تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وفي الاصطلاح: هو الصورة أو الوجه الذي يختاره القارئ من بين مروياته، أو من مسموعاته، أو الأخذ عن الراوي من بين محفوظاته، وكل واحد منهم مجتهد في اختياره.

قال الدكتور عبد الهادي الفضلي في تعريفه للاختيار:"إنه الحرف الذي يختاره القارئ من بين مروياته مجتهدا في اختياراته"

وعرفه الدكتور الطويل فقال: "إسناد كل حرف من حروف القراءة إلى صاحبه من الصحابة فمن بعدهم يعني أنه كان أضبط لهذا الحرف وأكثر قراءة وإقراء به، وملازمة له وميلا إليه"

وحقيقة الاختيار أن القراء أو الرواة أو الآخذين عنهم كانوا يختارون من مجموع مروياتهم التي سمعوها.

ذكر ابن الجزري أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت إلا ثمانية عشر حرفا أخذها من قراءة ابن مسعود.

وكان نافع بن أبي نعيم يقول: قرأت على سبعين من التابعين، فنظرت إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم أخذته، وما شذ فيه واحد تركته، حتى ألفت هذه القراءة من هذه الحروف، وقال: تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفا.

وذكر مكي في الإبانة أن الكسائي قرأ على حمزة وهو يخالفه في نحو ثلاثمائة حرف؛ لأنه يتخير القراءات، فأخذ من قراءة حمزة بعضا وترك بعضا. وكذلك قرأ أبو عمرو بن العلاء على ابن كثير، وهو يخالفه في حروف كثيرة؛ لأنه قرأ على غيره واختار من قراءته ومن قراءة غيره قراءة وكان لكثير من العلماء القراءات اختيار في القراءة، فلأبي عبيد اختيار في القراءة وافق فيه العربية والأثر، ولأبي حاتم السجستاني اختيار في القراءة أيضا. واختيارات القراء أكثر من أن نحصرها هنا، وقد كان لكثير من القراء اختياران أو أكثر.

ولعل القارئ الكريم لاحظ معي اشتراك جميع هذه المصطلحات في اشتمالها على اختيار: القراءة، الرواية، الطريق، الوجه ـ ولكن الفرق من جهة الرتبة وعلو الإسناد.

وإليك بيان الأمثلة لما سبق تعريفه:

"فمثلا إثبات البسملة بين السورتين قراءة ابن كثير، وعاصم والكسائي، وأبي جعفر، ورواية قالون عن نافع، وطريق الأصبهاني عن ورش. وطريق صاحب الهادي عن أبي عمرو، وطريق صاحب العنوان عن ابن عامر، وطريق صاحب التذكرة عن يعقوب، وطريق صاحب التبصرة عن الأزرق عن ورش. ونقول: الوصل بين السورتين قراءة حمزة، وطريق التيسير صاحب المستنير عن خلف، وطريق صاحب العنوان عن أبي عمرو، وطريق صاحب الهداية عن ابن عامر، وطريق صاحب الغاية عن يعقوب.

وطريق صاحب العنوان عن الأزرق عن ورش. والسكت بينهما طريق صاحب الإرشاد عن خلف، وطريق صاحب التبصرة عن أبي عمرو، وطريق صاحبي التلخيص عن ابن عامر، وطريق صاحب الإرشاد عن يعقوب، وطريق صاحب التذكرة عن الأزرق عن ورش. ونقول البسملة بين السورتين لمن بسمل ثلاثة أوجه ولا نقول ثلاث قراءات ولا ثلاث روايات ولا ثلاث طرق"

تعريف التحريرات لغة التدقيقات أي إتقان الشئ إمعان النظر فيه من غير زيادة أو نقصان.

في الاصطلاح: تنقيح القراء وتهذيبها من أي خطأ أو غموض فهي بذلك تمنع التركيب في القراءات وتمنع خلط الروايات بعضها ببعض؟ وتمنع إسناد القراءة لغير قارئها وكل هذا ممنوع في الحديث الشريف فقراءات القرآن الكريم من باب أولى لتعلقها بالرواية عن الله عز وجل في كلامه.

فوائد التحريرات: وأعظم فائدة فيها هو العمل على منع التركيب والتلفيق في قراءات القرآن الكريم الذين حرمهما العلماء على القراء المتخصصين؟

تفصل مجمل المتون كالشاطبية والدرة والطيبة وموضحة لألفاظها ومقيدة لمطلقها ومستوفيه لشروطها ومنبه على ضعيفها.

حكم الخلط بين القراءات أو الروايات أو الطرق: قال السخاوي فى جمال القراء: إن خلط هذه القراءات بعضها ببعض خطأ، قال ابن الجزري:

ولا يُركب ولْيُجِد حُسن الأدا بشرطه فلْيَرْعَ وقفا وابتدا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير