تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وينبغي على المتعلم لهذا الباب أن يعلم أن بعض الرواة في التفسير لا يكون له عنايةٌ إلا بشخص واحد، فعليه المدار؛ سواء ممَّا لا ينسبه من التفسير، أو ما ينسبه لذلك الشخص؛ فالربيع بن أنس لم يرو في التفسير إلا عن أبي العالية فقط ليس له رواية عن غيره، وليس له عناية بغيره، كذلك السُّدِّي ليس له رواية - على الإطلاق - في التفسير إلا عن عبد الله بن عباس، وعن ابن مسعود شيئاً يسيراً، وإن لم ينسبه فهو عنهما في الأغلب؛ فإن نفسه هو نفس عبد الله بن عباس، وكذلك فإن جل تفسيره من طريق أسباط بن نصر.

التمييز بين السدي الكبير والصغير

وثمَّ سُّدِّيان: الكبير والصغير.

أما الكبير: فهو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدي، أبو محمد القرشي الكوفي الأعور، أصله حجازيٌّ سكن الكوفة، وكان يقعد في سُدَّةِ باب الجامع بالكوفة؛ فسُمِّي السُّدي، وهو إمام في التفسير، وفد وثقه الإمام أحمد في رواية أبي طالب، وكذلك العجلي وابن حبان، وَعَدَّلَه جماعة؛ كالنسائي وابن عدي في كتابه "الكامل" وغيره.

وأما الصغير: فمحمد بن مراون، وهو الراوي عن الكلبي تفسيره وهو ضعيف.

وإذا أطلق السُّدي في التفسير، فهو الكبير، وأما الصغير فهو راوٍ وليس مفسراً.

والسدي الكبير له أصحاب يروي عنهم التفسير؛ وهم:

أبو مالك غزوان بن مالك.

وأبو صالح باذام مولى أم هانئ.

ومُرَّة الهمداني.

يروي عن الأولَيْن تفسيرَ ابن عباس، وعن الثالث تفسير ابن مسعود.

ويروي عنه أسباط بن نصر.

الصحابة المفسرون

ومن الصحابة المفسرين: زيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن الزبير، وهم في المرتبة دون من سبق ذكرهم، والتفسير عنهم قليل، وجاء عن عائشة وابن عمر وغيرهم شيء يسير.

طبقات المفسرين التابعين

النوع الثالث: التفسير عن التابعين وأتباعهم:

وهم على طبقات: طبقة المكيين، وطبقة المدنيين وطبقة العراقيين. وأعلم أهل التفسير أهلُ مكة، خاصة أصحاب ابن عباس منهم؛ كسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وعطاء بن أبي رباح؛ لسلامة لسانهم وتأخر ورود العُجْمَة إليهم، ثم أصحاب ابن مسعود في الكوفة، وأهل المدينة.

يقول سفيان الثوري: خذوا التفسير عن أربعة: سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة وعطاء. وهم مَكِّيُّون.

المفسرون المكيون كمجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء

وأعلم المكيين مجاهد، وتقدم الإشارة إلى الطرق عنه، وإلى حديثه عن ابن عباس.

وأكثر تفسيره عناية بالمفردات، وله اجتهاداتٌ في التفسير يخالف فيها، بل شذَّ في مواضعَ، وهي - مع كثرة ما يروى عنه - قليلة.

وأُخذ عليه النقل عن بني إسرائيل ما يُستنكَر، كما في قصة يوسف مَعَ امرأة العزيز، قال: حلَّ السروايل حتى إليتيه واستلقت له.

وكان في بعض تفسيره مُستمسَك لبعض أهل البدع، كالمعتزلة وغيرهم.

قال الذهبي في "السير": لمجاهد أقوالٌ وغرائبُ في العلم والتفسير تُستنكر.

وقال في "الميزان": ومن أنكر ما جاء عن مجاهد في التفسير في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)، قال: يجلسه معه على العرش.

وما أنكره الذهبي قال به غير واحد من أئمة السنة، وصححوا الأثر واعتمدوا عليه كأبي داود وأحمد بن أصرم ويحيى بن أبي طالب، وإسحاق بن راهويه وعبد الوهاب الوراق، وإبراهيم الحربي، وعبد الله ابن الإمام أحمد، والمروزي وبشر الحافي وابن جرير الطبري، وأبي الحسن الدارقطني، بل قال أحمد بن حنبل: قد تلقته العلماء بالقبول نسلِّمُ الخبر كما جاء.

ومن المكيين: سعيد بن جبير:

وتقدم الكلام على ذكر الرواة عنه وبيان جلالته وإمامته.

ومن المكيين: عكرمة مولى ابن عباس:

وتقدم الكلام عليه أيضاً، في حديثه عن ابن عباس.

ومنهم أيضاً: عطاء بن أبي رباح، وقد تقدم.

المفسرون المدنيون كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب

ويليهم في التفسير طبقة المدنيين، منهم:

زيد بن أسلم تابعي كبير القدر، وعنه ابنه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ويروي تفسيرَ عبدالرحمن: عبد الله بن وهب وغيرُه، وأخذ تفسيرَه عن أبيه " زيد بن أسلم "، لكنه لا يعزوه إلى أبيه إلا في القليل، وإذا قال المفسرون: " قال: ابن زيد "، فالمراد به عبد الرحمن.

وعبد الرحمن، وإن كان ضعيف الحديث، إلا أنه إمامٌ في التفسير.

وممن أخذ التفسير عن زيد: مالك بن أنس.

ومن المدنيين: أبو العالية رُفيع بن مِهْران:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير