قال ابن حجر: " و بعض المحدثين يَرُدُّ الحديث بكل علة سواء كانت قادحة أو غير قادحة " [24] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn24) .
و قال: " المعلول ما علته قادحة خفية والعلة أعم من أن تكون قادحة أو غير قادحة خفية أو واضحة " [25] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn25) .
قال الصنعاني: " تقييده هنا للعلة بالقادحة أخرج منه بعض أفراد الصحيح وهو ما فيه علة غير قادحة فإنه غير صحيح عند المحدثين " [26] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn26) .
قال علي القاري:" خَفِية قَادِحَة صفتان كاشفتان لأن كلّ عِلّة خفية حيث اعتبر الغموض في تعريف العلة لكن لا لإخراج الظاهرة، لأن الخفية إذا أثرَت فالجلية أولى " [27] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn27) .
ثانياً: أن مضمار العلة هو أحاديث الثقات.
قال الحاكم: " وإنما يعلل الحديث من أوجه ليس للجرح فيها مدخل فإن حديث المجروح ساقط واه وعلة الحديث يكثر في أحاديث الثقات أن يحدثوا بحديث له علة فيخفى عليهم علمه فيصير الحديث معلولا " [28] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn28) .
قال ابن الصلاح: " ويتطرق ذلك إلى الإسناد الذي رجاله ثقات الجامع شروط الصحة من حيث الظاهر ويستعان على إدراكها بتفرد الراوي وبمخالفة غيره له مع قرائن تنضم إلى ذلك تنبه العارف بهذا الشأن على إرسال في الموصول أو وقف في المرفوع أو دخول حديث في حديث أو وهم واهم بغير ذلك بحيث يغلب على ظنه ذلك فيحكم به أو يتردد فيتوقف فيه. وكل ذلك مانع ممن الحكم بصحة ما وجد ذلك فيه " [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn29) .
أما إدخال العلماء أحاديث الضعفاء و المتروكين بل و الكذّابين في كتب العلل بالرغم من أن الحاكم و ابن الصلاح نبها على أنها خارجة من معنى العلة و العلماء من بعدهما، إنما كان ذلك باعتبار معنى العلة لغة.
فالعلة بمعناها اللغوي أعمُّ من المعنى الإصطلاحي و هذا ما ذهب إليه ابن الصلاح [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn30) و ابن حجر في نكته [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn31) و غيرهما، و باعتبار حد العلة عند من أدخل أحاديث الضعفاء، فأحاديث الضعفاء عللها ظاهرة، ولكنها خفية من جهات أخرى أهمها قلة العارفين بأصول هذا العلم، و أن من أخرج هذه الأحاديث لم يخرجها لذات الضعفاء بل كان مقصده خطأ الثقة، أو مخالفة الضعيف للثقة و مقصده منها بيان الصحيح، أو بيان أوهام الضعفاء في رفع موقوف أو وصل مرسل و غيرها من الأسباب.
و التعريف الذي أرتضيه من هذا أن العلة: " هي أسباب خفية طرأت على الحديث فأثرت فيه ".
و اختياري لهذا التعريف مبنيٌ على أنه جمع الأصول العامة للعلة عند العلماء، و تفصيله:
* أسباب خفية: حدٌ أُخرِجَ به ما كان من علة ظاهرة، و الأصل أن العلل الظاهرة تدخل في هذا الحد، فهذا التعريف أدخل فيه ما كان خافياً من العلل على من لم تكن له أهلية نظر في هذا العلم وهذا كثير، ودليل هذا أن من عرَّف العلة أتبع كلامه بوصف علماء هذا الفن، قال ابن الصلاح: " اعلم أن معرفة علل الحديث من أجل علوم الحديث وأدقها وأشرفها وإنما يضطلع لذلك أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب " [32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=41#_ftn32) .
وهذا لا ينبغي لجميع الناس إنما هو في قلة قليلة من علماء الحديث و كبرائهم.
* فأثرت فيه: حدٌ أُخرِج به العلل التي لا تأثير لها في الحديث من حيث الضعف أو رد الحديث، كمن ذهب إلى أن النسخ علة على اعتبار أنها مانعة للعمل به.
وحدُّ العلة القادحة و غير القادحة ما اعتبره العلماء سبباً لرد الحديث أو ترك العمل به.
أي أنه لا يُعتبر الأمر قادحاً و مؤثراً في الحديث إلا إذا ارتضاه العلماء و جعلوه سبباً في رد الحديث، وفي هذا تفاوت معتبرٌ بين أهل العلم، فالسبب القادح عند أحدهم ربما لا يكون كذلك عند الآخر.
¥