تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سبع وسبعون فائدة شرعية وتربوية من حديث جبريل عليه السلام]

ـ[الأفغاني السلفي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 08:50 م]ـ

سَبْعٌ وسبعُون فائدة شرعية وتربوية من حديث واحد

أ. توفيق عمر سِيَّدي

بسم الله الرحمن الرحيم

دعونا نتفيؤ معاً ظلال حديث شريف من معين النبوة الصادقة؛ يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم ثمانيةٌ من أصحابه الكرام رضي الله عنهم، وهم: عمر بن الخطاب، وولده عبدالله، وأبو هريرة، وأبو ذر الغِفاري، وعبدُالله بن عباس، وأنس بن مالك، وأبو عامر الأشعري، وجرير بن عبد الله البجلي، وعنهم خلق كثير، حتى عدّه صاحب " نظم المتناثر " (1) من المتواتر.

هذا الحديث، هو حديث سؤال جبريل عليه السلام النبيّ صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان.

وهو حديث عظيم القدر، غزير الفائدة، ويعتبر من جوامع كَلِمِه عليه الصلاة والسلام. وجوامع الكلم: هي الكلمات اليسيرة التي تنطوي على المعاني الكثيرة العظيمة. مثل هذا الحديث الذي نحن بصدده، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة " (2)، وقوله " احفظ الله يحفظك " (3)، وقوله " اتق الله حيثما كنت " (4)، وقوله " الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات " (5)، وقوله " إذا لم تستح فاصنع ما شئت" (6)، وقوله " إن الله كتب الإحسان على كل شيء" (7)، وقوله " إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبا " (8)، وقوله " حفت الجنّة بالمكاره والنار بالشهوات" (9)، وقوله " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده " (10)، وقوله " إنما الأعمال بالنيّات " (11)، وقوله " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ " (12)، وقوله " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " (13)، وقوله " لا ضرر ولا ضرار " (14)، وقوله " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك " (15)، وقوله " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " (16) ... وغيرها.

ومثل هذه الأحاديث جاءت الإشارة إليها في الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:" فضلت على الأنبياء بست؛ أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون " (17).

وقد جمع الإمام النووي منها اثنين وأربعين حديثا في جزء سمّي باسمه " الأربعون النووية " وله شرح عليه، وزاد الحافظ ابن رجب الحنبلي عليها ثمانية أحاديث، ثم شرحها في كتاب رائع أسماه " جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلِم ".

ولنصخي أولا ـ بأسماع قلوبنا ـ إلى الخليفة العادل أمير المؤمنين الفاروقِ عمرَ وهو يروي لنا هذا الحديث العظيم الذي يعتبر من أصول الإسلام:

أخرج الإمام مسلمٌ في صحيحه (17أ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا "، قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال:" أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره " قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال:" أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال:" ما المسئول عنها بأعلم من السائل " قال: فأخبرني عن أمارتها؟ قال:" أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء؛ يتطاولون في البنيان "، قال: ثم انطلق، فلبثت مليا، ثم قال لي:" يا عمر أتدري من السائل؟ " قلت: الله ورسوله أعلم، قال:" فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير