ومنهم من جعل الأصول سبعة فعد منها زيادة على الخمسة كلا من (الموطأ) و (ابن ماجة) ومنهم من أسقط (الموطأ) وجعل بدله (سنن الدارمي) والله أعلم.
وجاء في "الرسالة المستطرفة" (ج 1 / ص 13):
"ومنها كتب الأئمة الأربعة أرباب المذاهب المتبوعة:
وهي (موطأ نجم الهدى) إمام الأئمة عالم المدينة (أبي عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي) نسبة إلى (ذي أصبح) من ملوك اليمن (المدني) المتوفى بها سنة تسع وسبعين ومائة وهي في الرتبة بعد (مسلم) على ما هو الأصح ويذكر أن جميع مسائلها ثلاثة آلاف مسألة وأحاديثها سبعمائة حديث وعن مؤلفها فيها روايات كثيرة أشهرها وأحسنها: رواية (يحيى بن كثير الليثي الأندلسي) وإذا أطلق في هذه الأعصار (موطأ مالك) فإنما ينصرف لها.
وأكبرها رواية: (عبد الله بن مسلمة القعنبي) ومن أكبرها وأكثرها: زيادات رواية (أبي مصعب أحمد بن أبي بكر القرشي الزهري) قاضي المدينة ومن جملتها رواية (محمد بن الحسن الشيباني) صاحب (أبي حنيفة) وفي (موطئه) أحاديث يسيرة يرويها عن غير (مالك) وأخرى زائدة على الروايات المشهورة وهي أيضا خالية عن عدة أحاديث ثابتة في سائر الروايات
........
ومسند إمام الأئمة أيضا ركن الإسلام (أبي حنيفة النعمان بن ثابت الفارسي الكوفي) فقيه العراق المتوفى: ببغداد سنة خمسين أو إحدى وخمسين ومائة وله خمسة عشر مسندا وأوصلها الإمام (أبو الصبر أيوب الخلوتي) في ثبته إلى سبعة عشر مسندا كلها تنسب إليه لكونها من حديثه وإن لم تكن من تأليفه.
وقد جمع بين خمسة عشر منها:
(أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد بن الحسن الخطيب الخوارزمي) نسبة إلى خوارزم بضم الخاء وكسر الراء ناحية معلومة المتوفى: سنه خمس وخمسين وستمائة في كتاب سماه: (جامع المسانيد) رتبه على ترتيب أبواب الفقه بحذف المعاد وترك تكرير الإسناد.
واعتبر بعضهم منها:
ما خرجه (أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الكلاباذي الحارثي السبذموني) نسبة إلى سبذمون قرية من قرى بخارى على نصف فرسخ المعروف: بعبد الله الأستاذ المتوفى سنة أربعين وثلاثمائة.
والذي اعتبره الحافظ (ابن حجر) في كتابه (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأربعة) هو ما خرجه الإمام الزكي الحافظ (أبو عبد الله الحسين بن محمد بن خسرو) بضم الخاء وسكون المهملة البلخي المتوفى: سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
ومسند عالم قريش ومجدد الدين على رأس المائتين أحد أقطاب الدنيا وأوتادها (أبي عبد الله محمد بن إدريس بن عباس بن عثمان بن شافع الشافعي القرشي المطلبي المكي) نزيل مصر المتوفى بها سنة أربع ومائتين وليس هو من تصنيفه أيضا وإنما هو عبارة عن الأحاديث التي أسندها مرفوعها موقوفها.
ووقعت في مسموع (أبي العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الأصم الأموي) مولاهم (المعقلي النيسابوري) عن (الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي) مولاهم (المؤذن المصري) صاحب (الشافعي) وراوية كتبه من كتابي (الأم) و (المبسوط) (للشافعي) إلا أربعة أحاديث رواها (الربيع) عن (البويطي) عن (الشافعي) التقطها بعض النيسابوريين وهو (أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر المطري العدل النيسابوري الحافظ) من شيوخ (الحاكم) من الأبواب (لأبي العباس الأصم) المذكور لحصول الرواية له بها عن (الربيع) وقيل: جمعها (الأصم) لنفسه فسمى ذلك (مسند الشافعي) ولم يرتبه فلذا وقع التكرار فيه في غير ما موضع انظر (فهرست الأمير) و (شرح الإحياء) في كتاب (آداب الأخوة والصحبة) ووفاة (الربيع) هذا سنة سبعين ومائتين (وأبي العباس الأصم) سنة ست وأربعين وثلاثمائة (وأبي عمرو المطري) سنة ستين وثلاثمائة.
ومسند الإمام الأوحد محي السنة (أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني المروزي) ثم البغدادي المتوفى: سنة إحدى وأربعين ومائتين وكان يحفظ ألف ألف حديث ومسنده هذا يشتمل على ثمانية عشر مسندا:
أولها: مسند العشرة وما معه وفيه من زيادات ولده (عبد الله) ويسير من زيادات (أبي بكر القطيعي) الراوي عن (عبد الله) وقد اشتهر عند كثير من الناس أنه أربعون ألف حديث.
¥