ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 01 - 08, 04:59 م]ـ
لابأس بما قلت جزاك الله خيرا وبارك فيك
1 - قولك: وليس هذا سدا لباب الاجتهاد لأنهم يلزمون بتقليد المتقدمين في حالتين:
الأولى: إذا اتفقوا فلا يسع المتأخر مخالفتهم
والثانية: إذا وجدنا لبعضهم كلاما ولم نعلم بينهم خلاف
أما الأولى فمسلم فيها ولا أظن أحدا يخالف
أما الثانية فلا يسلم فيها فإذا قال بعض المتقدمين قولا - هكذا بإطلاق - ولم نعلم أن أحدا نقل خلاف قوله فلا يجوز مخالفته بل ويلزم الأخذ بما قال.
هذا يحتاج إلى دليل لأن من القواعد المقررة عند العلماء أنه لا ينسب لساكت ولا يعدو الأمر من الاحتمال ربما وقفوا على قوله وربما لا.
نعم لو اشتهر هذا القول ودلت القرائن على عدم المخالفة فيسلم له.
وكذلك قولك: ولا يصح أن نستدل بمخالفة بعض المتأخرين لإجماع المتقدمين أو لبعضهم مع عدم علمنا بثبوت الخلاف بينهم.
فقولك لبعضهم: قصدت لقول بعضهم.
فهذا القول لا يعدو أن يكون نوعا من التقليد , وربما لا يسلم له إن جاء المتأخر بقرائن وأدلة على خطأ قوله.
أما إن حصر الأمر بين تقليد المتقدم أو المتأخر فنحن مع المتقدم.
ولكن النقطة التي ينبغي أن يتوقف عندها إن جاء المتأخر بأدلة وبراهين على خطأ قول هذا المتقدم.
فعلى أي أساس يسلم له وقوله ليس إجماعا.
وأنت في المثال الذي أشرت إليه لجأت إلى القرائن والأدلة في ترجيح قول أبي حاتم
فقلت: وانظر مثلا حديث حماد بن سلمة المذكور فقد تبين بعد البحث والتنقيب أن الصواب مع أبي حاتم ثم أحلتني لبحث الشيخ محمد بن عبد الله.
فلم لا يكون الأمر من الأساس إذا لم يكن إجماعا أو اتفاقا أن ينظر أهل العلم إلى القرائن والأدلة وإلا لا يعدو الأمر أن يكون تقليدا.
والله أعلم
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 01 - 08, 05:41 م]ـ
وهذه مقال مفيد إن شاء الله يتعلق بهذا الموضوع
علوم الحديث بين المتقدمين والمتأخرين
أ. د أحمد معبد عبد الكريم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبعد:
المقصود بعلوم الحديث أنواع المصطلحات والقواعد التي تعارف عليها المحدثون عليها في تناول الحديث الشريف ومصنفاته تعلماً وتعليماً وروايةً ودراية.
والمتقدمون والمتأخرون من حيث المعنى اللغوي العام المتقدم: هو من يسبق غيره حسياً أو معنوياً، والمتأخر من يسبقه غيره حسياً أو معنوياً، وقد جاء الأمران في القرآن الكريم كما في سورة المدثر، قال -تعالى-: {نذيراً للبشر لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخر}، وفي سورة الحجر قال -تعالى-: {ما تسبق من أمّة أجلها وما يستأخرون}، وقال -أيضاً- في السورة نفسها: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين}.
وبهذين المعنيين للفظي المتقدمين والمتأخرين وقع استعمالهما في مؤلفات علوم الحديث حتى ممن أطلق عليهم اسم المتقدمين أنفسهم في وصف من يكون أقدم منهم، كما سيأتي ذكر مثال لذلك.
لكن لمّا بدأ الأخوة المعاصرون في إطلاق هذين اللفظين مضافين إلى الآراء أو المناهج مثل قولهم: رأي المتقدمين أو منهج المتقدمين كذا، أو آراء المتأخرين أو مناهج المتأخرين أو عند المتقدمين أو استعمالهم أو صنيعهم أو اصطلاحهم، أو عند المتأخرين أو صنيعهم أو استعمالهم، لوحظ في استعمالاتهم هذه اختلاف، فبعضهم تولى من نفسه بيان مراده بهذا لكي يرتب عليه ما يريد تقريره من آراء، أو انتقادات أو اقتراحات، وبعضهم طُلب منه بيان مراده بهذين اللفظين مع ما قرنهما به من عبارات أخرى كالآراء أو المناهج أو المصطلحات.
والذي وقفت عليه مكتوباً كالتالي:
1 - الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم اللاحم – بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالقصيم.
ذكر ما يفيد أن المتقدمين هم: نقاد السنة في عصور الرواية وأنها عبارة عن القرون الثلاثة الأولى.
وأن المتاخرين هم: نقاد السنة ممن بعد أهل القرون الثلاثة الأولى إلى وقتنا الحاضر.
2 - الدكتور بشار معروف - وهو معروف لدى الجميع، وتحقيقاته ومؤلفاته الحديثية.
قال: أنا أقصد بالمتقدمين: علماء القرن الثالث الهجري مثل أصحاب الكتب الستة. . . وربما وضعت معهم من العلماء الذين ختم بهم العلم كالدارقطني (385هـ) (ص11).
¥