عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: قال رسول الله ?: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع)) رواه أبو داود بإسناد حسن.
وهكذا يأمر النبي ? بتربية الأبناء على العادات الحسنة، وعندئذ يصبح الخير عادة من عادات النفوس تستسيغ فعلها بنشاط ودون كلل أو تعب.
16 - غرس حب العلم في نفسه ():
حين يغرس المعلم في نفس الطالب حب القرآن وفضائله، وفضل أهله وحملته، فإن الطالب سيكون أكثر إقبالاً على القرآن، وأكثر تعلقاً به، وأكثر نشاطاً في حفظه وتعلمه.
وقد كان النبي ? يستخدم هذا كثيراً، فالأحاديث في الفضائل لا تكاد تحصى، وقد اختصت كتب بجمع أحاديث الفضائل فقط، والأحاديث في فضائل العلم كثيرة جداً.
عن أبي الدرداء ? قال: سمعت رسول الله ? يقول: ((من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضىً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)) رواه أبو داود والترمذي.
والأساليب في غرس حب العلم كثيرة، منها ذكر فضائله، ومقارنة العلماء بالجهل، والثناء على العلماء، وإجلالهم وتقديرهم، والترحم عليهم، واتخاذ العلم الشرعي مقياساً في المفاضلة.
17 - الربط بالمثل العليا ():
فالتربية على المثل الأعلى والتطلع إليه والإغراء به يحفز الإنسان دائماً للارتقاء بنفسه وبتربيته ليصبح قريباً أو مشابهاً للمثل الأعلى.
وكان النبي ? يؤكد على ذلك بقوله: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي))
ويقول: ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
وكذلك المعلم ينبغي أن يربط الطالب بمثل أعلى في الخير، بذكر أقوال السلف وأحوالهم مع القرآن، ويربطه بمثل أخرى من الواقع من زملائه المجتهدين أو العلماء المعاصرين أو الحفاظ والمقرئين، وحينئذ يرغب الطالب في الوصول إلى ما وصلوا إليه، فيثير ذلك في نفسه نشاطاً يدفعه إلى الإقبال على مائدة القرآن.
18 - التنويع:
التنويع يدفع السأم، ويبعد الملل، ويجدد النشاط، ويجعل الفكرة المعروضة أدعى للقبول، وأيسر للفهم.
ونجد أن القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة يحفلان بالأساليب المتنوعة لتقريب الفكرة للمخاطبين.
وإذا أخذنا مثالاً من القرآن الكريم على تحريم الزنا؛ فإننا نجده قد سلك مسالك عدة في ذلك، فنهى عنه نهياً صريحاً بقوله: ? ولا تقربوا الزنا ?
ونهى عنه بالتشنيع على مرتكبه بقوله: ? الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة ? أي أنه إنما يزني بزانية مثله أو مشركة.
ومدح من لا يزنون بقوله: ? والذين لا يدعون مع الله إله آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ?.
وذكر قصة يوسف التي تبين شرف العفة وفضلها.
وكل ذلك من شأنه أن يقرر الفكرة في ذهن المخاطب.
وكذلك الطالب ينبغي أن تنوع أساليب التعليم له فمرة بالإلقاء، ومرة بالسؤال، ومرة بطلب البحث، وهكذا …… ..
19 - استخدام الوسائل المعينة على التعليم:
الوسائل التعليمية هي الطرق والأساليب التي يستعين بها المعلم على إيصال الفكرة إلى أذهان الطلاب.
وهي تعين على الفهم، وترسخ المعلومة في الذهن، وتجعل التعلم أمراً مسلياً محبباً إلى النفوس، وهي تلفت الانتباه وتجذب المتعلمين بما تتضمنه من عناصر جذابة، وقد استخدم النبي ? ذلك في تعليمه للصحابة.
عن عبد الله بن مسعود ? قال: خط رسول الله ? خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خطوطاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط، فقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به، وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطوط الصغار: الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه كلها نهشه الهرم) رواه البخاري
وقد أكدت دراسة حديثة أن الإنسان يتذكر ما يتعلمه بنسب متفاوتة بحسب الأسلوب الذي استخدم في تعليمه على النحو التالي:
يتذكر الإنسان بنسبة 10 % مما يقرؤه.
¥