[الترمذي هو أول من قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف]
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[05 - 09 - 07, 01:42 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
نقل الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيقه لكتاب " قواعد في علوم الحديث " للتهانوي (100) كلام تلميذه الشيخ محمد عوامة في تعقبهم لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في قوله أن الترمذي هو أول من قسم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف.
قال: والذي حمل الشيخ ابن تيمية - ومن تابعه - على هذا التفسير لكلام الإمام أحمد رأي آخر له أي لابن تيمية بني على هذا التفسير وهو ادعاؤه أن الحديث عند المتقدمين ينقسم إلى صحيح وضعيف فقط وأن الحسن اصطلاح أحدثه الترمذي بل نقل ابن تيمية الإجماع على هذا الادعاء كما في فتح المغيث للسخاوي (5).
وهذا غير صحيح إذ أن إطلاق (الحسن) على الحديث وعلى الراوي وارد على لسان عدة من العلماء السابقين للترمذي ومن طبقة شيوخه وشيوخ شيوخه بل ورد هذا الإطلاق على لسان الإمام أحمد نفسه ... ثم نقل كلاما طويلا في بيان أن الحسن كان معروفا قبل الترمذي ..
والسؤال هل نفى شيخ الإسلام أن الحسن لم يكن معروفا قبل كلام الترمذي أم أنه قصد أمرا آخر؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وأما قسمة الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف فهذا أول من عرف أنه قسمه هذه القسمة أبوعيسى الترمذى ,ولم تعرف هذه القسمة عن أحد قبله , وقد بين أبوعيسى مراده بذلك فذكر أن الحسن ما تعددت طرقه ولم يكن فيهم متهم بالكذب ولم يكن شاذا وهو دون الصحيح الذى عرفت عدالة ناقليه وضبطهم وقال الضعيف الذى عرف أن ناقله متهم بالكذب ردىء الحفظ فإنه إذا رواه المجهول خيف أن يكون كاذبا أو سىء الحفظ فإذا وافقه آخر لم يأخذ عنه عرف أنه لم يتعمد كذبه وإتفاق الاثنين على لفظ واحد طويل قد يكون ممتنعا وقد يكون بعيدا ولما كان تجويز إتفاقهما فى ذلك ممكنا نزل عن درجة الصحيح.
ثم قال رحمه الله:
وأما من قبل الترمذى من العلماء فما عرف عنهم هذا التقسيم الثلاثى لكن كانوا يقسمونه إلى صحيح وضعيف.
والضعيف عندهم نوعان:
ضعيف ضعفا لا يمتنع العمل به وهو يشبه الحسن فى إصطلاح الترمذى.
وضعيف ضعفا يوجب تركه وهو الواهي وهذا بمنزلة مرض المريض قد يكون قاطعا بصاحبه فيجعل التبرع من الثلث وقد لا يكون قاطعا بصاحبه وهذا موجود فى كلام الإمام أحمد وغيره ,ولهذا ليقولون هذا فيه لين فيه ضعف وهذا عندهم موجود فى الحديث.
مجموع الفتاوى (18
25)
يتبين من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ما يلي:
1 - أراد أن الترمذي هو أول جعل الحسن قسما خاصا (كاصطلاح خاص) , ولم يرد أن ينفي أن الحسن لم يكن معروفا في عرف من سبقه من العلماء؛ ويوضح ذلك أنه أعقب كلامه بمعنى الحسن عند الترمذي فقال:
وقد بين أبوعيسى مراده بذلك فذكر أن الحسن ما تعددت طرقه ولم يكن فيهم متهم بالكذب ولم يكن شاذا وهو دون الصحيح الذى عرفت عدالة ناقليه وضبطهم وقال الضعيف الذى عرف أن ناقله متهم بالكذب ردىء الحفظ.
فقد كان المتقدمون يطلقون الحسن على الصحيح ويريدون بذلك المعنى اللغوي لا المعنى الاصطلاحي.انظر فتح المغيث (1
26)
وربما أرادوا بالحسن المنكر
قال السخاوي:قد وجد إطلاقه على المنكر قال ابن عدي في ترجمة سلام بن سليمان المدايني حديثه منكر وعامته حسان إلا أنه لا يتابع عليه.
وقيل لشعبه لأي لا تروي عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي وهو حسن الحديث فقال: من حسنه فررت وكأنهما أراد المعنى اللغوي وهو حسن المتن.
وربما أطلق على الغريب قال إبراهيم النخعي كانوا إذا اجتمعوا كرهوا أن يخرج الرجل حسان حديثه فقد قال ابن السمعاني: أنه عني الغرائب
ووجد للشافعي إطلاقه في المتفق على صحته ولابن المديني في الحسن لذاته وللبخاري في الحسن لغيره ونحوه فيما يظهر قول ابي حاتم الرازي فلان مجهول والحديث الذي رواه حسن وقول إبراهيم بن يعقوب الجوزاتي في الطلحي إنه ضعيف الحديث مع حسنه على أنه يحتمل إرادتهما المعنى اللغوي أيضا.
فتح المغيث (1
86)
وربما أطلقوا على الحديث الصحيح أنه ضعيف وهم لا يريدون الضعيف بالمعنى الاصطلاحي بل يريدون كما تقدم عن شيخ الإسلام ضعفا لا يمتنع العمل به وهو يشبه الحسن فى إصطلاح الترمذى.
¥