تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماذا يعني الحافظ ابن حجر بقوله: ((وأصله في كذا وكذا))؟]

ـ[ماهر]ــــــــ[30 - 11 - 06, 07:50 م]ـ

من خلال تدريسي لكتاب " بلوغ المرام " ولمرات عديدة استوقفني كلام الحافظ ابن حجر حينما يسوق حديثاً ويخرجه فيقول: ((رواه فلان وفلان وأصله في كذا وكذا)).

مثال ذلك:

101 - وعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهل قباء فقال: ((إن الله يثني عليكم)) فقالوا: إنا نتبع الحجارة الماء. رواه البزار بسند ضعيف. وأصله في أبي داود والترمذي.

وعندما رجعنا إلى سنن أبي داود، وجامع الترمذي وجدنا روايتهما بلفظ واحد كلاهما عن محمد بن العلاء، عن معاوية بن هشام، عن يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزلت هذه الآية في أهل قباء (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت هذه الآية فيهم.

ومن خلال تتبع كلتا الروايتين نجد الرواية الثانية (الأصل) هي الأقوى، وتلك ضعيفة.

ومثال آخر:

حديث (107) وعن أبي هريرة رضي الله عنه في قصة ثمامة بن أثال عندما أسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل. رواه عبد الرزاق، وأصله متفق عليه.

أقول:

ورواية عبد الرزاق جاءت في مصنفه (9834) من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة: أن ثمامة الحنفي أسر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يغدوا إليه فيقول: ما عندك يا ثمامة؟ فيقول: إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تمن تمن على شاكر، وإن ترد المال تعط منه ما شئت، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحبون الفداء، ويقولون ما نصنع بقتل هذا؟ فمر النبي صلى الله عليه وسلم يوماً، فأسلم فحله وبعث به إلى حائط أبي طلحة فأمره أن يغتسل. فاغتسل وصلى ركعتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد حسن إسلام أخيكم)).

وعندما رجعنا إلى رواية الصحيحين وجدنا أن رواية مسلم جاءت بنحو رواية عبد الرزاق وأوسع أما رواية البخاري 1/ 125 (462) من طريق سعيد بن أبي سعيد سمع أبا هريرة قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم خيلاً قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اطلقوا ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

فسؤالي لأهل الحديث: ماذا يقصد الحافظ ابن حجر بقوله: وأصله في كذا وكذا، وهل يعني أن رواية الأصل أقوى؟ والعلم رحمٌ بين أهله.

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[01 - 12 - 06, 06:04 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فضيلة الشيخ ماهر حفظه الله:

الذي يظهر هو أن مراد الحافظ بقوله: (وأصله في كذا) أي أصل الحديث أي معناه أو لفظه بدون الزيادة المذكورة أي الشاهد الذي اورد من اجله الحديث وغالبا ما يكون الأصل أصح مما ذكره لأنه إنما عزا للأصل ليبين أن أصل الحديث ثابت إما بدون الزيادة او بلفظ آخر لا يدل على مراده من إيراد الحديث وإلا لاكتفى برواية الأصل فمثلا:

الحديث الأول الذي ذكرته حفظك الله وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما:أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل أهل قباء فقال: ((إن الله يثني عليكم)) فقالوا: إنا نتبع الحجارة الماء. رواه البزار بسند ضعيف. وأصله في أبي داود والترمذي.

الشاهد منه مشروعية إتباع الحجارة بالماء وهو مذكور في رواية البزار الضعيفة هنا لكنها غير موجودة في رواية أبي داود والترمذي فالمذكور في رواية أبي داود والترمذي هو الاستنجاء بالماء فقط.

والحديث الثاني فيه الأمر بالغسل والأمر يقتضي الوجوب بخلاف رواية الأصل في البخاري فالغسل ورد من فعل ثمامة رضي الله عنه لا بأمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والله أعلم.

ـ[عبد الحليم قاسم محمد]ــــــــ[19 - 12 - 06, 09:35 م]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير