ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 04:58 م]ـ
قوله تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتابِ وأخر متشابهات).
تدل أن من القرآن محكماً ومنه متشابها ً.
وقد جاءتْ آيات أخرى تدلُّ أنَّ كله محكمٌ (كتابٌ أحكمتْ ءاياتُه ثم فصلت من لدن حكيم خبير)، وآية تدلُّ أنه كله متشابه (كتاباً متشابهاً مثاني).
الجمع:
أنَّ معنى كونه (محكماً) أنه في غاية الإحكام والإتقان في ألفاظه ومعانيه وإعجازه.
وأنَّ معنى كونه (متشابهاً) أن آياتِه يشبهُ بعضُها بعضاً في الحُسْن ِ والصدق ِ والإعجاز.
وأن معنى كونِ بعضه (محكما ً) وبعضه (متشابها ً) أن المحكمَ منهُ: هو واضحٌ المعنى لكل الناس، كقوله (ولا تقربوا الزنى) والمتشابه: ما خفيَ علمُع على غير الراسخين في العلم، بناءً أن (والراسخون في العلم) عاطفة.
قوله تعالى (لا يتخذ ِ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين)
توهم أن اتخاذَ الكفار ِ أولياء إذا لمْ يكنْ من دون ِ المؤْمنين لا بأس به لقوله (من دون المؤمنين).
وقد جاءتْ آيات أخر تدل على منع اتخاذهم أولياء مطلقا ً كقوله (ولا تتخذوا منهم ولياً ولا نصيرًا).
الجمع:
أن قوله (من دون المؤمنين) لا مفهومَ له، وقد تقرر في علم ِ الأصول: أن -دليل الخطاب - أي: مفهوم المخالفة - له موانع تمنعُ اعْتباره.
منها: كونُ تخصيص المنطوق بالذكر؛ لأجل ِ موافقته الواقع، كما في الآية؛ لأنها نزلت في قوم ٍ والوا اليهود دون المؤمنين، فنزلت ناهية ً عن الصورة الوافقة من غير قصد التخصيص بها، بل موالاة الكفار حرامٌ مطلقا ً، والله أعلم.
قوله تعالى (هناك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من دلنْك ذرية طيبة ً ... )
تدل أن زكريا - عليه السلام - ليس عنده شكٌّ على قدرة الله على أن يرزقه الولد، على ما كان منهُ منْ كبر السنِّ.
وقد جاء في آية آخرى ما يوهم خلافه، بقوله (قال ربِّ أنى يكون لي غلامٌ وقد بلغني الكبرُ وامرأتي عاقر).
الجمع عنْ هذا بأمور:
الأول: ما أخرجه ابن جرير عن عكرمة عن السدي: أن زكريا لما نادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحرام (أن الله يبشرك بيحيى) قال له الشيطان: ليش هذا نداء الملائكة، وإنما هو نداء الشيطان، فدخل زكريا الشك، فقال عند ذلك الشك قبل تيقنه أن من الله (أنى يكون لي غلام)، ولذا طلب من الله (رب اجعلْ لي ءاية).
الثاني: أن استفهامه استهام استعلام واستخبار؛ لأنه لا يدري هل يأتيه الله بالولد من زوجه العجوز، أو يأمره أن يتزوج شابة، أوْ يردَّهما شابَّيْن.
الثالث: أنه استفهام استعظام وتعجب من كمال قدرة الله تعالى.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[16 - 10 - 10, 09:18 م]ـ
للرفع