تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال أبو الحسين بن المنادي - من أصحابنا - رحمه الله -: الثقل في اللسان عن رطوبة حادثة ربما ذهب بالاستفراغ، فإن هي لم تزل، وكانت لازمة فكثرة الدرس تخففها شيئا، والسواك، وإدمان الحركة ينشفان بعضها، فإن انتقل إلى الاصطكاك لم يبق لقارئ هذه صفته إلا الزمزمة والقراءة بقلبه، وإن لم يزمزم فإن كان القارئ أَرَتًّا - وهو الذي يدغم حرفا في حرف - فإنه يجب أن يصر حين القطع ليتمكن بمدافعة النفَس علوا، ثم يأخذ في قراءته ولْيُعْلِ من صوته قليلا في تعاهد حسن وإقدام على درسه.

وإن كان تمتاما - وهو الذي يكرر التاء - فإنه يستعمل مثل ما ذكرناه من الأرتّ وزيادة، بحسب قوة العارض من كل ما يدفعه به؛ فيشدد صوته، ويمد نفسه، ويصلب فكيه، فإن كانت التمتمة تبقى بفكيه طويلا أطبق فاه وابتلع ريقه، وأخرج الكلام بين ذلك قليلا قليلا، فإذا علق بلسانه فلْيُقِمْ صدره ورأسه بتمديد، وليجتنب الشغل بغير درسه إلى منتهى مراده، وليتقِ من المأكل ما يكون عونا لدائه، وليتناول من الأغذية أدهنها له، وليراقب كثرة الكلام ما استطاع، فإن تدرج بذلك وإلا فليس بعد الاجتهاد حال.

والفأفأة هو الذي يكرر الفاء مثل ذلك.

وأما اللُّثْغة في بعض حروف التهجي، فإن كانت عسيرة لم ينجح فيها الدواء، وكان الاحتيال في إذهابها شغلا غير ربيح، وإن كانت يسيرة سهل علاجها، ونقصت نقصانا بيِّنا.

فمن اللُّثَّغِ من تتغير الراء في لسانه فتكون على درجة اللام أو الغين، ومنهم من تتغير الراء في لسانه فتكون على درجة النون أو الياء، ومنهم من يلثغ بالكاف فيخرجها الصوت في طريقة القاف سواء، ومنهم من يلثغ بالغين فيخرجها الصوت في طريقة العين، ومنهم من يخرج الحاء مزحلقة بالصوت في مدرجة الياء الكائنة في أدنى الفم، ومنهم من ينطق بالسين ثاء، ومنهم من ينطق بالشين تاء، ومنهم من يبدل العين في منطقة همزة، والغين كذلك.

ومنهم من ينطق بالسين شينا، والياء سينا، وبالصاد زايا، وباللام ياء.

وأقوى ما يكون في شيء مما ذكرناه إذا كان ساكنا، وهو في حال الحركة أكثر ممرا على اللسان والصوت، فلْيَحْتَلِ المبتلَوْنَ بذلك في إذهابه، وإن كان ذا خفة، بتهجي ذلك وتقطيعه، وليستعمل صاحب كل حرف من الحروف المنقلبة طرف لسانه بحنكه وفكيه فيحركهما ليتبعه صُعَاق الحروف المفقودة فيه.

فإن جاهد ذلك بطول السعي وتكرير التثقيل فانتفع به وإلا فلا بد له من الدنو إلى الصواب، فإن لم يغلب شهوته لدفع ذلك عنه فليخفض صوته بالحرف المعلول، وليجهر بما سواه، فإن تجويده للعليل زيادة في علته، وإذا كان ذلك فهمسه أصلح من جهره. أعاذنا الله وإياكم من العلل، وسلمنا من الزلل، واستعملنا بحسن القول والعمل، إن شاء الله.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:17 م]ـ

باب زائد في الكتاب: في عيوب اللفظ

قال محمد بن يزيد المبرد النحوي - رحمه الله -: التمتمة: الترديد في التاء، والفأفأة: الترديد في الفاء، والعُقْلَةُ: التواء اللسان عند إرادة الكلام، والحُبْسَة: تعذر الكلام عند إرادته، واللَّفَفُ: إدخال حرف في حرف، والرُّتَّةُ: كالرَّتَجِ تمنع أول الكلام، فإذا جاء منه شيء اتصل. والغَمْغَمَة أن تسمع الصوت ولا يبين لك تقطيع الحروف، والطَّمْطَمَةُ أن يكون مشبها لكلام العجم، واللُّكْنة أن تعترض على الكلام اللغة الأعجمية، واللّثْغة: أن يعدل بحرف إلى حرف، والغُنَّة، يشرب الحرف صوت الخيشوم، والخُنَّة أشد منها، والترخيم: حذف الكلام.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:17 م]ـ

فصل

قال: الرُّتة تكون غريزة، وتكون في الأشراف، والغمغمة قد تكون من الكلام وغيره، لأنه صوت لا يفهم تقطيع حروفه.

قال: وبنو عمرو بن تميم إذا ذكرت كاف المؤنث فوقفت عليها أبدلت منها شينا، لقرب الشين من الكاف في المخرج، وأنها مهموسة مثلها، فأرادوا البيان في الوقف لأن في الشين تَفَشِّيا، فيقول للمرأة: جعل الله البركة في دَارِشْ، وويحكِ مالَشْ، والتي يدرجونها يتركونها كافا، والتي يقفون عليها يتركونها شينا.

وأما بكر فتختلف في الكسكسة، فمنهم من يبدل من الكاف سينا غير معجمة، ومنهم من يبين حركة الكاف المؤنث في الوقف بالسين، فيزيدونها بعدها، فيقولون: أعطيتكس.

وقال ابن المقفع: إذا كثر تقليب اللسان رقت جوانبه ولانت عذبته. وقال العتابي: إذا حُبِسَ اللسان عن الاستعمال اشتدت عليه مخارج الحروف.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:18 م]ـ

فصل

وقال أبو عثمان: من عيوب اللفظ اللجلاج، والتمتام، والفأفاء، والألثغ، وذو الحبسة، والحكلة، والرتة، وذو اللفف، والعجلة.

والحروف التي تدخلها اللثغة أربعة: القاف والسين والراء واللام، فأما القاف فيجعلها طاء، فإذا أراد أن يقول (قلت له) قال (طلت له). وأما السين فيقول (بثم الله) إذا أراد أن يقول (بسم الله) يجعلها ثاء. وأما اللام فمنهم من يجعلها ياء، فيقول (جَمَي) في (جمل)، ومنهم من يجعلها كافا، إذا أراد أن يقول (ما العلة في هذا) قال (مَكْعِكَّة في هذا). وأما الراء فيعرض لها أربعة أحرف: يجعلها ياء، فيقول في (عمرو) (عمي)، أو ذالا (عمذ)، أو ظاء فيقول (مَظَّة) مكان (مرة)، أو ياء فيقول (مَيَّة) مكان (مرة).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير