تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ففي (المحدث الفصل (1/ 268)، وتدريب الراوي (2/ 339): عند ذكر من يُنسب إلى جده: " وابن أبي ليلى "هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. و قال المزي في تهذيب الكمال (34/ 472): ابن أبي ليلى، هو: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وابنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وابن ابنه عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وقال ابن حجر في تقريب التهذيب (2/ 537): ابن أبي ليلى هو عبد الرحمن وابناه محمد وعيسى وعبد الله". انتهى.

ولكن أكثرهم شهرة في إطلاق هذه النسبة عليه هو " عبد الرحمن " صاحب الترجمة، وابنه" محمد" الفقيه المشهور، وهي بمحمد" الابن" أكثر التصاقا منها بعبد الرحمن"الأب"، كما أن "محمد بن عبد الرحمن" هو أكثر هذه الأسرة شهرة، وذلك لمذهبه الفقهي الذي يميل إلى الرأي. والمقصود أنه قد يطلق (ابن أبي ليلى) على أي واحد من هؤلاء الأربعة. ويعرف المراد به منهم بالقرائن. وفي عمدة القاري للعيني (16/ 218):" قال بن الأثير في جامع الأصول: إذا أطلق المحدثون ابن أبي ليلى فإنما يعنون به عبد الرحمن بن أبي ليلى وإذا أطلقه الفقهاء يعنون به عبد الرحمن" كذا في أكثر من نسخة من عمدة القاري، وقد رجعت إلى جامع الأصول وتتبعت أحاديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، بل وكل موضع جرى ذكره فيه، بل راجعت التمهيد الذي بدأ به ابن الأثير كتابه، فلم أظفر بهذه العبارة، ولم أجد لها أثرا، فلعلها كانت في النسخ القديمة. ولعل الصواب في العبارة أن تكون هكذا" إذا أطلق المحدثون ابن أبي ليلى فإنما يعنون به عبد الرحمن بن أبي ليلى وإذا أطلقه الفقهاء يعنون به محمد بن عبد الرحمن". لأن محمدا أكثرهم شهرة في الفقه كما تقدم، ومع ذلك فلا تعدو العبارة أن تكون أغلبية أكثرية لا كلية مطردة؛ فإنه لو سلم بذلك في إطلاق الفقهاء؛ لكون محمد بن عبد الرحمن فقيه مشهور وله مذهب معروف يذكر عند إيراد الأقوال والمذاهب الفقهية، فهو غير مسلم به في إطلاق المحدثين؛ فإنهم كثيرا ما يطلقون ذلك، ويريدون به محمدا، خصوصا عند تمثيلهم لمن ضُعف بسبب سوء حفظه. وقد وقع في الخلط بين عبد الرحمن الأب وبين محمد الابن بعض الأفاضل كما سيأتي في موضعه!.

(3) أبو ليلى والد عبد الرحمن ممن لم يرو عنه إلا واحد، وقد أوردوه مثالا لمن لم يرو عنه عير ابنه (مقدمة ابن الصلاح ص 190) وعلق عليه صاحب الشذا الفياح بقوله (2/ 576): "وقال المزي: روى عنه أيضا عدي بن ثابت قال: ولم يدركه".


المبحث الثاني: مولده
هناك ثلاثة أقوال حول مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى ذكرها المترجمون له:
القول الأول:
أنه ولد لست بقين من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. وهو قول الأكثر:
.. قال البخاري (1): وقال أحمد عن النضر عن شعبة عن الحكم عن بن أبي ليلى ولدت لست سنين بقيت من خلافة عمر?.
وهكذا قال أبو أحمد الحاكم (2)، وابن حبان (3). وابن عساكر (4)، وابن خلكان (5)، والمزي (6)، وابن حجر (7)، والسيوطي (8). وعلى هذا القول تكون ولادته سنة تسع عشرة تقريبا.

القول الثاني:
أنه ولد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه. وهو قول أبي نعيم في الحلية (9)، والذهبي في السير (10). وعلى هذا القول يكون مولده إما: سنة اثني عشر، أو ثلاث عشر.

القول الثالث:
إطلاق القول بأنه ولد في خلافة عمر. وهو صنيع الخطيب البغدادي (11)، والذهبي في تذكرته (12)، ويمكن أن يحمل هذا القول على أن المراد به: أنه ولد لست بقيت من خلافة عمر، كما ذهب إليه الأكثرون. وتظهر أهمية هذا الاختلاف في مولد عبد الرحمن بن أبي ليلى، عند الكلام على سماعه من بعض شيوخه الذين روى عنهم وبخاصة عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه. وسيأتي الكلام على ذلك في موضعه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير