تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويوضح: "إن المراد بالنظام أن تكون السورة كلاما واحدا، ثم تكون ذات مناسبة بالسورة السابقة واللاحقة، أو بالتي قبلها أو بعدها على بُعد منها، فكما أن الآيات ربما تكون معترضة، فكذلك ربما تكون السورة معترضة، وعلى هذا الأصل نرى القرآن كله كلاما واحدا، ذا مناسبة وترتيب في أجزائه، من الأول إلى الآخر؛ فتبين مما تقدم أن النظام شيء زائد على المناسبة وترتيب الأجزاء".

فلا جرم إذن أن تَعْدِل معرفة النظام والربط عند الفراهي نصف القرآن! فمن فاته النظام والربط فاته شيء كثير من فهم روح القرآن، فبالنظام يتبين كما يقول -رحمه الله- سمت الكلام، والانتفاع بالقرآن، والاستفادة من موقوفه على فهمه، ولا يمكن فهم الكلام إلا بالوقوف على تركيب أجزائه، وبيان تناسب بعضها لبعض؛ لأن الاطلاع على المراد من معاني الأجزاء لا يتأتى إلا بعد الوقوف على الناحية التأليفية ومواقع كل جزء منها.

ويؤكد الفراهي: " إن نظام القرآن ليس مقصودًا لذاته، وإنما هو المنهاج الصحيح لتدبر القرآن، وهو المرجِّح عند تضارب الأقوال، وهو المعيِّن عند تعدد الاحتمالات، وهو الإقليد الذي تُفتح به كنوز القرآن".

تفسيره: "نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان"

حاول الفراهي تطبيق نظريته في " النظام" -التي عرض لها في كتابه " دلائل النظام"- عمليا .. ووضع لذلك عنوانا عاما هو: "نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان"، وأنجز بالفعل تفسير عدد من السور- كما سبق في سرد مصنفاته- اختارها قصدًا؛ لما أشكل من نظامها أو أساليبها على كثير من المفسرين، وليحاول من ثَمَّ تطبيق نظريته عمليا، ويبدو أنه كان ينوي إكمال تناول القرآن المجيد كاملًا على هذا النسق، ولكن الأجل اخترمه -رحمه الله- قبل أن يحقق ذلك.

وكانت سبيله في معرفة النظام على الكيفية التي بيَّن في "دلائل النظام"، تبدأ بالسعي إلى استخراج ما سماه: "عمود السورة"، الذي يعني به: " العنوان الرئيسي للسورة من القرآن"؛ فمعرفته تؤدي إلى معرفة نظام القرآن كله، ولم يكن يعتمد في استخراج هذا العمود على حشد الأقاويل والروايات التي تملأ كتب التفسير؛ بل كان يعمد مباشرة إلى تدبر القرآن والنظر في معانيه وأهدافه نظرَ المطلع الخبير؛ ليهديه هذا التأمل المجرد إلى معرفة العمود، ومن ثَمَّ إدراك النظام.

وقد صرح بصعوبة هذه العملية المعرفية لاستخراج "عمود السورة "، ثم عدد أهم أسباب هذه الصعوبة، والتي يمكن تلخيصها عنه في كون القرآن نزل متشابها مثاني، وأن الكتاب نزل بالحكمة التي لا تتأتى بمجرد إلقاء المعارف، بل بإعمال الفكر والعقل .. ثم كون ما جاء به القرآن من نهاية الإيجاز هو مدار الإعجاز.

وكان جُل اعتماده في تفسيره هذا على القرآن نفسه، ويظهر هذا من تسميته إياه بـ:" نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان"، فعطَف " تأويل الفرقان" على " نظام القرآن" عطْفَ العام على الخاص، وقدم "النظام" الخاص تنويهًا بشأنه، وتنبيهًا إلى إغفال الناس عنه مع أهميته البالغة في فهم القرآن. ثم يعتمد صحاح الأحاديث في التفسير، ثم يعتني بتحقيق ألفاظ القرآن وأساليبه، بتعمقٍ وفحصٍ لمقولات الأسبقين، ولا يعرِّج على الإسرائيليات المنقولة في كتب التفسير، بل يرجع إلى الصحف الموجودة بأيدي اليهود والنصارى، لا سيما أنه درسها دراسة نقدية متعمقة، مع معرفته باللغة العبرانية، واطلاعه على الدراسات التي قامت حولها في الغرب.

ولعله قد تبين من هذا العرض الموجز مدى الخسارة التي لحقت بالأمة المحمدية - كما يقول السيد سليمان الندوي- برحيل الشيخ الفراهي قبل أن يتم إنجاز تفسيره هذا

المرجع: http://www6.mashy.com/islameyat/figures/list/---..--

ـ[صالح الطريف]ــــــــ[08 - 11 - 09, 08:04 م]ـ

ماهي المطبعة العربية التي طبعت كتب الشيخ رحمه الله تعالى

ـ[أبو وئام]ــــــــ[11 - 11 - 09, 06:35 م]ـ

أنظر هذا الموقع موقع نظام القرآن

http://www.nizamulquran.org/index.html

وقد سبق لي تحميل أحد كتب الشيخ من مداخلة بالألوكة سأضع رابطها في أقرب فرصة

ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[03 - 05 - 10, 02:29 م]ـ

بارك الله فيكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير