصحيح والحسن، فعندهما الحسن من نوع الصحيح، ولذلك يدخلان في كتابيهما الأحاديث الحسنة على أنها صحيحة فهذا منهج متساهل.

وهناك من هو متشدد شدة أكثر فتجده مثلًا الحديث الحسن قد يلحقه بالضعيف وأحيانا شخصية العالم نفسه في بعض الأحيان يعتريها التساهل، وفي بعض الأحيان تعتريها الشدة، فإذا ما تردد العالم نفسه، أو حصل التردد من أكثر من واحد في وصف الحديث، أو بين أناس وأناس، فهذا إذا كان الحديث ما له إلا إسناد واحد فمعنى ذلك أنه متردد الحكم عليه بين الحسن والصحة، فلا هو بالدرجة العليا من الصحة ولا هو بالدرجة الدنيا من الحسن، بل هو في منزلة وسط هذا إذا لم يكن له إلا إسناد واحد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير