تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(ميدان العلل) للدكتور صالح محمد النعيمي]

ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 07:35 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

فهذه نظرات في ميدان علم العلل أردت من خلالها التوضيح والتبسيط لطلبة العلوم الشرعية بارك الله فيهم.

فأقول وبالله التوفيق:

ميدان علم العلل

تطور النقد الحديثي وتنوع، واتسعت مباحثه حتى أصبح صناعة وفنا مع منتصف القرن الهجري الثاني، وقد قُسم إلى قسمين كبيرين:

القسم الأول، علم الجرح والتعديل:وهو نقد أولي سهل ميسور يهتم بالقوادح الظاهرة كالضعف والجهالة، والغفلة وكثرة الخطأ والفسق.

القسم الثاني، علم العلل: وهو نقد ثانوي أعلى من سابقه وأدق.

وفيما يلي عرض لميدان علم العلل:

ميدان هذا العلم،حديث الثقات، وغايته كشف مايعتري هؤلاء الثقات من الخطأ والوهم، وهذا النقد أوسع من الجرح والتعديل لأن الجرح والتعديل ينتهي بكلمة أو سطر أو صفحة، أو مجموعة من الأقوال فالرجل موضع الجرح أو التعديل، وأما هذا الذي مضى فأنه يواكب الثقة في حله و ترحاله له، وأحاديثه عن كل شيخ من شيوخه، ومتى ضبط،ومتى نسي، وكيف تحمل، وكيف أدى.

أهميته وأقسامه:

بالرغم من ان علم العلل قسم من أقسام علم الحديث دراية، إلا أن العلماء ركزوا عليه وأعطوه الأهمية القصوى، حتى قال الحاكم: (معرفة علل الحديث هو علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل).

وحقا ان هذا العلم رأس علوم الحديث أوسعها وأدقها وأهمها ولولاه لاختلط الصحيح بالسقيم، لان الأصل في أحاديث الثقات الاحتجاج بها والالتزام بقبولها، وما يدخل عن طريق الثقات والحفاظ لايدخل عن طريق الضغفاء والمجروحين، لانه كما يقول الحاكم: (فأن حديث المجروحين ساقط واه وعله الحديث تكثر في حديث الثقات أي يحدث بحديث له علة، فيخفي عليهم علمه فيصير الحديث معلوما).

فالقادح،منه الخفي،ومنه الجلي، ومنه ماكان في حديث الثقات، ومنه ماكان في حديث المجروحين والضعفاء، فما كان خفيا في حديث الثقات فهو داخل في علم العلل.

أشهر المصنفات في هذا العلم:

1 - كتاب العلل لأبن المديني

2 - علم الحديث لأبن أبي حاتم

3 - العلل ومعرفة الرجال للأمام احمد بن حنبل

4 - العلل الكبير والعلل الصغير للترمذي

5 - العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدار قطني، وهو أهمها وأوسعها.

أشهر علماء هذا العلم:

قد هيأ الله تعالى لعلم الحديث والعلل خاصة أعلاما عبدوا مساره، وفي مقدمتهم الأعلام التالية أسمائهم:

1 - شعبة بن الحجاج أبو بسطام (المتوفى سنة 160 هـ).

2 - يحيى بن سعيد القطان (متوفى سنة 198 هـ).

3 - عبد الرحمن بن مهدي (المتوفى سنة 198 هـ).

4 - يحيى بن معين (المتوفى سنة 233 هـ).

5 - احمد بن حنبل (المتوفى سنة 241 هـ).

6 - محمد بن إسماعيل البخاري (المتوفى سنة 256 هـ).

7 - مسلم بن الحجاج (المتوفى سنة 261 هـ).

8 - أبو زرعة عبيد الله الرازي (المتوفى سنة 264 هـ).

9 - يعقوب بن شيبة السدوسي (المتوفى سنة 241 هـ).

وغيرهم الكثير الكثير.

شروط المحدثين في قبول الحديث:

بما ان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وصلنا عن طريق الرواة، فهم الركيزة الأولى في معرفة صحة الحديث.

لذلك اهتم علماء الحديث بالرواة، وشرطوا بقبول روايتهم شروطا دقيقة محكمة تدل على أهمية هذا الأمر، وهذه الشروط التي اشترطوها لقبول الحديث والأخبار لم تتوصل إليها أي مله من الملل حتى في العصر الذي يصفه أصحابه بالمنهجية والدقة، فأنهم لم يشترطوا في نقلة الأخبار الشروط التي اشترطها علماء المصطلح في الرواية بل وعلى اقل منها، فكثير من الأخبار التي تتناقلها وكالات الأنباء هي غير صحيحة لعدم تتبعهم ذلك.

شروط قبول الراوي، يشترط في قبول رواية الراوي شرطان:

الأول: العدالة.

ثانيا: الضبط.

فأن فقد الراوي هذان الشرطان أو احدهما فلا تقبل روايته.

يشترط في عدالة الراوي: ان يكون مسلما بالغا عاقلا سليم من أسباب الفسق وخوارم المروءة.

يشترط في ضبطه ان يكون متيقظا غير مغفل، حافظا ان حدث من حفظه، ضابطا لكتابه ان حدث منه عالما بما يحيل المعني ان حدث بالمعنى.

وأخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.

كتبه الراجي رحمة ربه صالح محمد النعيمي

ـ[المرزوقي ح]ــــــــ[09 - 09 - 07, 12:50 ص]ـ

يا شيخ بارك الله في علمك فقد افدتنا افادك الله

بس في جزئية قد اختلف فيها معك

تسمح؟

طيب جزاك الله كل خير و هي قولك وغيرهم الكثير الكثير.

وعذرا على تدخلي

و السلام عليكم و رحمة الله

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 09 - 07, 12:50 م]ـ

جزاكم الله خيراً ونفع بكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير