تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فمن هنا علي أن أبدأ في تقليب كتب الحديث التي تروي الحديث بالسند كالكتب الستة، مسند الإمام أحمد صحيح ابن خزيمة ابن حبان مستدرك الحاكم، الكتب الأخرى الأجزاء الحديثة، أبدأ أفتش فيها هذا التفتيش الذي أقوم به والبحث يسمى اعتبارا، فالاعتبار هو الهيئة أو الطريقة التي يتوصل بها إلى معرفة الحديث الذي يظن أنه فرد هل شارك راويه غيره أم لا؟ هو الهيئة التي يتوصل بها إلى معرفة هل شارك راوي الحديث الفرد غيره أم لا، فظاهر الآن يعني واضح أن الاعتبار ليس قسيما للمتابع والشاهد، وإنما هو الذي يتفرع منه المتابع والشاهد، أما المتابع والشاهد فيمكن أن نعتبرهما قسمين مختلفين كل منهما يغاير الآخر، وهذه المغايرة اختلف فيها العلماء فمنهم من نظر إلى المتن ومنهم من نظر إلى السند، فمن نظر إلى المتن عرف المتابع تعريفا، وعرف الشاهد تعريفا آخر، ومن نظر إلى السند عرفه تعريفا آخر، وعرف أيضا الشاهد تعريفا.

وأوضح هذا بالآتي: بعضهم قال: إن المتابع هو الحديث الذي يشترك رواته في لفظه تماما ما يختلف اللفظ، وسواء كان راويه راوي هذا الحديث صحابيا واحدا وعنه تفرع أو مع الاختلاف في الصحابة يعني مثال لو يعني مثلا حديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار هذا الحديث ورد بلفظ آخر المعنى هو نفس المعنى ما يختلف ما عدا الاختلاف في بعض الألفاظ وهو قوله -صلى الله عليه وسلم-: من تقول علي ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار يختلف المعنى؟ من كذب علي بمعنى من تقول علي ما لم أقله فمنهم من نظر إلى اللفظ، فيقول: هذا الحديث يعتبر من تقول علي ما لم أقله يعتبر شاهدا لحديث من كذب علي متعمدا لماذا؟ قال: لأن اللفظ اختلف والمعنى واحد، فأنا أعتبر هذا شاهدا قلنا له، حتى ولو كان الراوي للحديث واحدا؟ وهو أبو هريرة مثلا؟ قال: حتى ولو كان الصحابي واحدا، أنا لا ألتفت للإسناد وإنما ألتفت لأي شيء للمتن لكن لو جاءنا مثلا الحديث من رواية أبي هريرة وهو من كذب علي متعمدا ونحن نريد أن نعثر على رواية أخرى له لهذا الحديث، فوجدناه في رواية ابن عمر من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فهل يعتبر هذا عنده عند يعني من نظر إلى المتن شاهدا أو متابعا؟ قال: أنا أعتبره متابعا لماذا؟، قال: لأن اللفظ قد اتحد ولو اختلف الصحابي؟ قال: ولو اختلف الصحابي.

هذا أحد التعريفات لكنه تعريف مرجوح، والراجح هو الذي سنذكره وهو الالتفاف في الطريق إلى الإسناد، فبالنظر إلى الصحابي إن اتحد الصحابي، واختلفت الطرق عنه.

فهذا يسمى متابعا سواء اختلف اللفظ أو اتحد، وإن اختلف الصحابي فهو شاهد سواء اتفق اللفظ أو اختلف، أيا كان فلو جئنا للحديث السابق مثلا حديث من كذب علي عمدا متعمدا طبعا مثال موجود عندكم، أنا سأركز عليه بس أنا أوضح بهذا المثال لكونه ممكن يكون أقرب إلى الأذهان، لو رجعنا للحديث السابق جاءنا مثلا من حديث أبي هريرة بلفظين الطريق الأول يرويه سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ثم جاءني من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من تقول علي ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار الآن بناء على التعريف الثاني الذي قلنا إنه الراجح يعتبرون هذا الطريق طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن متابعا لطريق سعيد بن المسيب، ثم ذهبنا فبحثنا ووجدنا عبد الله بن عمر يروي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فالحديث بهذه الصورة يصبح ماذا؟ يصبح شاهدا، هذا بناء على التعريف الثاني، فإذن بناء على هذا التعريف المختار يمكن أن نعرف المتابع بالتعريف الآتي:

نقول: المتابع هو الحديث الذي يشارك رواته رواة الحديث الذي يظن أنه فرد سواء اختلف اللفظ أو اتحد، مع الاتحاد في الصحابة، أما الشاهد فهو الحديث الذي يشارك رواته رواة الحديث الذي يظن أنه فرد سواء اختلف اللفظ أو الفرد أو اتحد، مع الاختلاف في الصحابة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير