تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ج: أقول: ميزة النظم -دائما- أنه يسهل حفظه، فهم ينظمون النظم لأجل الحفظ، فمن أراد أن يحفظ لا بأس، والنظم قد يكون يكون مستوعبا للمتن الذي نظم به، ونظم الصنعاني -في ظني- أنه الذي اسمه "قصب السكر في نظم نخبة الفكر" يعني: عهدي به قديم جدا، وأنا كنت حفظت بعضه على الشيخ عبد الوهاب جبرين، وكان يشرح لي هذا يمكن قبل عشرين سنة، يعني: كان نظما جيدا، وفعلا -يعني- مستوعب لنخبة الفكر فيما أذكر؛ لأنني لا أذكر -يعني- آخره، لكنني يمكن مشيت فيه إلى المنتصف تقريبا، أو إلى هذا الحد، فالمهم يعني: الخلاصة أن النظم ميزته الحفظ، والذي لا يريد أن يحفظ، فليس هناك ما يلجئه للنظم، فبإمكانه أن يعمد للأصل، وهو المتن المنظوم.

س: يقول أحد الأخوة، يقول: الأئمة والمؤذنون لهم دور كبير في المجتمع، أرجو النظر في مشكلتهم، حيث يصعب عليهم الحضور بعد العصر مباشرة وكذا بعد المغرب والعشاء مباشرة، فحبذا لو يتأخر الدرس ربع ساعة بعد الصلاة؛ لكي يتمكنوا من الحضور.

ج: أقول: والله يعني، فعلا يعني: المؤذنون لا بد من مراعاتهم، لكن المشكلة -أحيانا- المراعاة تكون على حساب عموم الآخرين، لكن فيما أعرف أن درس بعد العصر لا يكون مباشرة.

الدرس بعد العصر يبتدئ أربعة ونصف، ففيه مجال، يعني: رحب للمؤذن أما الذي بعد المغرب، فالذي يظهر من الشيخ سيبدأ مباشرة، لكن المؤذن إذا صلى بمسجده، وجاء ليؤدي سنة المغرب في هذا المسجد، على اعتبار أنها -أيضا- تكفيه عن تحية المسجد، فالظاهر -إن شاء الله- يعني: يلتزم مع الشيخ من بدايته، فالشيخ -أيضا- سيؤدي السنة الراتبة، فلا يفوته -إن شاء الله- شيء كثير، وكذلك -أيضا- الدرس الذي بعد العشاء، يعني: يمكن أن نجعل -مثلا- بداية الدرس عبارة عن أسئلة -يعني- بالنسبة لنخبة الفكر مراجعة للدرس السابق، وهذه الأسئلة يمكن تأخيرها أقل من ربع ساعة، ثم نبتدئ في الدرس، وإن شاء الله نحاول أن نجمع بين المؤذنين وغيرهم.

س: نفس السؤال هذا هو هو ... يقول: ما صحة نسبة الكتب للإمام أحمد كالزهد والتفسير وغيرها، ولماذا كان ينهى الإمام عن كتابة العلوم غير الحديث، مع أنه كان يمدحها؟

ج: أقول: الإمام أحمد -رحمه الله- كتبه المشهورة: "المسند" و"الزهد" وكلاهما من رواية القطيعي عن عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه الإمام: أحمد، أما التفسير، ففي صحته وصحة نسبته للإمام أحمد كلام، أذكر الذهبي -رحمه الله- له كلام في هذا في التفسير -إن لم تخطئني الذاكرة- والذي يظهر أنه لا تصح نسبته للإمام أحمد -رحمه الله- أما لماذا كان ينهى الإمام عن كتابة العلوم غير الحديث، فالكراهية للرأي، فهو يجد أن الرأي هو الذي أصابهم بالبلاء في ذلك الزمان، فكل الفرق المبتدعة التي خرجت في ذلك الوقت والفتنة الطامة، فتنة خلق القرآن كلها كانت نتيجة الرأي.

وينبغي لكم أن تعلموا أن الذين تولوا كبر مسألة فتنة خلق القرآن هم من الحنفية، مثل ابن أبي دؤاد وغيره، والحنفية هم الذين برزوا في الرأي؛ فلذلك الإمام أحمد -رحمه الله- من كراهيته للرأي وصل إلى درجة أنه يقدم الحديث الضعيف على الرأي، فيقول: إنني لو وضعت نسبة خطأ، فنسبة الخطأ في الرأي أكثر من نسبتها في الحديث الضعيف؛ لأن الحديث الضعيف إذا كان الضعف ناشئا من ضعف حفظ الراوي، فالراوي الذي حفظه ضعيف، نعم هو قد يخطئ، ونحن إذا ما حكمنا على الحديث بالضعف حيطةً لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن هناك احتمال أن يكون هذا الراوي قد حفظ، فلا نستطيع أن نحكم على كل ما يذكره الراوي الضعيف بأنه خطأ مائة بالمائة، بل لا بد أن يكون هناك نسبة من الصواب، وهذه النسبة من الصواب لن تتميز عندنا، فحيطة لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حكمنا على الحديث بالضعف، لكن هناك احتمال أن يكون الحديث صحيحا، فهذه النسبة من الاحتمال عند الإمام أحمد تربو على نسبة الإصابة في الرأي؛ ولذلك كان يقدم الحديث الضعيف على الرأي، ومن كراهيته للرأي أن يكتب رأيه، أو رأي غيره؛ ولذلك كان يكره أن يكتب الفقه، وإنما يحث الناس على الحديث بحكم أنه هو الأصل للاستنباط، هذا هو -يعني- السبب الذي جعل الإمام أحمد -رحمه الله- ينهى عن ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير