[سؤال عن عبارة سادسة في شرح علل الترمذي لابن رجب]
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[30 - 07 - 07, 09:06 م]ـ
وهذا سؤال سادس:
قال الحافظ ابن رجب في ذكر من حدث عن ضعيف وسماه باسم ثقة:
" زهير بن معاوية ... وقال أبو حاتم: زهير مع إتقانه أخطأ في هذا, ولم يسمع من واصل بن حيان ولم يدركه، إنما سمع من صالح بن حيان "
قال المحقق الدكتور نور الدين عتر في الحاشية رقم 1:
" هذا مشكل لأن مولد زهير سنة مائة, وتوفي واصل سنة عشرين ومائة, وهما كوفيان؟! فلينظر "
فما جواب الإشكال الذي طرحه الدكتور؟
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[30 - 07 - 07, 09:07 م]ـ
أذكر أنني قرأت أن أهل الكوفة لا يُسمعون فتيانهم الحديث إلا إذا بلغوا العشرين, فهل يحل هذا الإشكال, ويكون واصل قد توفي قبيل أو في بداية طلب زهير للحديث؟
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[02 - 08 - 07, 03:32 ص]ـ
؟؟؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 08 - 07, 06:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك ما ذكرته من كون أهل الكوفة يطلبون الحديث عند العشرين هو الأقرب في نظري في تعليل ما ذكره أبو حاتم وغيره، وهو مشهور عن أهل الكوفة ذكره منهم الثوري وأبو الأحوص سلام بن سليم وموسى بن هارون والزبيري وغيرهم.
- قال أبو الأحوص: (كان الشاب يتعبد عشرين سنة ثم يطلب الشيء من الحديث)
- وقال الثوري: (كان الرجل إذا أراد أن يطلب الحديث تعبد قبل ذلك عشرين سنة)
و قال ابن جريج لوكيع بن الجراح الكوفي: باكرت العلم، وكان لوكيع ثماني عشرة سنة.
وقيل لموسى بن إسحاق: كيف لم تكتب عن أبى نعيم؟ قال: كان أهل الكوفة لا يخرجون أولادهم في طلب الحديث صغارا حتى يستكملوا عشرين سنة.
وقال موسى بن هارون: (أهل البصرة يكتبون لعشر سنين وأهل الكوفة لعشرين وأهل الشام لثلاثين)
وقال ابن خلاد قال أبو عبد الله الزبيري: (يستحب كتب الحديث في العشرين لأنها مجتمع العقل قال وأحب ان يشتغل دونها بحفظ القرآن والفرائض) ينظر: الكفاية (ص 54) المحدث الفاصل (ص 186)
ولذلك رأينا أحمد وأبا حاتم وأبا داوود نفوا سماع زهير من واصل بن حيان وحكموا بخطأ زهير فيها
ينظر: الكامل لابن عدي (4/ 53) تاريخ ابن معين رواية الدوري (3/ 463) برقم (2127) سؤالات الآجري (ص 166) العلل لابن أبي حاتم (2/ 232)
ومما يؤيد هذا أن طبقة واصل بن حيلان من أهل الكوفة لم يرو عنهم زهير أيضاً ومنهم:
1 - قيس بن مسلم الكوفي ت 120هـ
2 - علقمة بن مرثد ابو الحارث الكوفي ت 120هـ.
3 - حماد بن ابي سليمان الكوفي ت 120هـ.
وكذا من كان دون هؤلاء كمن توفي سنة 119هـ كحبيب بن أبي ثابت، ومن توفي سنة 118هـ كجامع بن شداد الكوفي، وكذا من توفي سنة 116هـ كعدي بن ثابت، وكذا من توفي سنة 115هـ كالحكم بن عتيبة، وهؤلاء من باب أولى على مذهب أهل الكوفة.
بل لم يرو عن بعض من توفي سنة 121هـ من أهل الكوفة كمحمد بن يحيى بن حبان الكوفي وسلمة بن كهيل الكوفي.
