ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 02:27 ص]ـ
وفي الديوان منسوباً للشافعي:
تمنَّى رجالٌ أن أموتَ وإنْ أمُتْ ... فتلكَ سبيلٌ لستُ فيها بأوحدِ
وقد علموا لو ينفع العلم عندهم ... لئن متّ الدّاعي عليّ بمخلد
فَقلْ للذِي يبغِي خلافَ الذِي مَضَى ... تهيأ لأخرى مثلها فكأن قدِ ()
لعل الذي يبغي ردائي ويرتجي ... به قبل موتي أن يكون هو الردي ()
والتحقيق أنه تمثل بها تمثلاً وليست له رحمه الله وذلك من أجل أمور:
الأول: أن الشافعي تمثل بها تمثلاً، وأصحابه رووا ذلك فاهمين أنه ما كان ينشدها لنفسه إنما يتمثل بها، قال محمد بن عبد الحكم (): سمعت أشهب يدعو على الشافعي بالموت. فذكرت ذلك له فأنشد متمثلاً ... البيتين.
وقال ابن العديم في تاريخ حلب: أخبرنا أبو هشام قال: أخبرنا عبد الكريم بن أبي بكر قال: أخبرنا أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري - بقراءتي عليه - قال: أخبرنا إسماعيل ابن مسعدة الإسماعيلي - قراءة عليه - قال: أخبرنا حمزة بن يوسف القرشي قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال: سمعت الحسن بن سفيان يقول: سمعت حرملة يقول: كان الشافعي رضي الله عنه كثيراً يتمثل بهذه البيتين:
تمنى رجال أن أموت وأن أمت ... فتلك سبيل لست لست فيها بأوحد
فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى ... تهيأ لأخرى مثلها فكأن قد " اهـ
الثاني: أن الأبيات كتبهما يزيد بن عبد الملك إلى هشام () لما بلغه أن فرح بمرضه.
فهما على ذلك ليس للشافعي واحتمل أن يكونا ليزيد.
الثالث: أن البيتين في ديوان عبيد بن الأبرص. []
فهما لعبيد بن الأبرص.
والله أعلم
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[13 - 01 - 10, 02:29 ص]ـ
الهوامش:
1 - البيتان: الأول والثالث في ديوان الشافعي، ص 59، ط دار الفكر بيروت. والأبيات مكتملة في الطبعات المصرية.
2 - الأبيات في " مناقب " البيهقي 2/ 73، و " تاريخ ابن عساكر " 15/ 21 / 1 و " مناقب " الرازي: 115، و " توالي التأسيس ": 83، و " عيون الاخبار " 3/ 114، و " حلية الأولياء " 9/ 149، 150، و " طبقات " السبكي 1/ 303، و " نوادر " القالي 218/ 3.
3 - (ترتيب المدارك وتقريب المسالك 2/ 453) للقاضي عياض،، و (وفيات الأعيان 1/ 239) لابن خلكان.
4 - خبرهما في مروج الذهب للمسعودي، ج: 3، ص: 246، والعقد الفريد لابن عبد ربه، ج: 2، ص: 282.
5 - هما من قصيدة مطلعها: لمن دمنة اقوت بحرة ضرغد * تلوح كعنوان الكتاب المجدد.
[ديوان عبيد بن الأبرص، ص: 65، ط: صادر بيروت]
ـ[أبو قتادة وليد الأموي]ــــــــ[14 - 01 - 10, 01:42 ص]ـ
وفي ديوان الشافعي رحمه الله تعالى قوله:
حسبي بعلمي إن نفع ... ما الذل إلا في الطمع
من راقب الله نزع ... عن قبح ما كان صنع
ما طار طير وارتفع ... إلا كما طار وقع
وعزى محققه ذلك إلى كتابه (الأم)، والتحقيق أن الأبيات ليست للشافعي بل ولم أجدها في كتابه (الأم) فالله أعلم أينا الواهم!
أما عن قائلها فلا أكتم خبراً، إني لما شمرت عن ساعدي الجد في إبطال نسبة بعض الأبيات في ذلك الديوان وكنت قد حفظت الديوان، كنت لا يقع بصري على بعض أبياته في كتاب ما إلا حرصت على معرفة قائلها في موضع ذلك الكتاب، وأول ما رأيت هذه الأبيات رأيتها وأنا أطالع كتاب (أخبار النحويين) لأبي طاهر المقرئ في ترجمة أبي زيد الأنصاري؛ قال مصنفه:" قال أحمد بن يحيى كان أبو زيد يقول لأصحابه:
اقتربوا قرف القَمَع ... إني إذا موت كنع
لا أتوقى بالجزع
ما طار شيءٌ فارتفع ... إلا كما طار وقع
قال: وأنشدني فيها ابن الأعرابي:
حسبي بعلمي إن نفع ... ما الذل إلا في الطمع
من راقب الله نزع ... عن قبح ما كان صنع
قال أحمد بن يحيى: قِرْفَ القَمْعِ (): ما كان عليه من الوسخ، فيقول أبو زيد لأصحابه: اقتربوا يا أوساخ! " اهـ
قلت: أما قوله (اقتربوا ...... لا أتوقى بالجزع) فمعزوة في العقد الفريد وغيره إلى عبد الله بن جذل قاله يوم برزة وهو يوم لكنانة على سليم. بلفظ (أستغيث) بدلاً من (أتوقى).
فلعل أبا زيد تمثل بها تمثلاً، ومن المستبعد جداً أن يكون ابن جذل قائل:
حسبي بعلمي إن نفع ... ما الذل إلا في الطمع
من راقب الله نزع ... عن قبح ما كان صنع
فهذه إما لأبي زيد أو لغيره.
والله أعلم.
¥