تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جاء الناس بعد ذلك أصبحوا محتاجين لعلم الإمام مالك فتلقوه عن تلاميذ الإمام مالك ومن جملتهم عبد الله بن يوسف هذا فجاء البخاري وروى هذا الحديث عن عبد الله بن يوسف وأودعه في صحيحه الذي يعتبر أصح الكتب بعد كتاب الله -جل وعلا-.

هذه أيها الإخوة هي طريقة تلقي الحديث، كل الأحاديث تأتي بهذه الصورة إسناد الراوي الأدنى يرويه عن الراوي الأعلى، والأعلى يرويه عمن هو أعلى منه حتى يصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- نحن بهذه الصورة حينما ننظر للحديث، العلماء ينظرون للحديث من جهتين في الغالب:

هل هؤلاء الرواة الذين يرون هذا الحديث يتصفون بصفتين، وهي صفة العدالة بحيث يكون الواحد منهم موثوقًا في دينه يضمن تمامًا ألا يكذب وأيضًا لا يكون في دينه جرح كأن يكون مثلًا فاسقًا مرتكبًا أمرًا مفسقًا أو غير ذلك.

والشرط الثاني يعني حتى لو كان الإنسان دَيِّنًا ممتدحًا في دينه يعني إلى الغاية لا يكفي هذا عندهم بل لا بد أن تكون حافظته جيدة لا يكون مغفلا لا يكون ضعيف الحافظة لا بد أن يتوفر هذان الشرطان في الراوي نفسه: العدالة والضبط، فإذا توفر هذان الشرطان فإنهم يحكمون على هذا الراوي بأنه ثقة أي أنه مقبول الحديث اتصف بهاتين الصفتين العدالة والضبط.

هل يكفي هذا عندهم للحكم على الحديث بالصحة؟ لا. يقول: لا بد أن نتأكد أيضًا أن هذا الراوي الذي وصف بأنه ثقة سمع هذا الحديث من شيخه؛ لاحتمال أن يكون لم يسمعه من ذلك الشيخ فيكون بينهما واسطة، وهذا الواسطة غير مقبول الحديث إما ضعيفًا في حفظه أو مقدوحًا في عدالته، فلا بد أن نتأكد أنه سمع هذا الحديث من شيخه، والشيخ أيضًا سمع الحديث من شيخه الذي هو فوقه، وهكذا حتى يبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- بمعنى أن السلسلة لا بد أن تكون متصلة الحلقات.

لو انفصلت حلقة من حلقات السلسلة نعرف أن السلسلة تنقطع لو أن هناك ثريا ممسوكة بسلسلة لا بد أن تكون هذه السلسلة متصلة الحلقات لو انقطعت حلقة ماذا يحصل لهذه الثريا؟ تسقط وهكذا أيضًا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لو فقدت حلقة من هذه الحلقات يصبح الحديث ماذا؟ يصبح الحديث ضعيفًا، فهذا أكثر ما ينظرون إليه في السند.

هناك أيضًا نظر للمتن لا يكفي أحيانًا قد يكون السند ظاهره الصحة، لكن المتن فيه علة تدل على أن هذا المتن غلط؛ ولذلك المحدثون لا يلتفتون فقط للسند كما يرميهم بعض الناس. لا بل هم أيضًا ينقدون المتن إذا كان المتن غلطًا، فإنهم أيضًا يبينونه، وهذا ما سيأتي -إن شاء الله- تفصيله معنا.

أردت أن أتكلم بهذا على أساس أُقَرِّب المعنى للأذهان حتى إذا تكلمنا بالشروط (شروط الحديث الصحيح) كل واحد يصبح منا عنده خلفية عن ماذا نريد بهذا الشرط؟.

فيقول في تعريف الحديث الصحيح: هو ما اتصل سنده

فالحافظ ابن حجر الآن يتكلم عن تعريف الحديث الصحيح الذي يمكن أن نستخلص منه شروط الحديث الصحيح. -لاحظتوا الكلمة هذه- ما اتصل سنده مثلما قلت لكم في الثريا لا بد أن تكون السلسلة متصلة الحلقات وإلا يسقط فيقول: هو ما اتصل سنده بمعنى أن كل تلميذ سمع هذا الحديث من شيخه فهذا ما يسمى باتصال السند.

هو ما اتصل سنده بنقل من العدل

لاحظوا التام الضبط فلا بد أن يتصف الراوي بالعدالة وأيش؟ والضبط هو ما اتصل سنده بنقل العدل التام الضبط. هذه ثلاثة شروط.

عن مثله إلى منتهاه

هذه كلمة مرادفة لاتصال السند يعني مثلما نقول: عطف بيان.

ما المراد باتصال السند أي أن يكون كل واحد من هؤلاء الرواة روى هذا الحديث عن شيخ هو أيضا مثله في العدالة وتمام الضبط عن مثله إلى منتهاه يعني إلى أن يصل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- جاءنا بعد ذلك شرطان هما اللذان يلزم توفرهما في المتن وأيضًا حتى وفي السند. وألا يكون شاذًا ولا معللًا، أو من غير شذوذ ولا علة هذه خمسة شروط، لا بد من توفرها في الحديث الصحيح "ما اتصل سنده بنقل العدل التام الضبط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.

نأتي الآن لنفصل في هذه الشروط لنعرف ما مرادهم بها قبل ذلك أقول: إن الحديث كما أشرنا إليه قبل ذلك ينقسم إلى قسمين: مقبول ومردود.

المقبول يدخل تحته أنواع أربع: الصحيح لذاته، والصحيح لغيره، والحسن لذاته، والحسن لغيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير