تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

طيب هل يلزم من التفرد أن يكون الحديث غريبًا غرابة مطلقة؟ التفرد الذي بهذه الصورة يعني حينما نقول: تفرد به أهل الحجاز مثلًا هل يلزم أن يكون غريبًا مطلقًا؟ ما يلزم قد يكون الحديث مشهورًا قد يكون مرويًا مثلًا من خمسة طرق، فلا يلزم من هذا أن يكون غريبًا غرابةً مطلقة، قد يكون غريبًا غرابة مطلقة، وقد يكون عزيزًا، وقد يكون مشهورًا، المهم أنه إذا ما نظرنا إلى روايته فإنه لا يرويه إلا أصحاب جهة معينة مع غض الطرف عن تلك الطرق.

هل هي كثيرة أو قليلة ولو طريقًا واحدة هل هناك مصنفات صُنِّفَت في الغريب غرابة نسبية؟ مثل غرائب مالك لمن؟ للدارقطني وأيضًا فيه غرائب مالك لمن؟ لابن عساكر. وهل هناك أيضًا شيء من الكتب. كتاب "الأفراد" لمن؟ للدارقطني أيضًا. كل هذا من الغريب غرابة نسبية.

طيب يعني هذه مراجعة سريعة والآن نبتدئ في درس هذا اليوم وهو الكلام عن الحديث الصحيح والحديث الحسن إن أمكن -إن شاء الله-.

يقول الحافظ -رحمه الله-:

الحديث الصحيح لذاته

وخبر الآحاد بنقل عدل تام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته.


أنا نسيت يعني مسألة الحفظ هل هناك أحد من الإخوة يريد يسمع؟ طيب "وخبر الآحاد بنقل عدل تمام الضبط متصل السند غير معلل ولا شاذ هو الصحيح لذاته" الآن الحافظ ابن حجر -رحمه الله- بكلامه هذا يعرف لنا الحديث الصحيح لذاته. قبل أن ندخل في ثنايا هذا التعريف أيها الإخوة أنا أقدر أن بيننا يمكن من ليس له سابق معرفة بعلم الحديث فلا بد من تصوير طريقة تلقي الحديث حتى يعرف ما المراد بمثل هذا الكلام وما سيأتي من الكلام.

تعرفون أيها الإخوة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في معظم أحواله يجلس بين صحابته -رضي الله تعالى عنهم- مثل هذه الجلسة، النبي -صلى الله عليه وسلم- يحدثهم وهم عنده مع فارق التشبيه. سواء بيني وبين النبي أو بينكم وبين صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن المراد تقريب الصورة لكم فحينما يحدثهم بحديث من الأحاديث الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- يسمعون كما تسمعون.

فتوفي النبي -صلى الله عليه وسلم- فاحتاج الناس لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم من لم يدرك النبي -عليه الصلاة والسلام- فتفرق الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- في الأمصار ينشرون العلم فهناك من ذهب إلى بلاد الشام، وهناك من ذهب إلى مصر، وهناك من ذهب إلى اليمن، وهناك من ذهب إلى العراق سواء البصرة أو الكوفة، وهناك من ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك كبلاد خراسان تفرقوا -رضي الله تعالى عنهم- ينشرون العلم الذي حُمِّلوا إياه.

حتى إن بعض ذلك التفرق كان عن عمد مثل ما صنع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حينما أرسل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إلى أهل الكوفة وكتب لهم كتابًا يقول فيه: "يا أهل الكوفة لقد أثرتكم بعبد الله على نفسي" يعني بودي أن يكون عبد الله بن مسعود عندي أستفيد من علمه. فإنه كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: كنيف ملئ علمًا

لكنه أراد أن ينشر هذا العلم في الأمصار فأرسل عبد الله بن مسعود إلى أهل الكوفة؛ لأن الكوفة كانت في ذلك الزمان هي أحد ثغور الإسلام، وكان يقطنها كثير من الناس وفعلًا نفع الله أهل الكوفة بمثل عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه-. لما تفرق الصحابة كان الواحد منهم يجلس أمام الناس كما جلس هو أمام النبي -صلى الله عليه وسلم- فيجلس أمام الناس ويحدثهم بأحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- وكانوا مع ذلك حذرين أشد الحذر، فمثلًا عبد الله بن مسعود كان إذا أراد أن يحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخذته رعشة وتصبب العرق من جبينه؛ لأنه يعرف ما معنى: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فهو يضع نصب عينيه قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار

فكان هذا معروفًا عنه وعن غيره أيضًا من الصحابة -رضي الله تعالى عنهم-مثل أنس بن مالك كان إذا حدث بحديث قال: أو كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- أو نحو هذا، يخشى أن يكون أخَلَّ بحرف فيقع في ذلك الوعيد، الذي يتلقى عن الصحابة وهم في مجالسهم هذه هم التابعون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير