تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وإسماعيل هذا منكر الحديث؛ لذلك قال ابنُ عدي: «والروايتان جميعًا غير محفوظتين».

يعني حديث ابن أبي الخوار وإسماعيل بن عُمرو كليهما عن مسعر.

وخالفهما: وكيعُ بن الجراح، وجعفر بن عون، وأبو أسامة حماد بن أسامة، فرووه عن مسعرٍ، عن عبد الكريم، عن طاوس، قال: سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أحسن الناس قراءة

... الحديث.

أخرجه الدارميُّ (2/ 833)، وابنُ أبي شيبة (3/ 225 و01/ 464 - 564)، وابن نصر في «كتاب الصلاة» ـ كما في «إتحاف السادة» (4/ 125) ـ، والبيهقيُّ في «الشعب» (ج5/رقم9591).

قال ابنُ عدي: «الصوابُ مرسلٌ».

وقال الزبيدي في «الإتحاف»: «هذا مرسلٌ حسنٌ السند».

كذا!! وعبد الكريم هو ابنُ أبي المخارق وهو ضعيفٌ، ومع ضعفه فإن الإرسال هو الصواب قطعًا، وقد سُئل الدارقطنيِّ ـ كما في «العلل» (2/ 83/1) ـ عن الحديث، فقال: «المحفوظ عن مسعرٍ، عن عبد الكريم، عن طاوس. مرسلٌ».

وممَّا يؤيد هذا الحكم أنَّ ابن جريج رواه عن عبد الكريم، عن طاوس مرسلا.

أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (ج2/رقم5814).

وأخرجه أبو عبيد في «الفضائل» (ص08)، قال: حدثنا قبيصة، عن سفيان الثوريّ، عن ابن جريجٍ، عن ابن طاوس، عن أبيه، وعن الحسن بن مسلم، عن طاوس مرسلا.

وخولف أبو عبيد:

خالفه أحمد بن عمر الوكيعي قال: حدثنا قبيصة، ثنا سفيانُ، عن ابن جريجٍ، عن عطاء، عن ابن عباسٍ، قال: سُئل النبيُّ: أيُّ الناس أحسنُ قراءة؟ قال: «إذا قرأ، رأيت أنه يخشى الله».

أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (3/ 713)، وقال: «هذا حديثٌ غريبٌ، من حديث الثوريّ، عن ابن جريجٍ، عن عطاء، انفرد به: أحمد بن عمر، عن قبيصة». اهـ

قلت: والوكيعي وثقه ابنُ معين وغيرُهُ، ولكن قال ابنُ حبان: «كان يغرب» فرواية أبي عبيد أرجح من روايته، والله أعلم.

وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (311) من طريق عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن رجلٍ، عن طاوس مرسلا.

وأخرجه أبو عبيد في «الفضائل» (ص08)، وفي «الغريب» (2/ 141) من طريق ليث بن أبي سليم، عن طاوس قوله. وليثٌ ضعيفُ الحديث.

خالفهم عمرو بن دينار، فرواه عن طاوس، عن ابن عباس أن رسول الله قال: «إن أحسن الناس قراءةً، من إذا قرأ تحزَّن».

أخرجه الطبرانيُّ في «الكبير» (ج11/رقم25801)، ومن طريقه أبو نعيم في «الحلية» (4/ 91) قال: حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح، ثنا أبي، ثنا ابنُ لهيعة، عن عمرو ابن دينار فذكره.

وابنُ لهيعة يضعَّفُ في الحديث.

ورواه الأحول، عن طاوس، عن ابن عمر أنَّ النبي قيل له: أيُّ الناس أحسن قراءةً؟ قال: «الذي إذا سمعت قراءته، رأيت أنه يخشى الله».

أخرجه ابنُ نصر في «قيام الليل» (ص831) من طريق مرزوق أبي بكر، عن الأحول.

والأحول، هو: عاصم.

ومرزوق أبو بكر الباهلي مختلفٌ فيه، فوثقه أبو زرعة، وابنُ حبان، وقال «يخطئ».

وقال ابن خزيمة: «أنا بريءٌ من عهدته» وهذه عادته فيمن لا يحتج به.

ثمَّ رأيتُ الحديث في «المنتخب» (208) لعبد بن حميدٍ، و «أخبار أصبهان» (1/ 303) لأبي نعيم، لكنه سمَّى الأحول: «سليمان».

وسليمان بن أبي مسلم الأحول يروي عن طاوس أيضًا، وإنْ كان المذكور في ترجمة مرزوق الباهلي، هو: «عاصم»، فالله أعلم.

وهذه الرواية أولى من رواية ابن لهيعة، لكن تبقى المخالفةُ.

وذكر الزبيدي في «الإتحاف» (4/ 225) أنَّ السجزي رواه في «الإبانة» من طريق طاوس عن أبي هريرة. فهذا اختلافٌ شديدٌ على طاوس.

والصواب عندي في هذا الحديث الإرسال.

وقد أخرجه ابنُ المبارك في «الزهد» (411)، وعنه الآجري في «أخلاق حملة القرآن» (48) من طريق يونس بن يزيد، عن الزهريّ، قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، الذي إذا سمعته يقرأ أريْت أنه يخشى الله عز وجل».

وهذا سندٌ معضلٌ أو مرسلٌ.

رابعًا: حديث عائشة رضي الله عنها:

أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (2/ 85) من طريق ابن أشكيب، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن يزيد ـ وهو ابن جابر ـ، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة مرفوعًا: «إن أحسن الناس قراءةً، الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله».

قلت: وهذا من وجوه الاختلاف على ابن لهيعة فيه.

وقد خالف الطبراني ابن أشكيب فرواه عن يحىى بن صالح المصري، عن أبيه، عن ابن لهيعة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس كما مر ذكره.

وكل هذه الوجوه ضعيفة لا يعتبر بها، ولا يتقوى بها الحديث؛ لأن طرقه تعددت من أثر اضطراب رواته.

والصواب في الحديث الإرسال كما قدمت، والله تعالى أعلم.

والحمد لله رب العالمين

ـ[المحب الكبير]ــــــــ[08 - 11 - 07, 09:26 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[09 - 11 - 07, 03:48 م]ـ

بارك الله فيك اخى الكريم المحب الكبير

وهذا التخريج من الشيخ ابى اسحاق الحوينى يدل على انه يسير على نهج المتقدمين حيث انه لم يكتف بالنظرة السطحية الى ظاهر الاسناد بل بين علل الحديث بدقة

وقارن هذا بتخريج الشيخ الالبانى فى الصحيحة 1583

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير