تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - روى مسلم في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه اقرؤوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة "

قال معاوية بن سلام أحد رواة الحديث البطلة: السحرة.

وهذا يفيد فضل هذه السورة وما يترتب على قراءتها وتعلمها من فوائد ومنها:

1 - البركة وهي تشمل جميع أنواع البركة من خير الدنيا والآخرة وهذه البركة تحصل بقراءة القرآن عموماً لأن الله وصف القرآن بأنه مبارك فقال تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه لعلكم ترحمون} وقال تعالى: {وهذا ذكر مبارك أنزلناه أفأنتم له منكرون} وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} قال ابن القيم: (وهو أحق أن يسمى مباركاً من كل شيء لكثرة خيره ومنافعه ووجوه البركة فيه) جلاء الأفهام (ص 178) ومن بركة القرآن:

1 - أنه طريق للهداية ولذا وصف هذا القرآن بأنه هدى وبيان ونور يكشف الظلمات ويبصر المؤمن بسبل الخير.

2 - شفاء لأمراض القلوب والأبدان كما قال تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء} وقال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً}

3 - أنه جالب لكل خير ولذا قال تعالى: {وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيراً}.

4 - الأجر العظيم لمن قرأه فبكل حرف منه حسنة والحسنة بعشر أمثالها.

5 - حصول الرحمة بسببه ولذا قال تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه لعلكم ترحمون} ووصفه الله تعالى بأنه رحمة كما في قوله تعالى: {فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة}.

فكل هذا وغيره من بركة القرآن عموماً وقد زادت سورة البقرة بمزية تخصيصها بزيادة هذا الأمر بأن كان فيها بركة فوق تلك البركة التي تعم سائر سور القرآن وفيها مزيد حماية من الشرور والآفات ومن شياطين الإنس والجن وقد اشتملت هذه السورة على معاني عظيمة من توحيد الله والإيمان به وذكر أقسام الناس من مؤمن وكافر ومنافق وذكر نشأة الخلق وما حصل لآدم عليه السلام وقصص بني إسرائيل وذكر كثير من المواعظ والوعد والوعيد والآداب والأمثال و ذكر عدد كثير من الأحكام كالصلاة والزكاة وأحكام الصدقة والصيام والحج والعمرة والجهاد والنكاح والطلاق والإيلاء والخلع والعدد والبيع والربا والدين والرهن والأطعمة والقصاص والوصية والأيمان فحق لمن حفظ هذه السورة العظيمة أن يحصل له هذا الفضل العظيم وقد تعلم ابن عمر رضي الله عنهما سورة البقرة في ثماني سنين فلما ختمها نحر بدنة كما روى مالك في الموطأ فهذه المدة الطويلة التي بقي فيها ابن عمر رضي الله عنهما يتعلم فيها سورة البقرة يدل على عظم هذه السورة وعظم ما اشتملت عليه من عقائد و أحكام وآداب ومواعظ.

2 - و روى مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر "

3 - وروى البخاري عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: وكلني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - فقص الحديث - فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح. وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " صدقك وهو كذوب ذاك شيطان "

4 - وروى مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل قاعد عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته "

5 - وروى البخاري ومسلم عن أبي مسعود الأنصاري البدري 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه "

واختلف في معنى قوله " كفتاه "

فقيل: أجزأتا عنه من قيام الليل بالقرآن.

وقيل: أجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا سواء كان داخل الصلاة أم خارجها.

وقيل: أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملتا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا.

وقيل: كفتاه كل سوء وقيل كفتاه شر الشيطان.

وقيل: دفعتا عنه شر الإنس والجن.

وقيل: كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر.

قال الحافظ ابن حجر: (يجوز أن يراد جميع ما تقدم)

6 - وروى الدارمي في سننه بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - انه قال: إن لكل شيء سناما وان سنام القرآن سورة البقرة وإن لكل شيء لبابا وإن لباب القرآن المفصل "

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير