قال الشيخ أبوعبود عبدالله عبود باحمران – حفظه الله – في التعريف الرابع من كتابه (تعريف اولي النهى والاحلام بما في تعريف محمود سعيد ممدوح من الاخطاء والاوهام):
فالخطأ عند ممدوح وحده فقط , والذي جازف وتعدّى وتهوّر فقال في (تنبيهه) (ص167):" فانظر – رحمني الله وإياك- إلى هذا الاضطراب, يقول أولاً شاذ أو منكر, ثُمَّ يقول هذا إسناد جيد, ثُم يختار النكارة. فكيف تجتمع النكارة مع جودة الإسناد, حيث إنَّ النكارة يشترط لثبوتها- على التعريف المذكور- ضعف الراوي, فهل يجود إسناد فيه راو ضعيف؟! وهكذا يقع المتعدي على الصحيح في ضروب من التناقضات والأخطاء والأوهام." اهـ.
لا يُجوَّدُ إسنادٌ فيه راوٍ ضعيف يا مضطرب العقل, ويا متناقض الفهم, ويا مَنْ هو واقع في الخطإ والوهم, يا صاحب "كتاب علل".
ألم تقل يا متناقض الفهم في (ص146) مِنْ (تنبيهك) على تعدّيك وظلمك: " والنكارة تطلق على معان:
1 - أحدها مرادف للشاذ وهو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.
2 - مخالفة الراوي الضعيف لمن هو ثقة أو أرجح منه"؟
تأمَّل: يا مضطرب الفهم حكم الشيخ ناصر الدين بالنكارة إنَّما هو مرادف للشاذ, لذلك جوَّد إسناده لأن فيه حسن الحديث أي: مقبول الحديث.
وأنت يا مَنْ هو واقع في ألخطإِ والتناقض قلت في (ص138) مِنْ (تنبيهك) على جورك: " فالشذوذ عند المحدثين يطلق على معنيين:
1 - مخالفة المقبول لمن هو أولى منه, وهذا هو المعتمد." اهـ.
المقبول خالف مَنْ هو أولى منه فماذا يكون سنده, أيكون فيه راوٍ ضعيف؟.
وممدوح طالما دندن – بما هو صحيح - لا تلازم بين الحكم على السند والحكم على المتن, فيكون السندُ ضعيفاً والمتنُ ثابتاً, ويكون السندُ ظاهره الصحة والمتنُ شاذاً أو منكراً, وكذا يكون السندُ ظاهره الحُسن ويكون المتنُ منكراً.
ممدوح تغافل عن هذا – وقد يكون نسيه- ليتعدى على الشيخ العَلَم الشيخ ناصر الدين الألباني – رحمه الله-.
** قال ابن الصلاح في (علوم الحديث) (ص43): " قولهم هذا حديث صحيحُ الإسناد أو حسن الإسناد دون قولهم: هذا حديث صحيح أو حديث حسن، لأنه قد يقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولا يصح لكونه شاذًا أو معللا " اهـ.
وقد سبق أنَّ الشاذ والمنكر سيّان.
** قال ممدوح في (1/ 326): " ولله در العلماء الحديث فكانوا يفرقون بين الإسناد والحديث في الحكم" اهـ.
فالشيخ ناصر الدين الألباني – بشهادة ممدوح المغصوبة – مع علماء الحديث.
وإليك ما يثبت صحة فقه وعمل الشيخ ناصر الدين الألباني , وما به يظهر ممدوح بما يليق به:
1) قال عبدالله بن أحمد في (العلل ومعرفة الرجال) (3/ 83 - 84) رقم (4286):
" حدثني أبي قال: حدثني يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن صفوان بن عسال قال: قال رجل من اليهود: انطلق بنا إلى هذا النبي قال: لا تقل النبي فإنه لو سمعها كان له أربعة أعين.
وقص الحديث فقالا: نشهد أنك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
سمعت أبي يقول: خالف يحيى بن سعيد غير واحد فقالوا: نشهد أنك نبي.
قال أبي: ولو قالوا نشهد أنك رسول الله كانا قد أسلما. ولكن يحيى أخطأ فيه خطأً قبيحا." اهـ.
فقد حكم الإمام أحمد على رواية يحي هذه بالخطإِ القبيح, والذي أقل معناه النكارة وذلك لفساد المعنى.
فَمَنْ يحي هذا؟
هو يحي بن سعيد القطان, والذي قال فيه أحمد نفسه: " ما رأينا مثل يحي بن سعيد في هذا الشأن –يعني في الحديث –" اهـ.
** وقال أيضاً: " لم يكن في زمان يحي القطان مثله" اهـ. من (الجرح والتعديل) (9/ 150 - 151).
مِنْ حُكم الإمام هذا نأخذ – تعلٌَّمًا وتفقٌّهًاًً- أن النكارة تطلق على رواية الراوي الذي هو أرفع مِنْ ثقة. فكيف برواية الثقة؟ فكيف برواية حسن الحديث؟.
فكيف الحكم بالنكارة على الرواية ليس خاصاً برواية الراوي الضعيف.
2) قال عبدالله بن أحمد في (العلل) (3/ 163/4730):" سمعت أبي يقول: وذكر يحيى بن آدم فقال: أخطأ في حديث ابن مبارك عن خالد عن أبي قلابة عن كعب قال: قال الله جل وعز: أنا أشج وأداوي.
قال يحيى بن آدم وأخطأ خطأً قبيحًا فقال: أنا أسحر وأداوي " اهـ.
ويحي بن أدم هو ابن سليمان أبو زكريا من الثقات المشهورين, قال فيه الحافظ في كتابه القيم العظيم – على رغم أنف ممدوح – (التقريب): " ثقة حافظ فاضل" اهـ.
¥