ـ[نزيه حرفوش]ــــــــ[05 - 08 - 08, 12:19 ص]ـ
هذه التساؤلات كان يكفي بها سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير لأن الذي روى هذه القصة هو الحق جل في علاه في أصدق كتاب وأما كيف نفوض الأمر لله سبحانه فهو القادر على ان يبقيه في بطن الحوت حيا أو ميتا محفوظا من عوامل التغيير كما حفظ أصحاب الكهف ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا دون أن يتغير منهم شيءولو أخضعنا لبثهم في الكهف لقوانين الطبيعة لقلنا بتغير حالهم خلال فترة وجيزة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - 08 - 08, 01:31 ص]ـ
هذه الآية على غرار الآية الأخرى {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}.
ورد عن بعض السلف أنه خرج في جنازة فقال: (هذا برزخ إلى يوم يبعثون).
فالغاية متعلقة بالبعث لا باللبث؛ أي أنه سيلبث في بطنه ولا يعود إلى الحياة إلا يوم يبعثون، وليس المراد أنه سيظل في بطن الحوت، ولا حتى أن الحوت نفسه سيظل إلى يوم يبعثون.
وكذلك في الآية الأخرى؛ لا يقول أحد إن هذا القبر لا بد أن يظل إلى يوم يبعثون، ولا أن أحدا لا يستطيع أن ينبش القبور مثلا فيخرج منها الموتى (فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بنبش قبور المشركين ليبني المسجد كما في الصحيحين)، ولا أن المقبور لا يمكن نقله إلى قبر آخر (فبعض الصحابة قد نقل جثة والده من قبر إلى قبر آخر).
خلاصة القول أن المراد (للبث في بطن الحوت حتى يموت فيظل ميتا إلى يوم يبعثون).
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[05 - 08 - 08, 05:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا الكريم أبا مالك العوضي وبارك فيك وزادنا انتفاعًا بعلمكم ووفاءً لكم.
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[06 - 08 - 08, 01:49 ص]ـ
خلاصة القول أن المراد (للبث في بطن الحوت حتى يموت فيظل ميتا إلى يوم يبعثون).
هذا قول ضعيف بعيد عن سياق الآيات و معانيها الجليلة بما تحمله من إعجاز.
قال تعالى: ((فلولا أنه كان من المسبحين * للبثَ في بطنِهِ إلى يوم يُبعثون)).
و المتأمل في الآية يجدها تحوم حول كلمة اللبث،أي أن سيدنا يونس- عليه السلام - لو لم يهتد إلى التسبيح و التضرع إلى الله أن ينجيه مما هو فيه لظل على حاله ذاك أي قابعا في بطن الحوت في الظلمات،
و الذي أبقاه حيا طيلة مدة ابتلائه في بطن الحوت (و روي عن بعضهم أنه لبث أربعين يوما) قادر سبحانه على ابقائه و الحوت زمنا أطول قد يصل إلى يوم البعث و كانت ستكون آية أخرى من آياته جل و علا، و هذا ما عبر عنه الفاضل أبو عبد المعز أعلاه في حديثه عن العالم الافتراضي،أو باختصار شديد: المعجزة الإلهية ..
و مادة (اللبث) في القرآن الكريم غزيرة،وردت في مواضع مختلفة،و قد أتت في أكثرها،بما يوحي بالمكث على حال واحد و لزومه زمنا يبقي الله عليه صاحبه،فتكون له اختبارا أو آيةأو غيرهما.
"فلبث في السجن بضع سنين"
"لابثين فيها أحقابا"
"فلبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا"
"فلبثت سنين في أهل مدين "
" فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما"
و تأمل أيضا في هذه الآيات و غيرها، تجد أن كلمة "لبث" دوما تتبعها مدة زمنية تحدد مقدار اللبث،و هذا يرجح بقوة الاحتمال أعلاه أي اللبث إلى يوم يبعثون حقيقة لا تأويلا.،،مع الأخذ بعين الاعتبار معنى اللبث كما وضحنا و هو لزوم الحال الذي كان عليه، المكث في بطن الحوت.
أما عن قوله تعالى (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)
فقد أتيت بأثر مروي عن أحد السلف و فسرت الآية على مقتضاه بما لا يتماشى مع السياق بل مع القصة بأكملها.
فهو تأويل لا يخلو من تكلف،و ظاهر الآية صريح و المغزى أيضا.
و مثلها قوله تعالى مخبرا عن أمر ابليس نعوذ بالله من شره: (قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون*قال فإنك من المنظرين * إلى يوم الوقت المعلوم) أي - على قول الجهمور: الوقت الذي يموت فيه الخلائق وهو النفخة الأولى.
و هذا اقتباس من كلام العلامة ابن عاشور رحمه الله تعالى لا يخلو من فوائد في تفسير قوله عز و جل: (لولا أن تداركه نعمة من ربه لنبذ بالعراء و هو مذموم) و هي آية ظاهرها التعارض مع قوله تعالى: (فنبذناه بالعراء و هو سقيم)
يقول صاحب التنوير:
¥