أما قولك أخي أبا يحيى عن المعنى واللفظ، فقد استغربته! فكيف نفرق بين أهميتهما؟
فما قيمة اللفظ إن لم يؤد المعنى بوضوح ودقة؟!! بل هذا الوضوح والدقة هي ما يرفع تسمية فوق أخرى ابتداءً من علوم الدين وانتهاءً بعلوم الميكانيكا والآلات ..
راجع كلامي، فيقينا لم تفهمه ...
على كلٍ, أريد أن أقول كما قال الإمام ابن حنبل رضي الله عنه: القرآن كلام الله .. ولا أزيد!.
لا إعجاز ولا غيره, مما لم يكن عند نبينا وأصحابه, وذلك الدين القيم.
بل ثبت من كلام الإمام أحمد استخدام مادة عجز وسيأتي من كلام شيخ الإسلام.
1 ـ اتفقنا على أن الموجود في كلام الله عز وجل لفظ الآية والبرهان.
2 ـ اتفقنا على أن استعمال لفظ القرآن أولى وأبلغ.
3 ـ اختلفنا في جواز غستعمال لفظة الإعجاز، لإأنا أقول: جائزة وعليه استعمال أهل السنة قاطبة بل العلماء من غير نكير، وأنتما تقولان: غير جائز وليس لكما سلف في ذلك.
4 ـ إنكار هذه اللفظة من جهة اللغة دعوى لا دليل عليها، فإعجاز القرآن تركيب لغوي فصيح والإضافة من باب إضافة المصدر إلى فاعله، وهو مستعمل في كلام الله تعالى وكلام نبيه، قال تعالى: " صنع الله "
5 ـ دعوى أن كل لفظ حادث فيجب أن يرد يلزم منه أن نرد ألفاظا ومصطلحات كثيرة:
فيلزم أن نبطل استخدام الفقها للفظ الكراهة، لأن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يريدون به غالبا التحريم، والفقهاء خصوها بالكراهة.
لفظة السنة يستعملها الفقهاء بمعنى المندوب والصحابة أحيانا بمعنى الواجب ..
لفظ المجاز استخدمه السلف كأبي عبيد وأبي عبيدة وابن قتيبة وابن تيمية بمعنى ما يجوز في اللغة لا بالمعنى المصطلح عليه عند البيانيين، واللفظ حادث، ولم ينكر على أحد منهم ألبتة.
لفظ أصول الدين لم يرد في الكتاب والسنة.
لفظ العقيدة لم ترد في الكتاب ولا في السنة، والله يقول: الإيمان، والرسول والصحابة يقولون: التوحيد. ونحن نقول العقيدة والاعتقاد ولم يستخدم إلا في القرن الرابع!!
سيقول لي: أريد بها خدمة الدين ولم تحتو معنى باطلا، وهل احتوت كلمة الإعجاز معنى باطلا؟!!
6 ـ تتابع أهل السنة قاطبة بل حتى العلماء كلهم على استعمال هذه اللفظة من غير نكير، فاستعملها الأئمة كشيخ الإسلام وابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب وكبار علماء هذا العصر كالشيخ ابن عثيمين والشيخ بكر أبو زيد وغيرهم، بل لا تكاد تجد كتابا في بيان معتقد أهل السنة إلا وذكر فيه كلمة المعجزات ...
7 ـ قال سيخ الإسلام رحمه الله في الجواب الصحيح:
والآيات والبراهين الدالة على نبوة محمد كثيرة متنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء ويسميها من يسميها من النظار معجزات وتسمى دلائل النبوة وأعلام النبوة
وهذه الألفاظ إذا سميت بها آيات الأنبياء كانت أدل على المقصود من لفظ المعجزات ولهذا لم يكن لفظ المعجزات موجودا في الكتاب والسنة
وإنما فيه لفظ الآية والبينة والبرهان ثم ساق الأدلة ثم قال:
وأما لفظ المعجز فإنما يدل على أنه أعجز غيره كما قال تعالى: وما هم بمعجزين.
وقال:وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء.
ومن لا يثبت فعلا إلا لله يقول المعجز هو الله وإنما سمي غيره معجزا مجازا وهذا اللفظ لا يدل على كون ذلك آية ودليلا إلا إذا فسر المراد به وذكر شرائطه (وتأمل كلامي السابق في مشاركتي الثانية حول ما هو من عوارض الألفاظ وما هو من عوارض المعاني) ولهذا كان كثير من أهل الكلام لا يسمي معجزا إلا ما كان للأنبياء فقط وما كان للأولياء إن أثبت لهم خرق عادة سماها كرامة.
والسلف كأحمد وغيره كانوا يسمون هذا وهذا معجزا ويقولون لخوارق الأولياء إنها معجزات إذا لم يكن في اللفظ مايقتضي اختصاص الأنبياء بذلك بخلاف ما كان آية وبرهانا على نبوة النبي فإن هذا يجب اختصاصه.
8 ـ لما قال من قال بالصرفة تصدى أهل السنة كلهم من غير استثناء مثبتين إعجاز القرآن مفسرينه على ما هو معلوم عند أهل السنة.
9 ـ اسمحا لي أن أقول: إن قولكما هذا حادث لم يسبقكما إليه أحد من أهل السنة أبدا .... ، وأرجو بيان من قال بقولكما على أقل تقدير، وإن كان اجتهادا فأثبتا لي أنه اجتهاد منكما، والله يتولانا بعفوه.
شكر الله لكما .....
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[18 - 02 - 07, 08:06 ص]ـ
اتفقنا على أن الموجود في كلام الله عز وجل لفظ الآية والبرهان. ـ اتفقنا على أن استعمال لفظ القرآن أولى وأبلغ
ثمّ ماذا يا أخي؟!
أبعد كلام الله وإقرارنا بأنه أبلغ وأولى؟!!!!
كلام الله أبلغ وأولى ولكنه غير مقدم في هذه الحالة! {ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ?للَّهِ وَرَسُولِهِ وَ?تَّقُواْ ?للَّهَ إِنَّ ?للَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}
وقول شيخ الإسلام رحمه الله حجة لناوالآيات والبراهين الدالة على نبوة محمد كثيرة متنوعة وهي أكثر وأعظم من آيات غيره من الأنبياء ويسميها من يسميها من النظار معجزات وتسمى دلائل النبوة وأعلام النبوة
وهذه الألفاظ إذا سميت بها آيات الأنبياء كانت أدل على المقصود من لفظ المعجزات ولهذا لم يكن لفظ المعجزات موجودا في الكتاب والسنة وإن كان هو لم يلتزم به لاحقاً، فهذه عليه وليست له.
وأما قولك: ما وجه التعارض بينهما؟!! أي الآية و المعجزة
فاسمح لي أن استنكره وأستغربه، فهما ليسا سواء لساناً ...
و أعلى الاختلاف والتعارض أن إحداهما قول الله، والثانية نحت البشر ..
وسألت هل هذا اجتهادنا!
و تعلم أن الاجتهاد أن تأتي بما ليس له سابق في الدين، وهو ما يصدق على من أتى بـ (المعجزة والإعجاز)، وليس الاجتهاد أن تلتزم بالكتاب والحديث ..
و أنتظر منك ما ذكرت من شرح لغوي للـ" المعجزة"، وكيف تكون كـ "الآية" في لسان العرب!!!!
وشكراً لك.
¥