قد يعتري الطالب النشيط فترات كسل وإعراض، وقد يكون ذلك لمشكلة نزلت بالطالب ولا بد من حل ما يعترضه من مشاكل للعودة به إلى نشاطه المعهود.
ولن يعود النشاط ما دام العائق موجوداً، والمانع قائماً، وقد يكون مشكلة نفسية أو أسرية أو اجتماعية، وهنا تبرز مهارة المدرس في التوصل إلى المشكلات وإيجاد الحلول لها بالتعاون مع القادرين على الوصول إلى جوهر المشكلة وحلها من أسرة وأقارب وموجهين.
وقد يجهل الطالب ماهية مشكلته وحقيقتها، إلا أنه يشعر بوجودها، وهذا أمر يحتاج إلى فهم مسبق من المدرس لنفسيات طلابه، وبراعته في التعامل مع كلٍ بما يلائمه، وفي الحقيقة فإن التغلب على العوائق والمشاكل التي تعترض سير الطالب يضمن له نشاطاَ مستمراَ بإذن الله.
ومن أول ما يجب على المعلم معرفته في ذلك: معرفة المراحل التي يمر بها الطالب بين طفولة ومراهقة ..
ومراحل كل مرحلة من هذه المراحل وخصائصها.
وإذا أدرك المعلم طبيعة كل مرحلة وأسرارها فإنه سينفذ إلى عقول الطلاب وقلوبهم، وسيقبل بصدر رحب التصرفات الطبيعية الناتجة عن نموهم، وسيحسن التعامل معها.
وعليه أن يخاطب كلاً بما يناسبه، وأن يراعي الفروق الفردية في حل المشاكل، ولنا في رسول الله ? أسوة حسنة حين اختلفت وصيته وتنوعت بحسب حال طالب الوصية منه ? في كل مرة.
5 - الاستجابة للميول وتحقيق الرغبات:
فد يبذل الطالب مجهوداً كبيراً، ويحقق شيئاً عظيماً في نظره، ويشعر بأنه قدم لأسرته ولمعلمه شيئاً قيماً حين استجاب لرغباتهم وحفظ وتفوق، وينتظر أن يبادلوه نفس الشيء بالاستجابة لميوله وتحقيق رغباته هو الآخر.
ومن المفيد هاهنا تشجيعاً له وتنشيطاً له وتقديراً له -الاستجابة لميوله، خاصة مع الصغير فلا بد من ترضيته وتنفيذ مطالبه، وحين تتم الاستجابة له تنشرح نفسه ويزداد نشاطه وينطلق من جديد ويواصل تفوقه وتألقه، وقد يكون منعه مما يريد – خاصة بعد أدائه جهداً كبيراً – قد يكون ذلك إحباطاً معنوياً كبيراً وإعاقة للطالب عن مواصلة سيره.
وقد روي أن رسول الله ? خرج إلى عثمان بن مظعون ومعه صبي صغير له يلثمه، فقال له: ((ابنك هذا؟)) قال:نعم، قال: ((تحبه يا عثمان؟)) قال: إي والله يا رسول الله إني أحبه، قال: ((إنه من ترضى صبياً صغيراً من نسله حتى يرضى، ترضاه الله يوم القيامة حتى يرضى)) رواه ابن عساكر.
ولا بد أن تكون الاستجابة لميوله بحدود، فلا تكون في ضرر على الطالب كالذهاب إلى الأماكن التي يخلع فيها الحياء، أو تعلو أصوات المنكرات، أو تنتهك فيه المحرمات؛ فيمنع، وحينئذ لا بد أن يكون المنع معللاً مع إيجاد بديل ملائم.
6 - النظرة إليه نظرة واثقة:
نرى الإسلام يثق بالشباب ثقة واضحة، لأن شباب ربي على أقوم منهج، وبهذا المسلك الكريم لا يشعر الشباب أن شبابهم هو الذي يؤخرهم، وأن الثقة لا تكون إلا في الشيوخ.
وهذا رسول الله ? يبعث معاذاً إلى اليمن ويوليه ثقته وهو شاب، مع لفت نظره وتوجيهه والاطمئنان على المنهج الذي سيسير عليه.
وهاهو ? يدعو لابن عباس: ((اللهم فقهه الدين وعلمه التأويل)).
وهاهو يولي أسامة بن زيد الجيش العظيم.
ولا يدري كثير من الناس أن الطفل واحد من رجال الأمة، إلا أنه مستتر بثياب الصبا، فلو كشف لنا عنه وهو كامن تحتها لرأيناه واقفاً في مصاف الرجال القوامين، ولكن جرت سنة الله أن لا يتفتق زوال تلك الأستار إلا بالتربية شيئاً فشيئاً، ولا تؤخذ إلا بالسياسات الجيدة على وجه التدرج.
وحين ينظر المعلم إلى طالبه نظرة واثقة بأنه سيحقق كذا وكذا، وسيحفظ كذا وكذا، يشعر الطالب بأنه قادر على الحفظ وتنبعث الرغبة في نفسه وينشط لتحقيقها.
7 - تنمية ثقة الطالب بنفسه:
الطالب الواثق من نفسه يقوم على العمل بجد لتوقعه أن سينجح بخلاف من يفقد الثقة بنفسه ويُقدم وهو يحمل في طيات نفسه الفشل قبل العمل فلا يبذل أي مجهود لأنه يظن أنه لن يكون هناك نتيجة في نظره.
وتنمية ثقة الطالب بنفسه من أهم عوامل تنشيط الطالب ودفعه للحفظ، ويمكن ذلك بما يلي:-
¥