تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الصَّيِّبُ النَّمِيْرُ بِفَوَائِدِ «تَارِيْخِ دِمَشْقَ» الْكَبِيْرِ

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 12 - 07, 10:34 ص]ـ

الصَّيِّبُ النَّمِيْرْ بِفَوَائِدِ «تَارِيْخِ دِمَشْقَ» الْكَبِيْرْ

ـــ،،، ـــ

الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَلْهَمَ أَهْلَ الْحَدِيثِ حِفْظَ النُّصُوصِ وَرَزَقَهُمْ فَهْمَهَا. وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتَمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى الْمَبْعُوثِ بِالْحَنِيفِيَّةِ قَائِمَاً بِفَرْضِهَا وَنَفْلِهَا. آمِرَاً بِالْمَعْرُوفِ نَاهِيَاً عَنِ الْمُنْكَرِ مُبَلِّغَاًً لِرِسَالاتِ رَبِّهِ كُلِّهَا.

وَبَعْدُ.

«تَارِيْخُ دِمَشْقَ» لِلإِمَامِ الْحَافِظِ أبِي الْقَاسِمِ ابْنِ عَسَاكِرَ الدِّمَشْقِيِّ كِتَابٌ بَدِيعُ الْمِثَالِ. بَعِيدُ الْمَنَالِ.

هَذَا كِتَابُ فَوَائِدٍ مَجْمُوعَةٍ ... جُمِعَتْ بِكَدِّ جَوَارِحِ الأَبْدَانِ

وَبِدَائِمِ الادْلاجِ فِي ظُلَمِ الدُّجَى ... وَالسَّيْرِ بَيْنَ مَنَاكِبِ الْبُلْدَانِ

قَدْ اسْتَضَاءَ بِجَوَاهِرِهِ الْمُضِئَةِ تَاجُ تَرَاجِمِ الأَعْيَانِ، فَصَارَ كَأَنَّهُ الْمِرْآةُ انْعَكَسَ فِيهَا صُورُ سِيَرِ الأَسْلافِ وَأَفَاضِلِ الزَّمَانِ. فَهُوَ تَذْكِرَةٌ لِعَارِفٍ تَقِيٍّ، وَتَبْصِرَةٌ لِمُتَنَزِّهٍ عَنِ الْقَبَائِحِ نَقِيٍّ. كُلُّمَا تَعَمَّقْتَ فِي لُجُجِ بَحْرِهِ الزَّاخِرِ، صَادَفْتَ أَصْدَافَ الدُّرَرِ الْفَاخِرَةِ النَّوَادِرِ.

فَكَمَلَةُ الْعُلَمَاءِ يَنْطِقُونَ بِلِسَانِ إِجَادَتِهِ. وَلا يَزَالُونَ رُوَاةً لأَخْبَارِ وَلَطَائِفِ إِفَادَتِهِ.

قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «سِيَرُ أعْلامِ النُّبَلاءِ» (20/ 554_563): «ابْنُ عَسَاكِرَ ثِقَةُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ.

الإِمَامُ، العَلاَّمَةُ، الْحَافِظُ الْكَبِيْرُ، الْمُجَوِّدُ، مُحَدِّثُ الشَّامِ، ثِقَةُ الدِّيْنِ أَبُو القَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ «تَارِيْخِ دِمَشْقَ».

نَقَلْتُ تَرْجَمَتَهُ مِنْ خطِّ وَلَدِهِ الْمُحَدِّثِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْقَاسِمِ بْنِ عَلِيٍّ، فَقَالَ: وُلِدَ فِي الْمُحَرَّمِ فِي أَوِّلِ الشَّهْر سَنَة تِسْعٍ وَتِسْعِيْنَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَسَمَّعَهُ أَخُوْهُ صَائِنُ الدِّيْنِ هِبَةُ اللهِ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَخَمْسِمِائَةٍ وَبَعْدَهَا، وَارْتَحَلَ إِلَى الْعِرَاقِ فِي سَنَةِ عِشْرِيْنَ، وَحَجَّ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِيْنَ.

قُلْتُ: وَارْتَحَلَ إِلَى خُرَاسَانَ عَلَى طَرِيْق أَذْرَبِيْجَانَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَعِشْرِيْنَ وَخَمْسِ مِائَةٍ.

وَهُوَ: عَلِيُّ بْنُ الشَّيْخِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحُسَيْنِ، فَعَسَاكِرُ لاَ أَدْرِي لَقَبُ مَنْ هُوَ مِنْ أَجدَادِه؟، أَوْ لَعَلَّهُ اسْمٌ لأَحَدِهِمْ.

سَمِعَ: الشَّرِيْفَ أَبَا الْقَاسِمِ النَّسِيْبَ، وَعِنْدَهُ عَنْهُ الأَجزَاءُ العِشْرُوْنَ الَّتِي خَرَّجهَا لَهُ شَيْخُه الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيْبُ، سَمِعْنَاهَا بِالاتِّصَالِ، وَسَمِعَ مِنْ: قَوَامِ بْنِ زَيْدٍ صَاحِبِ ابْنِ هَزَارْمَرْدَ الصَّرِيْفِيْنِيِّ، وَمِنْ: أَبِي الْوَحْشِ سُبَيْعِ بْنِ قِيْرَاطٍ صَاحِبِ الأَهْوَازِيِّ، وَمِنْ أَبِي طَاهِرٍ الْحِنَّائِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ بْنِ الْمَوَازِيْنِيِّ، وَأَبِي الفَضَائِلِ الْمَاسِحِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي العَلاَءِ الْمَصِّيْصِيِّ، وَالأَمِيْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ الأَكْفَانِيِّ، وَعَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ حَمْزَةَ، وَطَاهِرِ بْنِ سَهْلٍ الإِسْفَرَايِيْنِيِّ، وَخَلْق بِدِمَشْقَ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير