تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولا زال الكتاب في طور الإعداد والتنقيح غير أنّي لمَّا رأيت كثرة الكلام حول الإشكال الوارد في الحَدِيث مِنْ خَلوةِ النَّبِيّ ? بأُمّ حَرَام، وكذلك فلي أُمّ حَرَام رأس النَّبِيّ ?، رأيتُ أنْ أخرج المبحث المتعلق بهذا الإشكال والإجابة عنه سائلاً المولى أنْ ينفعَ بهِ المسلمين.

ومما ينبغي التنبه له والتنبيه عليه: أنه ليس من طريقة أهل العلم ولإيمان تتبع المتشابهات والإشكالات المخالفة للمحكمات وإثارتها - خاصةً عند العوام -، وهذه الطريقة طريقة أهل البدع والضلال ورثوها عن المنافقين.

وكذلك ليس من منهج أهل العلم والإيمان السكوت عن الشبهات والإشكالات التي تثار وتنشر على رؤؤس الملاء، فعندهم من الحق والعلم والهدى والضياء ما يقذفون به الباطل فيدحره، قَالَ تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} (الأنبياء:18)، وَقَالَ سبحانه: {فأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ} (الرعد:17).

فما ذكرته في هذا البحث هو من الشبهات التي يتكأ عليها أهل الشهوات، وأهل الشبهات في هذا الزمان، ويثيرونها في وسائل الأعلام المختلفة التي تشاهدُ وتقرأُ وتسمعُ مِنْ قِبلِ ملايين الناس، فنسألُ اللهَ أنْ يحفظنا وجميعَ المسلمين من الفتن ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ.

خطة البحث:

وسرتُ في هذا الجزء على الخطة التالية:

- المُقَدّمة -وهي هذه-.

المبحث الأوَّل: تخريج موجزٌ للحديث.

المبحث الثاني: الإشْكَالُ وَجَوَابُهُ، وفيه مطالب:

المطلب الأول: مقدمات عامة نافعة في مثل هذه الإشكالات التي ربما تَعرضُ في بعضِ الأحاديث.

المطلب الثاني: مقدمات خاصة في الإجابة عن حَدِيث أُمّ حَرَام.

المطلب الثالث: أجوبة أهل العلم والإيمان عن هذين الإشكالين.

المطلب الرابع: وقفات حول هذه الشبهة في الحَدِيث.

ومما أنبه عليه أنَّي لم أطبعْ هذا الكتاب حتى عرضته عَلى عَدَدٍ من مشايخي الفضلاء وَعَلَى رأسهم:

1 - شيخنا عبد الرحمن بن ناصر البراك.

2 - وشيخنا عبد الله بن عبد الرحمن آل سعد.

3 - وشيخنا سعد بن عبد الله آل حميد.

وقد استفدتُ من ملحوظاتهم وتوجيهاتهم فجزاهم الله خيراً، ونفع بهم الإسلام والمسلمين.

قال محمد بن عبد الملك الفارقي المتوفي سنة سنة أربع وستين وخمسمائة ():

إذَا أَفَادَكَ إنْسانٌ بفائدةٍ مِنْ العلومِ فأكثِرْ شُكرَهُ أبدَا

وقُلْ فُلانٌ جزاهُ اللهُ صالحةً أفادَنِيها وألقِ الكبر والحَسَدَا

المبحثُ الأوَّلُ: تخريجٌ موجزٌ للحَدِيث ():

? رَوَى الحديثَ عَنْ أُمّ حَرَام أربعة:

-الأوَّل: الصحابيّ الجليل أنس بن مالك.

-الثاني: عمير بن الأسود.

-الثالث: يعلى بن ثابت -وفي ثبوت هذا الطريق نظر، بينته في الأصل-.

-الرابع: عطاء بن يسار-على خلافٍ في إسناد هذا الحَدِيث، بينته في الأصل -.

وأنسُ بنُ مالك أشهر من روى الحَدِيث عَنْ أُمّ حَرَام وأجلهم وأتقنهم، ومما يُمَيّز روايته أيضاً أنّ أُمّ حَرَام إحدى خالاته.

- وَرَوَى الحديثَ عَنْ أنس أربعةٌ:

الأوَّل: إسحاقُ بنُ عبد الله بن أبي طلحة.

الثاني: مُحَمَّد بنُ يحيى بن حَبّان.

الثالث: أبو طُوَالة عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاريّ.

الرابع: المختار بن فُلْفُل.

وجميعُ رواياتهم متقاربة بالجملة غيرَ أنَّ روايةَ إسحاق بنِ عبد الله بن أبي طلحة أجمع الروايات لألفاظ المتن، وهي الرواية الوحيدة التي ورد فيها ذكر "فلي أُمّ حَرَام رأس النَّبِيّ ?"، لذا سأكتفي بتخريجها.

? أخرجها:

-مالك في الموطأ، كتاب الجهاد، باب الترغيب في الجهاد (2/ 464رقم39)، ومن طريقه:

- البُخَاريّ في صحيحه في مواضع:

- كتاب الجهاد والسير، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء، (3/ 1027 رقم2636). وكتاب التعبير، باب رؤيا النهار (6/ 2570رقم6600) عَنْ عبد الله بن يوسف ().

- كتاب الاستئذان، باب من زار قوما فَقَالَ عندهم (5/ 2316رقم5926) عَنْ إسماعيل بن أبي أويس ().

-ومُسلِم في صحيحه، كتاب الإمارة، (3/ 1518رقم1912) عَنْ يحيى بن يحيى.

-وأبو داود في سننه، كتاب الجهاد، باب فضل الغزو في البحر (3/ 6رقم2491) عَنْ عبد الله بن مسلمة القعنبي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير