تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاَّ وَهْناً

ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[29 - 11 - 07, 07:06 ص]ـ

ما صحه هذا الحديث؟

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ أَخْبَرَنِى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَبْصَرَ عَلَى عَضُدِ رَجُلٍ حَلْقَةً أُرَاهُ قَالَ مِنْ صُفْرٍ فَقَالَ «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ». قَالَ مِنَ الْوَاهِنَةِ قَالَ «أَمَا إِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاَّ وَهْناً انْبِذْهَا عَنْكَ فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِىَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَداً

و هل للحديث شواهد يتقوى بها؟

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[29 - 11 - 07, 12:07 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي الكريم ابن ابي عبد وفقني الله وإياك

الحديث بهذا افسناد ضعيف فيه علتان:

الأولى: مبارك بن فضالة متكلم فيه واختلفت فيه الرواية عن أحمد وابن معين وقال أبو زرعة وأبو داود إذا صرح بالتحديث فهو ثقة، وضعفه النسائي والدارقطني والعجلي وابن سعد ويدلس كثيراً.

الثانية: الحسن البصري لم يسمع من عمران بن حصين عند الأكثر كيحيى القطان وأحمد وابن المديني وابن معين وأبي حاتم الرازي والدارقطني والبيهقي ونسبه الحاكم للبخاري ومسلم.

وذهب ابن حبان والحاكم وغيرهما إلى إثبات السماع.

وما ذهب إليه الأئمة المتقدمون هو الأصح وأما ما ورد في بعض الروايات من التصريح بالسماع فخطأ كما جزم بهذا أحمد وأبو حاتم وغيرهما؛ إذ لم يرو هذا إلا من طريق المبارك بن فضالة وهو متكلم فيه كما سبق.

ولذا قال علي بن المديني سمعت يحيى يعني القطان وقيل له: كان الحسن يقول: سمعت عمران بن حصين فقال: أما عن ثقة.

قال أبو طالب عن أحمد كان مبارك بن فضالة يرفع حديثا كثيرا ويقول في غير حديث عن الحسن قال ثنا عمران وقال حدثنا بن معقل وأصحاب الحسن لا يقولون ذلك يعني أنه يصرح بسماع الحسن من هؤلاء وأصحاب الحسن يذكرونه عندهم بالعنعنة.

نعم روي التصريح بسماع الحسن من عمران عند أحمد في مسنده (4/ 441) و البيهقي في السنن الكبرى (2/ 217) من طريق معاوية ثنا زائدة عن هشام قال زعم الحسن ان عمران بن حصين حدثه قال: أسرينا مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليلة .. الحديث.

لكنه أيضاً خطأ إذ رواه ستة من الرواة عن هشام بن حسان بدون التصريح بالسماع وهم:

1 - يزيد بن هارون عند أحمد وبن خزيمة وابن حبان.

2 - ومكي بن إبراهيم عند البيهقي في السنن الكبرى.

3 - وروح بن عبادة عند الدارقطني في السنن والطحاوي في شرح معاني الآثار.

4 - وابو أسامة حماد بن أسامة عند الطبراني في الكبير.

5 - وعبد الأعلى بن عبد الأعلى عند ابن حبان في صحيحه.

6 - محمد بن عبد الله الأنصاري عند ابن المنذر في الأوسط.

وكذا رواه غير هشام عن الحسن ولم يذكر السماع ومنهم:

1 - يونس بن عبيد عند أحمد والحاكم والدارقطني.

2 - وإسماعيل بن مسلم المكي عند الطبراني في الكبير والدارقطني.

وهما ثقتان، ورواه سعيد بن راشد السماك عند الطبراني في الكبير لكنه منكر الحديث كما قال البخاري.

لكن العلة الأولى في الحديث وهي مبارك بن فضالة تزول بمتابعة أبي عامر الخزاز صالح بن رستم وهو صدوق يخطيء عند ابن حبان والحاكم وغيرهما.

وتابعهما معمر ومنصور ويونس وغيرهم عن الحسن لكنهم أوقفوه على عمران بن حصين 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لكن مثله له حكم الرفع.

وتبقى العلة الثانية وهي الانقطاع.

وللحديث شواهد قواه بعضهم بها ومنها:

1 - ما رواه الطبراني في الكبير (2/ 99) من طريق أحوص بن حكيم عن أبي سلمة الكلاعي قال سمعت ثوبان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: " مر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - برجلٍ من أصحابه وفي يده خاتم من نحاس، فقال: ما بال هذا؟ قال: من الواهنة قال: " انزعه عنك "

وأبو سلمة الكلاعي ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكت عنه وكذا البخاري في الكنى.

والأحوص بن حكيم ضعفه أحمد وابن معين والنسائي وقال أبو حاتم منكر الحديث.

2 - ما رواه الطبراني أيضًا (8/ 167) قال: حدثنا أبو زيد الحوطي ثنا أبو اليمان ثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن رجلاً دخل على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعليه خاتم من صفر فقال: ما هذا الخاتم؟ قال: من الواهنة. قال: " أما إنها لا تزيدك إلا وهنًا "

وفيه عفير بن معدان ضعفه ابن معين وأبو حاتم وأبو داود والنسائي.

3 - الأحاديث التي جاءت في النهي عن التمائم.

والحديث صححه ابن حبان والحاكم من طريق الخزاز عن الحسن عن عمران به بناء على مذهبهما في صحة سماع الحسن من عمران 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كما سبق.

ولا زال الحكم عليه بالصحة بهذه الشواهد يحتاج إلى بحث والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير