تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ ابن حجر "وفي هذا دلالة على أن أكثر المخلوقات هم الملائكة فلابد لجنس من الأجناس تزايد وتكاثر بهذه النسبة، فمنذ أن أوجد الله الكون إلى هذه الساعة يدخل إلى البيت المعمور سبعون ألفاً لا يعودون إليه، فالملائكة هم أكثر خلق الله (وما يعلم جنود ربك إلا هو)

والإنسان وكل الله به 160 ملكاً، وفي حديث عند الطبراني: [وكل الله بالمؤمن 160 ملكاً يحفظونه للبصر من ذلك سبعة أملاك] وهو في المعجم الكبير وسنده ضعيف.

والله يشير إلى هذا في كتابه (له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) فهناك ملائكة تتعاقب على حراسته وحفظه ويعقب بعضها بعضاً في تقييد عمله وتسطير ما يحصل منه.

وقد جرى في السماء السادسة عند رؤية نبينا عليه الصلاة والسلام لنبي الله موسى كليم الله موقفٌ ينبغي أن نقف عنده.

المحاضرة الثانية عشرة:6/ 4/1412هـ

هذا الموقف لما تجاوز نبينا عليه الصلاة والسلام موسى بكى – أي موسى- فقيل له ما يبكيك؟ قال: أبكي لأن غلاماً بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي] هذه رواية وورد أيضاً في رواية ابن مسعود رضي الله عنه [أن نبينا عليه الصلاة والسلام لما مر بموسى هو يرفع صوته فيقول: أكرمْتَهُ، وفضلْتَهُ، فقال نبينا عليه الصلاة والسلام من هذا؟ فقال جبريل: هذا موسى، قال: ومن يعاتب؟ فقال: يعاتب ربه فيك، قال: كيف يرفع صوته على ربه؟ فقال: إن الله قد عرف له حدته] أي انفعاله وغضبه.

وفي رواية في مسند أبي يعلى والبزار بسند حسن [أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال: سمعت صوتا وتذمرا فسألت جبريل، فقال هذا موسى، قلت ـ على من تذمر؟ قال: على ربه، قلت: على ربه؟! قال: إنه قد عرف ذلك منه.]

والتذمر شبه الاعتراض والتأثر.

وهذا الموقف الذي جرى من نبي الله موسى ينبغي أن نقف عنده لنحلله وننظر إليه:

ما جرى من نبي الله موسى عليه الصلاة و السلام لا يعتبر حسداً، فالحسد من الكبائر والأنبياء معصومون عن ذلك، وحاشا لنبي أن يكون حسوداً وحاسداً لأحد على ما فضله الله وأنعم به عليه.

فإن قيل: فما تعليل هذا الكلام إذن؟

نقول: إن موسى عليه الصلاة والسلام قال ما قال من باب الحزن على ما فاته من؟؟؟؟ الذي سبقه به محمد عليه الصلاة والسلام، وكان ذلك الحزن منه بسبب أمته – نبي إسرائيل فعندما لم يتبعوه على الوجه الكامل المرضي لم يكن لهم من الحسنات كما لهذه الأمة ولو اتبعوه ابتاعاً كاملاً لحصل هم حسنات ثم كتبت حسناتهم في صحيفة نبي الله موسى من دل على خير فله أجر فاعله، ولذلك نبينا عليه الصلاة والسلام له أجر هذه الأمة إلى أن تقوم الساعة.

ولعل الله أعلم موسى بذلك وأن هذه الأمة حالها ليس كحال أمتك ومن أجل هذا ارتفع هذا النبي عليك لزيادة قدره عندي لأن حسناته لم يأت بها أحد من خلقي، فعدا عن حسناته الخاصة وجهده الذاتي فإن له حسنات تأتي بسببه بعد ذلك فيكتب له أجره إلى يوم القيامة.

فموسى عليه الصلاة والسلام عندما جاوزه نبينا عليه الصلاة والسلام بدأ يحصل منه هذا التذمر لا من باب حسد نبينا عليه الصلاة والسلام إنما من باب الحزن على ما فرطت به بنو إسرائيل مما أدى به إلى أن تكون منزلته نازلة.

وأضرب لكم مثلاً: لو أن عندك ولداً عنيداً بليداً وأنت تبذل ما في وسعك لتوجيهه فلا يتوجه. ثم مرَّ بك بعد ذلك بعض أولاد أصحابك وكان عليه ذكاء ونجابة وألمعية فأنت قد يحصل منك الآن تذمر وانفعال وغضب على ولدك وقد يسوء كلامك وخلقك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

وهذاهو الذي حصل من نبي الله موسى، فإنه ليس من باب الحسد إنما من باب الحزن والتأنيب لقومه وأمته على ما تسببوا به من إنزال مرتبته.

ونسأل الله أن لا يجعلنا ممن يسودون وجه نبينا عليه الصلاة والسلام وأن يجعل نبينا عليه الصلاة والسلام يباهي بنا الأمم يوم القيامة، إنه على كل شيء قدير.

2 - قوله عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه غلام، وليس في هذا تحقير فانتبه لهذا فإن الإنسان يمر بأربعة مراحل رئيسة في عمره:

أ- المرحلة الأولى: غلام، ما دون التكليف من 15 سنة فما دونها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير