ج: أقول: والله أنا يعني لست ممن يعني تابع المنظومة البيقونية حتى أعرف معنى البيت لكن أستبعد جدًا أن يكون البيقوني يحكم على الحديث الفرد بالضعف لكن يبدو لي أن البيت يحتاج إلى شيء من الشرح فقد يكون قبله بيت أو بعده بيت يوضح المعنى المقصود فيمكن أنه يقول: الحديث الفرد ما هو؟ هو الذي انفرد به واحد وينتهي المعنى عند هنا، والفرد ما واحد به انفرد، وأما الضعيف فهو الذي يجمعون على ضعفه فهو المردود يمكن يكون أراد هذا المعنى، والعلم عند الله -جل وعلا-.
س: أحد الإخوة يقول: ماذا نقصد إذا قلنا للحديث طرق؟
ج: أقول: المقصود بأن للحديث طرقًا يعني حديث رواه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أبو هريرة، ورواه عن أبي هريرة سعيد بن المسيب ورواه عن سعيد بن مسيب الزهري ورواه عن الزهري سفيان بن عيينة هذه يقال لها طريق، ثم وجدنا نفس الحديث هذا رواه أيضًا ابن مسعود مثلًا ورواه عن ابن مسعود علقمة ورواه عن علقمة إبراهيم النخعي ورواه عن إبراهيم النخعي الأعمش ورواه عن الأعمش شعبة فهذه أيضًا طريق.
وهكذا أيضًا لو ذهبنا إلى حديث علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وجدنا حديثًا لعلي بن أبي طالب يرويه عنه عبيدة السلماني ويرويه عن عبيدة السلماني مثلًا محمد بن سيرين، ويرويه عن محمد بن سيرين أيوب السختياني فهذه أيضًا يقال لها طريق، وهكذا عدد ما شئت من الصحابة كل واحد من هذه الأسانيد يقال له طريق فهذا مقصودنا بأن له طرقا، كل ما كثرت هذه الأسانيد يقال لها طرق.
س: أحد الإخوة يقول: هل يجوز لأحدنا أن يضع أي شيء يحجز به مكانا قرب الشيخ وذلك من الصباح حتى المساء مع العلم أن بعضنا قد لا يحضر الدروس؟ وهل لي إذا وجدت مكانًا محجوزًا ولم يأت صاحبه بعد بداية الدرس أن أجلس فيه؟ أرجو بيان ذلك
ج: أقول: لا، ما يجوز للإنسان أن يحجز مكانًا عن الآخرين وأنت إذا وجدت مكانًا محجوزا ولم يأت صاحبه في الدرس فاجلس فيه ولا حرج.
س: ++++
ج: يعني هو موجود، إذا كان موجودًا لعله في مكانه ويترك المكان الآخر لغيره، لا، الحال يختلف إذا كان مثلًا أحد الإخوة يحب أن يقترب من الدرس، ويحب أن يحجز له مكانًا في الصف فهذا -إن شاء الله- لا حرج فيه ما دام أنه موجود في المسجد.
س: يقول: إذا أطلق الترمذي على الحديث أنه غريب فما هو المراد، المطلق أم النسبي؟
ج: أقول: بحَسْبِهِ، إما أن يكون يريد المطلق، وإما أن يكون يريد النسبي: قد يقول مثلًا هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه أو لا نعرفه إلا من حديث فلان وقد يقول: إن هذا حديث غريب، فإذا قال: حديث غريب، فالأغلب أنه يريد الغرابة المطلقة، وأما إذا قال: لا نعرفه إلا من حديث فلان فهو يريد الغرابة النسبية، فعلى كل حال كل لفظة من الألفاظ التي يطلقها الترمذي تحتاج إلى نظر حتى يعرف ما مقصده.
س: يقول ما هو المرجع الذي أجد فيه شرحًا مفصلاً عن قسم الغريب المطلق والنسبي؟
ج: أقول: المراجع كثيرة كل كتب المصطلح تتحدث عن هذا، يعني إذا كانت مثلًا النخبة وشرحها مختصرة فيمكن أن ترجع إلى المطولات مثل "تدريب الراوي" ومثل "فتح المغيث" وغيرها.
س: يقول: هل إذا كان الحديث غير صحيح هل نجزم أنه كذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأن غير الثقة قد يكون ثقة، ولو في حديث واحد؟ وهل إذا كان الحديث صحيحًا نجزم أنه قد قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأن الثقة قد يهم وقد يخطىء ولو في حديث واحد؟
ج: أقول: أما بالنسبة للجزء الأول من السؤال وهو: هل إذا كان الحديث ضعيفا والضعف ناشئ من ضعف حفظ الراوي نستطيع أن نجزم بأن هذا الحديث لم يقله النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ أقول: لا، لا نستطيع أن نجزم لكن حيطة لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث لم تتوفر شروط الصحة فيه توقفنا عن قبوله ووصفناه بأنه حديث ضعيف؛ لأنه لم تتوافر فيه شروط الصحة، لكننا لا نجزم بأن هذا الحديث لم يقله النبي -عليه الصلاة والسلام-.
أما الجزء الآخر من السؤال فالذي أربأ بالسائل عنه وبكل أخ أن لا يرد هذه المقولة؛ لأنها هي التي دخل من خلالها قولهم: إن الثقة قد يخطىء، وإنا إذا قبلنا حديثًا رواته كلهم ثقات فمعنى ذلك حديثًا فيه احتمال وجود الخطأ، وهذا الذي نقصد به أن هذا الحديث لا يفيد إلا الظن هذه مقولتهم.
¥