تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خلاصة منهج الحافظ أبي عبدالله ابن منده في الحديث وعلومه [زبدة بحث الدكتوراه]]

ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 - 01 - 07, 02:18 م]ـ

الإخوة الكرام ..

كنت وعدت في موضوع سابق أن أذكر خلاصة ما توصلت إليه بخصوص منهج الحافظ أبي عبدالله ابن منده في الحديث وعلومه بعد الفراغ من المناقشة.

ورغم مرور أكثر من نصف السنة على المناقشة إلا أن المشاغل حالت دون تنفذ هذا الوعد.

وها أنا ذا أفي بالوعد، راجياً أن ينفع الله به.

أما الرسالة، فهي ـ بحمد الله ـ تصف،وهي عند أحد دور النشر، أسأل الله تعالى أن ييسر نشرها خلال الثلث الأول من هذا العام الهجري.

وسأقسم منهجه حسب الموضوعات شيئاً فشيئاً،فإلى المقصود:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،حمداً يملأ الأرض والسماوات،ويملأ ما بينهما،وملء ما يشاء ربنا من شيء بعد،أما بعد:

فهذا أوان وضع القلم؛ ليستريح قليلاً،بعد تطواف وترحال في هذه الرحلة العلمية الشائقة مع هذا الإمام المبارك أبي عبدالله ابن منده ـ: ـ.

وقبل أن أدخل القلم في غمده،وأُرْجِعَه إلى محبرته،فسأَرْقُم ـ في هذه الخاتمة ـ أَهَمَّ ما في هذا البحث من نتائج،وهي على النحو التالي ـ مراعياً في ترتيبها ورودها في البحث ـ:

1 ـ تبين من خلال ترجمة ابن منده ـ في التمهيد ـ المنزلة الكبيرة،والمكانة العليّة التي يتبوأها هذا الإمام بين أئمة الإسلام،وعلمائه الكبار،من خلال ما يلي:

أ ـ كثرة رحلاته،وكثرة شيوخه ـ وهما في الغالب متلازمان ـ.

ب ـ كثرة تصانيفه.

ج ـ حفاوة أهل العلم بميراث ابن منده العلمي.

2 ـ جهودُ ابن منده ـ في علم الحديث بالذات ـ جهودٌ تضاف إلى جهود علماء الحنابلة في خدمة هذا العلم الشريف.

بل إني أقول ـ وبعد معايشتي لهذا البحث،والتقليب في كثير من تراجم الحنابلة وغيرهم ـ لم أجد أحداً من الحنابلة،بل ولا كثيرٍ من أعلام المدارس العلمية الأخرى، يُضَارعُ ابنَ منده في عنايته وجهوده في هذا العلم الشريف من عصره إلى عصرنا هذا من حيث السعةُ في الرحلة،وكثرةُ الشيوخ،والتصنيفُ في هذا العلم،وسعةُ الاطلاع فيه،والله تعالى أعلم.

3 ـ كشفت لي دراسة مصنفاته في علم الرجال، أنه أولى هذا العلم عنايةً خاصةً، ظهر ذلك في تصانيفه المستقلة في هذا العلم،والتي سبق دراسةُ أربعةٍ منها بالتفصيل،وهي: "معرفة الصحابة"،و"فتح الباب"،و"أسامي مشايخ الإمام البخاري"،و"جزء في الذب عن عكرمة"،بالإضافة إلى بثِّ علمه في ثنايا كتبه التي لم يصنفها استقلالاً في الرجال.

وقد اتسمت مصنفاته في هذا العلم بسمات عامة،ألخصها فيما يلي:

أ ـ ترتيب الأسماء فيها حسب الحروف الهجائية،وهذا في أول الأحرف،أما بعد ذلك،فلا يكاد ينضبط عنده.

ب ـ حرصه على الاستيعاب في الكتاب الذي هو بصدده،جعله يتوسّعُ في شرطِ الكتاب الذي هو بصدده.

ففي "المعرفة" أدخل كلَّ من أدرك زمان النبي ج ـ وإن لم تثبت رؤيته ـ،حتى عدّ المخضرمين من الصحابة ?،وأوسع من هذا كله أنه حاول أن يستوعب أهل القرن الأول.

وفي كتابه "أسامي مشايخ الإمام البخاري" أدخل من ليسوا من شيوخه،فأدخل من روى عنهم بواسطة.

ت ـ اهتمامه بنسب المترجم،وتعيينه إن اشتبه بغيره،والإشارة إلى الخلاف ـ إن وقع في ترجمته أو كنيته خلاف ـ وبيانِ بلده الأصلية،وبلده التي نزلها آخراً،وقد يذكر ـ في بعض الأحيان ـ ما يتعلق بولادة الراوي،ووفاته،ومكان موته،وكذلك اهتمامه ببيان صلة القرابة،أو المصاهرة،أو غيرها من أنواع العلاقات بين المترجم وبين أحد الأعلام المشاهير.

وكذلك اهتمامه بنسب المترجم العلمي،بذكر بعض شيوخ المترجم،وبعض من روى عنه.

ث ـ تنصيصه ـ في بعض الأحيان ـ على مصدره في إثبات المعلومات التي أوردها،وهي تعود إلى أحد مصدرين: كتبِ من تقدّمه،وما تلقاه من أفواه شيوخه.

ج ـ قد يذكر ـ على قلة ـ ما يتعلق بجرح الراوي أو تعديله.

ح ـ التزامه بمنهج عام ـ في الجملة ـ في طريقة سياق التراجم في الكتاب الذي يتصدى لتصنيفه ـ كلٌّ حسب موضوعه ـ.

خ ـ تكاد تتفق كتبه على خلوها من مقدمات تبيّن منهجه في الكتاب الذي صنّفه.

د ـ عنايته بمسألة السماع بين الرواة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير