[القطرات السخية .. في شرح المنظومة البيقونية ..]
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 05:25 ص]ـ
الحمد لله الذي أكمل النعمة فحفظ مع القرآن السنة .. وأتم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم المنّة ..
فصلاة وسلاما دائمين على من أرسله ربه للعالمين رحمة .. وجعل اقتفاء أثره شرطا لحب الله سبحانه .. وسببا لقمع البدعة .. أما بعد ..
فهذه منظومة لطيفة في علم مصطلح الحديث .. كتبها العلامة البيقوني .. رحمه الله تعالى .. وهي على قصرها البالغ .. مشتملة على جل أبواب هذا العلم الشريف .. وإذا بدا لي أنه لا متابع .. فسأتوقف عن الشرح .. والأمر فيه سعة .. فمن رأى أنه قد يستفيد مع كون الأمر مهما له .. فحيّ هلا ..
وهي أربعة وثلاثون بيتا فقط .. وبعد تجريدها من المقدمة والخاتمة .. تؤول إلى واحد وثلاثين بيتا .. وهذه براعة من المصنف أن يحشد هذا العلم في أبيات قلائل .. وذلك أن الاختصار أعسر من التطويل في غالب الأحيان ..
فالكلام الكثير كل يقدر عليه .. ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"أوتيت جوامع الكلم" .. فيعبر بالكلمات القليلة عن المعاني العظيمة .. وكذلك السلف .. كانوا بجمل يسيرة يختزلون علما جما لو تمعن الناقد البصير
ويروى بهذا الصدد أن أحد الأدباء رد على سائل برسالة من أربع صفحات .. ثم قال في الخاتمة: أعتذر إليك إذ لم أجد الوقت الكافي لكتابة الرد في صفحة واحدة! ..
وسيكون الشرح أقرب للاختصار .. وعلى التراخي .. ليكون الاستيعاب أبلغ للجميع .. ففي كل يوم بيتا .. وعلى هذا نفرغ منها في شهر إن شاء الله تعالى .. وعدم الإسهاب .. يفترض أن يجبر بالأسئلة المتوقعة .. ومن هضمها على صغرها .. فأعده أنه سيكون قد دخل البيت من بابه .. وأسس لنفسه من علم أصول الحديث قاعدة على أعتابه .. تؤهله للمزيد .. وتستحثه على المواصلة بعزم يفل الحديد
وأعترف بأني مازلت في مبدأ (مبدأ الطلب .. ) ..
فأهيب بالإخوة الأفاضل وأخص منهم الشيخ المكرم أبا حازم ..
إذا وجدا معوجا أن يقوموه .. وقد كتبتها بعد حضوري غير شيخ .. سماعا .. ولعلي المستفيد من شرحي لها .. أكثر من استفادة من يحضرها
وقد حرصت على المبالغة في تسهيلها .. ما أمكنني ذلك
والله من وراء القصد .. وهو المستعان على التمام
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 10:59 م]ـ
*ترجمة العلامة البيقوني:-
هو العلامة البيقوني ..
انتهت الترجمة!!
فهذا العالم لا يعرف عنه شيء إلا اسمه فكنيته مختلف فيها أيضا .. ولولا أنه صرح بلقبه هذا في نهاية المنظومة لما عرفناه ..
وقد يكون سبب ذلك -كما قال بعض العلماء- .. أن هذا مبالغة من بعض العلماء في إخفاء أعمالهم لتحقيق الدرجات العلية من الإخلاص .. وقد يكون لأسباب أخرى .. ومثل ذلك ابن آجروم .. الذي لا يعلم عنه إلا أنه من فاس .. واسمه ..
وكلا المتنين (البيقونية والآجرومية) بارك الله فيهما فاهتم العلماء باستشراح متنيهما لمئات السنين وإلى يومنا هذا .. وحسب هؤلاء أن الله يعرفهم كما قال الفاروق أمير المؤمنين .. وأننا نقول دبر ذكر أسمائهم: رحمه الله تعالى ..
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[30 - 11 - 06, 11:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أبدأُ بالحمدِ مصليًا على ... محمدٍ خيرِ نبيّ ٍ أرسِلا
استفتح المصنف منظومته بالحمد بعد البسملة اقتداء بكتاب الله تعالى .. حيث أول سورة مفتتحة بالحمد ..
وأما حديث "كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع" .. فهو ضعيف .. وكذلك حديث"كل أمر ذي بال لايبدأ فيه ببسم الله فهو أقطع" .. ضعيف جدا ..
لكن المعلوم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .. أنه كان يفتتح خطبه الكلامية بالحمد .. ومراسلاته الكتابية بالبسملة .. وهذه هي السنة .. على خلاف فعل كثير من المثقفين ..
ثم صلى البيقوني رحمه الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم .. ولم يسلم عليه ..
والله تعالى قال "صلوا عليه وسلموا تسليما" .. فمن اكتفى بالصلاة دون السلام أو العكس .. لم يكن ممتثلا للأمر الرباني .. ولهذا كرهه بعض أهل العلم كالإمام النووي .. أعني الاكتفاء بالصلاة أو السلام ..
لكن الحافظ بن حجر .. حمل الكراهة فيما لو كان ذلك ديدن المصلي وعادته .. وهو الراجح
أما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند سماع اسمه .. فمستحبة عند الجمهور .. وذهب إلى وجوبه بعض العلماء .. (والمقصود بالجمهور .. معظم العلماء)
قوله "خير نبي أرسلا" .. نقل شيخ الإسلام الإجماع أن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم خير الرسل كافة ..
وقد يقول قائل .. وما الحاجة لنقل الإجماع في مسألة مسلمة كهذه؟ .. الجواب لأن هناك نصوصا يوحي ظاهرها تفضيل غير نبينا عليه الصلاة والسلام .. كقوله "لا تفضلوني على موسى" .. وقوله صلى الله عليه وسلم في الخليل إبراهيم"ذاك خير البرية" .. وغير ذلك ..
يجدر التنبيه قبل المواصلة .. أن المتابعة في أمر كهذا .. من قبل الأقران تدل على التواضع
لأن العادة أن من كانت سنهم متقاربة .. يأنفون أن يأخذوا العلم من بعضهم ..
ولهذا يضرب المثل في السلف أو الواحد فيهم كان يأخذ العلم عن قرينه .. بل عمن هو أصغر بكثير إذا اقتضى الأمر
ولا يجدون في ذلك غضاضة البتة .. فمن وجد في نفسه شيئا من الحرج .. فليتهم قلبه ..
¥