ويعني أقوى الأدلة على هذا أول حديث وآخر حديث في صحيح البخاري فأول حديث في صحيح البخاري هو حديث إنما الأعمال بالنيات. .. وهو حديث فرد غريب لم يروه إلا عمر بن الخطاب، وآخر حديث في صحيح البخاري تعرفون ما هو؟ حديث كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم هذا الحديث لم يرد إلا من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- فأول حديث وآخر حديث هما حديثان غريبان، فإن كان المقصود وصف الحديث فهذا يعني: واضح بطلانه تمامًا، وإن كان المقصود أيضًا وصف الصحابي، فكم من الصحابة في الصحيحين لم يرو عنهم إلا راوٍ واحد.
فإذن هذا الكلام لا يمكن أن ينطبق لا على الصحابي ولا على الحديث لكن وضوح بطلانه في الحديث أكثر مما هو في الصحابي هناك من شرح صحيح البخاري كأبي بكر بن العربي ورد على هذه المقولة فزعم أن هذا الشرط لا بد أن يكون في الحديث بمعنى أن الحديث لا بد أن يكون مرويًا من طريقين فأكثر في الصحيحين، وحينما أورد عليه حديث إنما الأعمال بالنيات حاول أن يرد على هذا بحجة ماذا؟ بحجة أن حديث إنما الأعمال بالنيات لا يمكن أن يوصف بأنه حديث فرد لماذا؟ قال: لأن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حدث بهذا الحديث على المنبر، وكان هناك جمع من الصحابة حضور، وكلهم أقروه على الحديث فدل هذا على أن هذا الحديث ليس حديثًا غريبًا، وإنما هو حديث وارد عن كثير من الصحابة.
طبعًا يرد على هذا القول برد يعني سهل جدًا:
أولها: أنه لا يشترط أن يكون كل الصحابة الذين سمعوا الحديث من عمر بن الخطاب قد سمعوه من النبي -صلى الله عليه وسلم -فهل ورد لنا أن صحابيًا واحدًا أقر عمر بن الخطاب على ذلك السكوت لا يعني أنهم سمعوه هذا أمرٌ.
الأمر الآخر: لنتنازل مع الخصم ولنقل سلمنا لك أن هذا بنسبته لعمر بن الخطاب لكن من الذي روى عن عمر بن الخطاب الحديث رواه علقمة بن وقاص الليثي فقط، ولم يرد إلا من طريقه فهل يمكن أيضًا أن تقول هذا الكلام بالنسبة لعلقمة؟ ثم أيضًا من الراوي لهذا الحديث عن علقمة هو محمد بن إبراهيم التميمي فقط ولا يعرف إلا من طريقه، ثم من الراوي لهذا الحديث عن محمد بن إبراهيم التيمي هو يحيى بن سعيد الأنصاري وهو راوٍ واحد فقط فهذا يدل على بطلان كلام أبي بكر بن العربي.
وهذا يعني نستخلص منه خلاصة، وهو أنه لا يشترط للحديث الصحيح أن يكون عزيزًا بل إن هناك أحاديث صحيحة مما تلقتها الأمة بالقبول، وأجمع عليها علماء الحديث ولم يرد عن أحد منهم أنه طعن فيها إطلاقًا، وهي صحيحة مُسَلَّم بها عند العلماء مثل حديث إنما الأعمال بالنيات. .. وغيره من الأحاديث التي لم يطعن فيها أحدٌ من علماء الحديث، فإذًا ورود الحديث من طريق أخرى ليس شرطًا للصحيح.
وهذا ينقلنا إلى الأمر الآخر وهو الحديث الفرد والحديث الفرد، أو الحديث الغريب يحتاج إلى طول يعني لو دخلنا فيه سيأخذ علينا وقتًا، وأرى الوقت الآن يعني قد يطال فنكتفي بهذا الحد، وباقي الوقت نستغله للإجابة عن الأسئلة، وفي الليلة القابلة -إن شاء الله- نبدأ بالكلام على الحديث الفرد إن شاء الله.
س: يقول أحد الإخوة: ما الفرق بين العلم الضروري والعلم النظري؟
ج: هذا -إن شاء الله- سنأتي للكلام عليه حينما نأتي للحديث لخبر الآحاد المتحف بالقرائن وهل يفيد كذا، وهل يفيد كذا؟ يعني: أرجأت الكلام عليه -إن شاء الله- في ذلك الموضع.
س: أحد الإخوة يقول يعني يطالب بأن أعيد التعريف أكثر من مرة حتى يستطيع كتابته
ج: والله، الحقيقة يعني أنا راعيت هذا، وحاولت أن أترسل في كلامي ولا أستعجل، ومع ذلك إن شاء الله سأحاول أن أعيد التعريف أكثر من مرة، لكن إذا أحد مثلا منكم ما كتب ما في بأس يسأل، أو يقول: أعد، ما في مانع، أنا أتصور أنكم يعني خلاص فهمتم عني.
س: يقول أحد الإخوة: متي ينتهي الدرس حتى يستطيع الإنسان أن يوفق؟.
ج: نقول إن شاء الله في حدود العاشرة ينتهي الدرس. تبقى الأسئلة من أراد أن يحضرها يحضرها، ومن أراد أن يمشي فلا حرج.
س: يقول: حديث من كذب عليّ متعمدًا إلى آخره رواه ستون منهم العشرة المبشرون بالجنة هل هذا صحيح؟
¥