تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالعرب في الجاهلية يعتبرون الذكور من الأولاد زينة الحياة الدنيا، ويعتبرون الإناث من مصائب الحياة الدنيا.

ولهذا اكتفي في النص القرآني في هذين المقامين بذكر البنين فحسب، لما أن السياق يقتضيه.

والله أعلم وأحكم.

ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[06 - 06 - 08, 03:42 ص]ـ

الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد:

فإن كلمة "البنين" لا تشمل إلا الذكور، والدليل الآية التي سقتها حفظك الله تعالى:

{وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} الأنعام100

والعطف يقتضي التغاير، فتعين أن يكون "البنين" غير "البنات" لتوسيط حرف العطف بينهما.

ولا يرد على هذا الكلام ما سيق من قوله تعالى:

(ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد)، لأن لفظ "الولد" يختلف عن لفظ "البنين"، ولا خلاف في أنه يشمل الذكور والإناث.

يضاف إليه أن كلمة "البنين" جمع لـ "ابن" التي لا تطلق إلا على الذكر،، وهي من الملحق بجمع المذكر السالم، أما الأنثى فيقال: "بنت".

والسؤال الوارد هنا:

إذا كان المقصود بكلمة "البنين" الذكور من الأولاد فقط، فكيف لم يرد ذكر البنات في الآية؟؟

والجواب وبالله التوفيق أن يقال:

في الآية الأولى:

{وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} النحل72

السياق فيه امتنان الحق تبارك وتعالى على العرب المخاطبين بهذا الكلام، وإذا كان العرب يعتبرون ولادة الأنثى مصيبة وليست نعمة؛ لم يذكرها أثناء الامتنان، واكتفى بذكر ما يعتقدونه نعمة؛ وهو الذكر، ولذلك ختم الآية بقوله: (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ).

وكذلك الآية الثانية: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً} الكهف46

فالعرب في الجاهلية يعتبرون الذكور من الأولاد زينة الحياة الدنيا، ويعتبرون الإناث من مصائب الحياة الدنيا.

ولهذا اكتفي في النص القرآني في هذين المقامين بذكر البنين فحسب، لما أن السياق يقتضيه.

والله أعلم وأحكم.

أحسنت بارك الله فيك .. وزادك من فضله.

وهذه شبه تكملة:

"الولد "معتبر فيه خصوص الولادة والإنجاب .. ويشمل عموم الذكر والأنثى

"الابن" أعم من الولادة والانجاب لكنه خاص بالذكور .. فبين اللفظين عموم وخصوص من وجه ..

فيقال" ابن السبيل" ولا يقال" ولد السبيل" ويقال "ابن البلد" ولا يقال "ولد البلد"

ولهذه النكتة جاء نفي الولد عن الله تعالى في القرآن ليكون الرد على جميع الفرق بلفظ واحد فاليهود والنصارى جعلوا له ابنا والمشركون جعلوا له بنات .. ونفي الولد نفي لكل ...

وانظر إلى دقة القرآن في هذه الآية:

{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} المائدة18

فقولهم "أبناء الله "يعنى انتسابا خاصا وهذا هو مرادهم .. ولا يجرؤون على قول: نحن أولاده لظهور بطلانه.

ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[06 - 06 - 08, 07:33 ص]ـ

ماشاء الله

رائع

جزاكم الله خيرا.

ـ[محمد عبده العربي]ــــــــ[06 - 06 - 08, 07:13 م]ـ

بانتظار اجابة الشق الثاني من السؤال يا اخوة بارك الله فيكم

هل كلمة سبط لا تطلق الا على ابن البنت؟؟؟

وهل كلمة حفيد لا تطلق الا على ابن الابن؟؟؟

ـ[رأفت المصري]ــــــــ[06 - 06 - 08, 10:10 م]ـ

أبا عبد المعزّ، وفيك بارك يا أخي الحبيب .. وفتح علينا وعليكم أسرار الكتاب الكريم، قد أتيت بالتكملة فكانت أبهى مما أكملت، وحلة اكتسى بها الكلام فكأجمل عقد منضود ظهرت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير