قال علي بن المديني: روى أبو إسحاق، عن سبعين رجلاً أو ثمانين لم يرو عنهم غيره، وأُحصيت مشيخته نحواً من ثلاثمائة شيخ، وقال علي في موضع آخر: أربعمائة شيخ، وقيل: إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابياً.
قال أبو حاتِم: هو يُشبهُ الزهري في الكثرة.
وقال الأعمش: كان أصحابُ ابن مسعود إذا رأوا أبا إسحاق، قالوا: هذا عمْرو القارىء الذي لا يلتفِتُ.
ابن فضيل، عن أبيه قال: كان أبو إسحاق يقرأ القرآن في كُلِّ ثلاث.
قال ابن سعد في «الطبقات»: هو عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يُحمِدَ بن السَّبيع. ثم قال: وأكثر من سماه لم يتجاوز أباه.
قال سفيان، عن أبي إسحاق: رأيتُ علياً رضي الله عنه أبيض الرأسِ واللِّحية.
وقال شريك: سمعتُه يقول: وُلدْتُ في سنتين من إمارة عثمان.
وعن أبي بكر بن عياش: حدثنا أبو إسحاق، قال: غزوت في زمن زياد ــــ يعني ابنَ أبيه ــــ ست غزوات أو سبعَ غزوات. فمات قبل معاوية، وما رأيتُ قط خيراً من زياد، فقال له رجل: ولا عُمر بن عبد العزيز؟ قال: ما كان زمن زياد إلا عرس. رواه أبو القاسم البغوي، عن محمد بن يزيد الكوفي عن أبي بكر.
أنبأنا غيرُ واحد سمعوا ابن طبرزد، أن عبد الوهّاب الحافظ أخبره، قال: أنبأنا أبو محمد بن هزارمرد، أنبأنا ابن حَبابة، حدثنا البغوي بهذا.
وبه إلى البغوي: حدثنا محمود بن غِيلان، عن يحيى بن آدم قال: قال أبو بكر بن عياش: سمعتُ أبا إسحاق السَّبيعي، يقول: سألني معاويةُ، كم كان عطاءُ أبيك؟ قلتُ: ثلاثمائة، ففرض لي ثلاثمائة. وكذلك كانوا يفرضون للرجل في مثل عطاء أبيه،
ثم قال أبو بكر: فأدركتُ أبا إسحاق، وقد بلغ عطاؤه ألفَ درهم من الزيادة.
وقال شعبةُ: كان أبو إسحاق أكبر من أبي البَختري، لم يُدْرِكْ أبو البخْتري عليّاً ولم يره.
وبه، حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي، حدثنا موسى بن عثمان الحضرمي، عن أبي إسحاق قال: ضربني علي رضي الله عنه بالدِّرّة عند الميضأة.
حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق قال: قال أبي: قم فانظر إلى أمير المؤمنين، فإذا هو على المنبر شيخاً أبيضَ الرأس واللحية، أجلح ضخم البطن ربعة عليه إزار ورداء ليس عليه قميص، ولم يرفع يده. فقال رجل: يا أبا إسحاق أقنت؟ قال: لا.
حدثنا محمود، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا أبو بكر، سمعتُ أبا إسحاق، يقول: زعم عبدُ الملك أني أكبرُ منه بثلاث سنين يعني: ابن عُمير.
حدثني شُريح، حدثنا سفيان، عن أبي إسحاق، سمعت صلةَ بن زُفَر منذ سبعين سنة، قال: هذا يدل على أنَّه طلب العلم في حياة عائشة وأبي هريرة.
وقال ابن عُيينة: دخلتُ على أبي إسحاق، فإذا هو في قبة تركية ومسجد على بابها وهو في المسجد، فقلتُ: كيف أنتَ؟ قال: مثل الذي أصابه الفالجُ، ما ينفعني يدٌ ولا رجل؟ فقلت: أسمعتَ من الحارث؟ فقال لي ابنه يوسف: هو قد رأى علياً رضي الله عنه، فكيف لم يسمع من الحارث؟ فقلتُ: يا أبا إسحاق: رأيتَ علياً؟ قال: نعم.
قال سفيان: واجتمع الشعبي وأبو إسحاق، فقال له الشعبي: أنت خيرٌ مني يا أبا إسحاق، قال: لا والله، بل أنت خير مني، وأسنُّ مني.
قال سفيان: وقال أبو إسحاق: كانوا يرون السَّعة عوناً على الدين.
وبه، حدثنا أحمد بن عِمران الأخنسي، حدثنا أبو بكر بن عياش، سمعتُ أبا إسحاق، يقول: ما أقلت عيني غَمضاً منذ أربعين سنة.
حدثنا أحمد بن عِمران، حدثنا ابن فُضيل، حدثني أبي قال: أتيت أبا إسحاق بعدما كُفَّ بصرُه، قال: قلتُ: تعرفني؟ قال: فُضيل؟ قلت: نعم. قال: إني والله أُحِبُّكَ، لولا الحياءُ منك لقبلتُك، فضمني إلى صدره، ثم قال: حدثني أبو الأحوص عن عبد الله {لَوْ أنْفَقْتَ مَا فِي الأرضِ جَميعاً مَا ألَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكنَّ الله ألَّفَ بَيْنَهُمْ” نزلت في المتحابين.
قال يونس: كان أبي يقرأ كُلَّ ليلة ألفَ آية. وقال أبو الأحوص: قال لنا أبو إسحاق: يا معشر الشباب اغتنِمُوا يعني: قوتكم وشبابكم، قلَّما مرَّت بي ليلة إلا وأنا أقرأ فيها ألفَ آية،
وإني لأقرأ البقرة في ركعة، وإني لأصوم الأشهر الحرم، وثلاثةَ أيام من كل شهر والاثنين والخميس.
¥