وكذا من توفي سنة 122هـ كأبي هاشم الرماني يحيى بن دينار وإياس بن معاوية المزني البصري
و سمع ممن توفي سنة 123هـ كسماك بن حرب ومن توفي سنة 124هـ كالزهري، ومن توفي سنة 125هـ كزياد بن علاقة الثعلبي الكوفي ومن كان فوق هذه الطبقة.
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 12:01 م]ـ
بل لم يرو عن بعض من توفي سنة 121هـ من أهل الكوفة كمحمد بن يحيى بن حبان الكوفي
أحسن الله إليك، وبارك فيك على هذا التوجيه الحسن.
لكن محمد بن يحيى بن حَبان مدني من أبناء الأنصار، من بني النجار، بالمدينة نشأ، وفي مسجد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يحدث ويُفتي، وبالمدينة مات رحمه الله، ولم أر من عده من أهل الكوفة.
وأكثر مشيخته مدنيون، وجُل الرواة عنه مدنيون أيضا.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 08 - 07, 06:03 م]ـ
بارك الله فيك أصبتَ في استدراكك هو كما قلتَ وقد أخطأتُ في نسبته للكوفة.
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[03 - 08 - 07, 05:53 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
ـ[أبوصالح]ــــــــ[19 - 08 - 07, 08:34 ص]ـ
وقال أبو حاتم: زهير مع إتقانه أخطأ في هذا, ولم يسمع من واصل بن حيان ولم يدركه، إنما سمع من صالح بن حيان
بارك الله فيكم، مذاكرة موفقة مفيدة غفر الله لكم، لكن هنا سؤال وددت لو أتفهمه وهو في افتراض الإشكال من الشيخ الفاضل نور الدين عتر وتوضيح ذلك يُقال التالي:
أن دلائل إثبات الإدراك استقيناها من كلام الأئمة النقاد أمثال أبي حاتم الرازي وأحمد ومن قبلهم كشعبة ويحيى بن سعيد وابن مهدي وغيرهم من الجهابذة، فحين يرد من أبي حاتم مثلاً نفيه لإدراك راوٍ معين ولا نجد في ذلك قولاً معارضاً من أقوال الأئمة ممن هم في طبقة علمه في نفيه لهذا الإدراك المعين، فالذي يظهر لي أنه لا إشكال فلن نكون بأي حالٍ من الأحوال أفقه وأعلم من أصحاب هذا الشأن الذين استقينا القرائن في دلائل إثبات الإدراك منهم، فهم أعلم وأجدر في استخدام هذا الدلائل من غيرهم.
بمعنى آخر: غالب الدلائل التي نستفيدها في إثبات الإدراك أو نفيه أو إثبات السماع أو نفيه إنما هي من تصرفات للأئمة النقاد؛ فإذا كان هناك تنصيص معين من إمام ناقد لا يُعلم له مخالفاً فما فائدة إعادة النظر في كلامه بناءً على دلائل عامة مستقاة من تصرفات أئمة من طبقته أو من تصرفاته هو نفسه؛ حتماً لن يقرر هذا الإمام رأي وإلا وأعمل دلائله وطرائقه.
فعندما نبحث في دلالة هذا الإدراك من جهة:
أن أهل الكوفة ما كانوا يكتبون الحديث إلا بعد العشرين = فإنما يفترض يكون النظر للترجيح حين اختلاف أقوال الأئمة في تعيين إدراك راوٍ لراوي آخر أو تعيين سماع فحينها تظهر أهمية دلائل الإدراك أو دلائل السماع في المفارقة بين الأقوال والحكم على أقربها تعلقاً بقرينة معينة كطرائق طلب العلم في الشام أو الكوفة أو المدينة أو كسنة تحديد سماع من راو معين.
هذا ما أشكل علي فهمه من تعليق المحقق الفاضل.
وجزاكم الله خيراً.
¥