تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:15 م]ـ

باب: صفة الهمس والمخافتة حين الدرس

إذا كان القارئ مخافتا في صلاته أو غيرها، فقد قال عبد الله بن مسعود: (لم يُخافت مَن أسمع أذنيه). وقال قتادة: إما أسمعت أذنيك فلست بمخافت)، وهذه الصفة حلية لقراءة المصلين وغيرهم، ليلا كان ذلك أو نهارا، نفلا كان أو فرضا، إلا أن صلاة النهار غير مجهور بقراءتها، إلا صلاة الفجر والجمعة، وصلاة الليل مجهور بها في الأُولَيَيْنِ من المغرب والعشاء، وقد رُويَ أن صلاة النهار عجماء، وقيل: يا رسول الله: إن ها هنا قوما يجهرون بالقراءة في صلاة النهار، يعني الظهر والعصر، فقال: (ارموهم بالبعر). ووردت السنة بالجهر في صلاة العيدين، وأما حديث أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُسْمِعُهُم الآية والآيتين في الظهر والعصر، فعلى سبيل السهو أو إعلامهم أنه يقرأ فيها بغير الفاتحة، أو ليعرفهم تقدير ما يقرأون فيها، كما رُوي أنه قرأ بـ (الشمس وضحاها) و (والليل إذا يغشى)، وقال: أحببت أن أقدر لكم ما تقرأون في هذه الصلاة.

ولا بد أن يُسمِع أذنيه في الصلاة ما يقرأ به، وكذلك الأذكار في الصلاة وما محله اللسان، وأما في غير الصلاة فقال أبو الحسين بن المنادي: صفة التخافت تحريك اللسان والشفتين عن قلوص نفَس لا صوت له ولا همهمة ولا همس ولا زمزمة، إلا أنه متى ترك استعمال اللسان فليس بقارئ.

والهمهمة إخراج أدنى صوت لا تفهم معه الحروف، والزمزمة إفهام بعض الحروف دون بعضها، فافهم ذلك وتدبره، فإنه لطيف.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:16 م]ـ

باب: المأثور في رفع الصوت وخفته

روى جبير بن مطعم قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأكلّمه في أُسارى بدر، فوافقته وهو يصلي بأصحابه صلاة العشاء أو المغرب، قال: فسمعته وهو يقرأ وقد خرج صوته من المسجد (إن عذاب ربك لواقع، ما له من دافع)، قال: فكأنما صدّع قلبي.

وعن أم هانئ قالت: كنا نسمع قراءة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جوف الليل عند الكعبة، وأنا على عرشي.

وعن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: تهجّدَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيته، وتهجد عَبَّاد من بني الأشهل في المسجد، فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته فقال: يا عائشة صوت عباد؟ قلت: نعم. قال: اللهم ارحم عبادا.

وقال النعمان بن أبي عياش: لقد أدركت الناس وهم يجهرون بالقراءة في صلاة الليل في منازلهم.

وقال الحسن البصري - رحمه الله -: لا بأس بذلك ما لم يخالطه رياء.

وقال أشعث الحُدَانيّ: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقلت: يا رسول الله، إن لي صوتا بالقرآن، وإذا قرأت يرتفع صوتي، فقال: إذا استقامت نيتك فلا بأس.

وقال ابن عباس: أنزلت هذه الآية (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالقرآن وهو بمكة فتأذى بقراءته المشركون فيؤذَى، فقال الله (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا). وعن أي عمر أنه كان في قراءة الليل يرفع صوته.

وخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة إلى المسجد وأصحابه يتهجدون فوجد أبا بكر الصديق يخافت بالقراءة، وعمر بن الخطاب يجهر بها، وآخر يقرأ آية من ها هنا وآية من ها هنا، فسألهم من الغد، فقال أبو بكر: قد أسمعت من ناجيت، وقال عمر: أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان وأرضي الرحمن، وقال الآخر: كل حسن جمع بعضه إلى بعض، فأنا أقرأ من ها هنا ومن ها هنا.

وأما حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعجبه الرجل الرقيق الصوت الخفيض، ويكره المجهار، فهو محمول على الجهر الشديد الفَظِع، وكذلك ما رُوِيَ نحو.

وقال سعيد بن جبير: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجهر بالبسملة بمكة فكانت قريش تقول: يعني بالرحمن رحمان اليمامة، فنزل (ولا تجهر بصلاتك) أي يعني بقراءتك ذلك، فلم يعد إلى الجهر بها.

ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 - 09 - 09, 09:16 م]ـ

باب: وصف العوارض باللسان، والحيلة في إذهاب بعضها من الإنسان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير