((سُؤَالاَتُ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ سَعِيْدٍ الأَزْدِيِّ لِلدَّارَقُطْنِيِّ)).
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[30 - 07 - 07, 10:05 م]ـ
- هَلْ لِلْحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ بْنِ سَعِيْدٍ الأَزْدِيِّ مُصَنَّفٌ مُسْتَقِّلٌ فِي سُؤَالاَتِهِ لِلْحَافِظِ أَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ ـ رَحِمَهُمَا الْلَّهُ ـ؟ - قُلْتُ:أَوَّلُ مَنْ ذَكَرَ ذَلِكَ مِنَ المُعَاصِرِيْنَ ـ بَلْ قُلْ إِنْ شِئْتَ مِنْ أَهْلِ الحَدِيْثِ قَاطِبَةً، فِيْمَا أَعْلَمُ ـ هُوَ الدُّكْتُوْرُ الفَاضِلُ / مُوَفَّقُ بْنُ عَبْدِ الْلَّهِ بْنِ عَبْدِ القَادِرِ ـ حَفِظَهُ الْلَّهُ ـ فِي تَقْدُمَتِهِ لِكِتَابِ ((المُؤْتَلِفِ وَالمُخْتَلِفِ)) لأَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ، ثُمَّ لِـ ((سُؤَالاَتِ حَمْزَةَ بْنِ يُوْسُفَ السَّهْمِيِّ لِلدَّارَقُطْنِيِّ، وَغَيْرِهِ مِنَ المَشَايِخِ)).
- وَكَانَ مُسْتَنَدُهُ ـ حَفِظَهُ الْلَّهُ ـ فِي إِثْبَاتِ ذَلِكَ عَلَى مَا وَرَدَ فِي مَصْدَرَيْنِ مِنَ المَصَادِرِ الهَامَّةِ وَالمُعْتَمَدَةُ، وَاكْتَفَى ـ حَفِظَهُ الْلَّهُ ـ بِالإِحَالَةِ عَلَيْهِمَا فَقَط، وَهُمَا: - أَوَّلاً: ((مُقَدِّمَةُ أَطْرَافِ الغَرَائِبِ وَالأَفْرَادِ)) لابْنِ طَاهِرٍ المَقْدِسِيِّ [ق ـ 3/أ].
- قُلْتُ: ذَكَرَ الحَافِظُ أَبُو الفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ طَاهِرٍ المَقْدِسِيُّ، الحَافِظُ فِي المُقَدِّمَةِ المُشَارِ إِلَيْهَا [1/ 44 ـ 46] مَا يُشِيْرُ إِلَى هَذِهِ السُّؤَالاَتِ لَكِنْ لَمْ يَخُصَّهَا بِكَوْنِهَا جُمِعَتْ مُسْتَقِلَّةً فِي جُزْءٍ كَمَا خَصَّ ((سُؤَالاَتِ الحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ الْلَّهِ))، وَ ((أَبِي بَكْرٍ البَرْقَانِيِّ))، وَ ((حَمْزَةَ السَّهْمِيِّ))، وَ ((أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، ـ الصُّوْفِيِّ ـ))، وَ ((أَبِي نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيِّ)) بِكَوْنِهَا جُمِعَتْ مُسْتَقِلَّةً فِي أَجْزَاءَ وَصَلَتْنَا بِاسْتِثْنَاءِ الأَخَيْرَةِ (أَعْنِي: سُؤَالاَتِ أَبِي نُعَيْمٍ).
- قَالَ ابْنُ طَاهِرٍ: ((أَخَذَ عَنْهُ حُفَّاظُ عَصْرِهِ مَعْرِفَةَ الحَدِيْثِ، وَسَأَلُوْهُ عَنِ الرِّجَالِ، وَدَوَّنُواْ ذَلِكَ عَنْهُ. فَمِمَّنْ دَوَّنَ كَلاَمَهُ فِي الرِّجَالِ، وَسَأَلَهُ عَنْهُمْ مِنَ الحُفَّاظِ: الحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ الْلَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْلَّهِ النَّيْسَابُوْرِيُّ، وَأَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، وَحَمْزَةُ بْنُ يُوْسُفَ الجُرْجَانِيُّ، وَأَبُو نُعَيْمِ الأَصْبَهَانِيُّ، وَهَؤُلاَءِ مِنَ الغُرَبَاءِ ...
وَكَانَ عَبْدُ الغَنِيِّ بْنُ سَعِيْدٍ الحَافِظُ يَقُوْلُ فِي تَصَانِيْفِهِ مُسْتَدِلاً:
((قَالَ لِي ذَلِكَ شَيْخُنَا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ))، ((وَسَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُمَرَ يَقُوْلُ ذَلِكَ)))) أ. هـ. ـ بَتَصَرُّفٍ يَسِيْرٍ ـ.
- قُلْتُ: فَلَوْ كَانَ لِعَبْدِ الغَنِيِّ سُؤَالاَتٌ مُسْتَقِلَّةٌ لَذَكَرَهُ ابْنُ طَاهِرٍ مَعَ مَنْ تَقَدَّمُوْهُ، وَإِنَّمَا اسْتَطْرَدَ فِي كَلاَمِهِ ذَاكِرَاً أَنَّ عَبْدَ الغَنِيِّ كَانَ يَقُوْلُ مُسْتَدِلاً فِي تَصَانِيْفِهِ كَمَا تَقَدَّمَ؛ والَّذي يَظْهَرُ مِنْ صَنِيْعِ ابْنِ طَاهِرٍ أَنَّه يَنْفِي كَوْنَها سُؤَالاَتٍ مُسْتَقِلة.
- - ثَانِيَاً: ((تَارِيْخُ بَغْدَادَ)) [8/ 156] لأَبِي بَكْرٍ الخَطِيْبِ.
- قُلْتُ: وَالَّذِي فِي ((تَارِيْخِ بَغْدَادَ)) لاَ يُفِيْدُ أَيْضَاً بِكَوْنِ السُّؤَالاَتِ هَذِهِ جُزْءَاً مُسْتَقِلاًّ، وَإِنَّما هِيَ مُجَرَّدُ سُؤَالاَتٍ مَنْثُوْرَةٍ، أَوْ إِفَادَاتٍ عَنْ أَبِي الحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ كَالآتِي ذِكْرُهُ، وَهِيَ غَيْرُ مُجَمَّعَةٍ.
- قَالَ الخَطِيْبُ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصُّوْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الغَنِيِّ بْنَ سَعِيْدٍ الحَافِظُ يَقُوْلُ، قَالَ لَنَا أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ:
((كِتَابُ العَقْلِ وَضَعَهُ أَرْبَعَةٌ ... إِلَى آخِرِ كَلاَمِهِ)).
- وَالحَاصِلُ: أَنَّ هَذَا لاَ يُعَدُّ ـ عِنْدِي ـ مُصَنَّفَاً مُسْتَقِلاًّ لِمَا تَبَيَّنَ بِالأَدِلَّةِ المُتَقَدَّمَةِ.
- وَقَدْ قُمْتُ مُنْذُ عَامَيْنِ بِعَمَلِ تَرْجَمَةٍ حَافِلَةٍ لِلْحَافِظِ عَبْدِ الغَنِيِّ الأَزْدِيِّ، وَفَتَشْتُ عَنْ مُصَنَّفَاتِهِ المَخْطُوْطَةِ وَالمَطْبُوْعَةِ، وَما اكْتُفِيَ بِذِكْرِهِ فِي بُطُوْنِ الكُتُبِ دُوْنَمَا أَن يَكُوْنَ لَهُ وُجُوْدٌ فِي هَذِهِ الآوِنَةُ الَّتِي نَشْهَدُهَا؛ فَلَمْ أَقِفْ لَهُ إِلاَّ عَلَى أَرْبَعَةٍ وَعِشْرِيْنَ مُصَنَّفَاً.
وَقَدْ ضَمَّنْتُ هَذِهِ التَّرْجَمَةَ بَعْدَ اخْتِصَارِهَا فِي تَقْدُمَتِي لِـ ((كِتَابِ الرُّبَاعِيِّ)) لَهُ، بِتَحْقِيْقِي ـ طَبْعَةِ دَارِ الضِّيَاءِ / مِصْرَ.
وَهَذَا، وَمَا كَانَ فِيْهِ مِنْ خَطَإٍ أَوَ وَهَمٍ؛ فَأَرْجُو مِنَ الْلَّهِ المَغْفَرِةْ، ثُمَّ أَرْجُو مِنْ الأَفَاضِلِ أَن يَلْتَمِسُواْ لِيَ المَعْذِرَةْ، لِقِلَّةِ المَقْدِرَةْ، وَإِنْ وَافَقْتُ الحَقَّ؛ فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ تَوْفِيْقِ رَبِّي؛ فَحَسْبِيَ الْلَّهُ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ؛ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنْيِبُ.
¥