ـ[أبو خالد الأزدي]ــــــــ[24 - 09 - 07, 03:39 ص]ـ
كثيرا ماكان يذكر لنا الشيخ د. أنيس طاهر حفظه الله الشيخ عبدالعزيز- رحمه الله- وتمكنه وقوته العلمية وحرصه على طلابه
وللمناسبة فإن أحد أبناء الشيخ واسمه اسماعيل من أعضاء التدريس في كلية الدعوة بالجامعة
وهو شديد الغيرة على الدين وشاب جاد في طرحه وحرصه على الإفادة
أسأل الله أن يرحم الشيخ عبدالعزيز وأن يبارك في ابنه اسماعيل
ـ[محمد الرابع بن عمر بن موسى]ــــــــ[16 - 10 - 07, 02:27 ص]ـ
قد شرفني الله تعالى بالأخذ عن الشيخ في كلية الحديث الشريف بالمدينة، وإن كانت المدة لم تطل، حتى أقعده المرض الذي توفي منه، رحمه الله وغفر له، وقد كتب عنه تلاميذه الذي أخذوا عنه كثيرا ومكثوا معه مدة طويلة بعد وفاته، منهم الشيخ محمد الثاني بن عمر بن موسى أبو عبد الرحمن، أخذ عن الشيخ مادة الجرح والتعديل في كلية الحديث، السنة الثانية، ثم أشرف عليه الشيخ في مرحلة الماجستير في رسالته الموسومة بـ "ضوابط الجرح والتعديل عند الحافظ الذهبي من خلال كتابه سير أعلام النبلاء"، وتوفي الشيخ ولم تناقش بعد، وكذلك الشيخ عبد الباري بن حماد الأنصاري، الذي أخذ عنه أيضا مادة الجرح والتعديل في الكلية، وكذلك الشيخ جمال عزون، فهؤلاء كتبوا عنه في جريدة البلاد السعودية، العدد (16292) بتاريخ يوم الجمعة 5/ محرم/ 1422هـ الموافق 30/ مارس/ 2001م. كتبوا عن أخلاقه وأدبه، وكيفية دروسه وما إلى ذلك، وهذه بعض أقواله - رحمه الله - أخذتها من مقالة الشيخ محمد الثاني عمر أبو عبد الرحمن:
يقول الشيخ عبد العزيز - رحمه الله -: ((إن كثيرا من طلبة العلم يأخذون علم شيخ الإسلام ابن تيمية، ويتركون أدبه)).
ويقول - رحمه الله -: ((إن الفرق بين اختلاف العلماء المتقدمين، وبين اختلافنا نحن المعاصرين، أنك تجد عالما من المتقدمين يقول مثلا بعدم وجوب صلاة الجماعة ولا يصلي هو إلا في الصف الأول، ويقول أحد المعاصرين بوجوبها وغالب أحواله لا يدرك من الصلاة مع الجماعة إلا بعض ركعاتها)).
ويقول - رحمه الله -: ((بنبغي أن يكون تدريس الفقه في صورة تجعل المسائل الخلافية تابعة للأدلة، وليست الأدلة تابعة للمسائل الخلافية)). علق الكاتب أبو عبد الرحمن هنا بقوله: ويصور شيخنا ذلك بأن يبدأ المدرس بذكر أحاديث الباب ثم دراستها مميزا الصحيح من السقيم، ثم يتبع ذلك بتطبيق قواعد أصول الفقه عليها، ببيان العام والخاص والمطلق والمقيد، والناسخ والمنسوخ وغير ذلك، حتى تتجلى المسائل، ثم يبدأ بإيراد المذاهب وأقوال العلماء، فإنه إذا سلك هذا المسلك لا يكاد ينتهي من ذكر قول حتى يعلم طالب علم موقعه من الصواب والرجحان، على ضوء ما تبين له من دراسة أدلة الباب، فيتمنى المالكي أن لو يكون قول إمامه جاريا على الأصول التي سبق تقريرها له من خلال الأدلة، ويتمنى الحنفي والشافعي، والحنبلي كذلك، فبهذا يمكن تخفيف لوعة التعصب المذهبي، ويعود بين المسلمين احترام النصوص الشرعية.
ـ[محمد المصراتي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 02:17 ص]ـ
سأذكر حادثة حصلت لي مع الشيخ لعلها تبين مدى دقته العلمية وتحقيقه.
كنت خلال دراستي على الشيخ كتابه: ضوابط الجرح والتعديل، في الجامعة الإسلامية، أرجع للأصول التي نقل منها في كتابه وأحاول فهم السباق والسياق واللحاق حتى أناقشه فيما يشكل عليَ.
ذات يوم عثرت على غلطة للشيخ في أحد نقولاته من ميزان الاعتدال للذهبي عندما قارنتها بالكتاب المطبوع (وهو الوحيد المطبوع وقتها)، ورحت في اليوم الثاني لمحاضرته و أنا فرح مسرور بكوني تعقبت رجلاً في مثل شهرته بالبحث والتدقيق، وحينما واجهته بذلك بعد المحاضرة طلب مني تأجيل النقاش إلى الغد، وفي نفسي أنني أصبتُ الشيخ في مقتل.
في اليوم التالي إذا بالشيخ يأتيني بصور من مخطوطة الكتاب دون أن ينبس ببنت شفة، وفيها النص الصحيح كما نقله الشيخ في كتابه، فامتزج في قلبي الشعور بالحياء مع الإكبار والإجلال لهذا الشيخ الجليل.
ناهيك عن قيمة مذكرته العلمية في كتب علم الرجال التي كان يدرسها لنا.
وكان رحمه الله خفيف اللحية، مشمر الثوب، جم الأدب، خفيض الصوت، قليل الضحك جداً، وقلما رأيناه يبتسم، مع أنه يداعبنا أحياناً، ومن ذلك أنه كان يتحدث عن طبقات تلاميذ أحد الأئمة وأظنه الزهري، ومنهم من كان ينام في الدرس، فأشار لطالب أندونيسي في الصف الأول ينام أحياناً بقوله: ثقة ينام كثيراً.
توفي رحمه الله بسرطان الحنجرة، و أثرت فيه وفي صوته قبل موته رحمه الله، وكان يرفض التصدر للتدريس خارج الجامعة، ومن الصعوبة بمكان إقناعه بنشر كتبه خارج الجامعة، وهذا من تواضعه وتقليله من شأن نفسه، وهو -حسب علمي- لا يدانيه أحد في تدقيقه وبحثه ممن درست عليهم.
وكان الطلبة يتنافسون على الظفر به كمشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه، لأن ذلك يعني إضافة إلى الاستفادة من علمه الحصول على درجة الامتياز في الرسالة مع مرتبة الشرف، وعلى عكس ذلك لو كان مناقشاً لا مشرفاً، فدقته ستظهر عيوب الطالب ومشرفه، وقد شاهدت ذلك بنفسي حينما كنت طالبا في الجامعة.
وكان لباسه بسيطاً، مقتصراً على الثوب الأبيض (الدشداشة) والعمامة البيضاء (الغترة)، وقلما رأيته بالعمامة الحمراء (الشماغ).