تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه الأنواع الأربع هي الآتي تفصيلها كلها يطلق عليها القبول يعني هذا هو الحديث المقبول، فالحديث المقبول إما أن يكون فيه أعلى درجات القبول، أو ما هو دون الأعلى.

عبروا بالأعلى بتمام الضبط وبما هو دون الأعلى خفة الضبط حينما قال في تعريف الحديث الصحيح هنا: هو ما اتصل سنده بنقل العدل التام الضبط، دل على أن هناك من هو خفيف الضبط، وهذا هو راوي الحديث الحسن الذي سيأتي -إن شاء الله- الكلام عليه يعني حتى تعرفوا أن الحديث الحسن والحديث الصحيح تعريفهما واحد ما عدا هذا القيد فقط.

فالحديث الصحيح لا بد أن يتوفر فيه تمام الضبط، وهو أعلى حد، والحديث الحسن يكون دونه بحيث يكون الراوي فيه خفة في ضبطه ليس كراوي الحديث الصحيح.

ما مرادهم باتصال السند حينما قال: هو ما اتصل سنده؟ المراد أن يكون كل راوٍ سمع ذلك الحديث من شيخه، والشيخ سمع من شيخه أيضًا، وهكذا حتى يبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابي إذا كان الحديث موقوفًا على الصحابي. هذا واضح إن شاء الله.

ما مرادهم بالعدالة: اتصال السند مرادهم به أن يكون كل راو سمع ذلك الحديث من شيخه والشيخ سمعه أيضًا من شيخه الذي فوقه، وهكذا حتى يبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الصحابي.

العدالة أولًا: لا بد من تعريف العدالة ما مقصودهم بالعدالة: قالوا في تعريف العدالة: هي ملكة يعني مثل ما نقول موهبة. ملكة تحمل الإنسان على ملازمة التقوى والبعد عن خوارم المروءة.

ما مرادهم أيضًا بهذا الكلام؟ قالوا: ملازمة التقوى أي أن لا يكون الراوي موصوفًا بشرك أو فسق أو بدعة يعني سالمًا من هذه الأمور، أي: أنه إنسان موصوف بالتقوى والصلاح في دينه ليس في دينه ما يخدشه. هذا واضح إن شاء الله.

البعد عن خوارم المروءة لا يكفي مسألة التدين فقط بل أضافوا لها ما يسمى بخوارم المروءة. خوارم المروءة أي ما يخالف أعراف الناس المعتبرة، أضرب لكم مثالًا على ذلك لو أن هناك إنسان تقي صالح زاهد يعني دينه ليس فيه مطعن، لكن وجدناه والله على الرصيف أمامنا وما عيه إلا سروال وفانلة وجالس وباسط الأكل ويأكل بشراهة أمام الناس وحاسر عن رأسه بهذه الصورة ألا يلتفت الناس إليه ويعتبرون هذا الصنيع منه فيه شيء يدل على تأثر عقله أو خفة فيه؟ هذا شعور موجود.

قالوا: إذن هذا الإنسان الذي لا يبالي بأعراف الناس ويضرب بأعراف الناس عرض الحائط يدل على أن مثله ينبغي أن يصان حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه فحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يتحمله إلا أشراف الرجال عقلاء الناس.

أما الذين بهذه الصورة ليس فقط يعني هذا المثال لكن ضربته لأجل التقريب لكن كل ما يمكن أن يخدش الإنسان من حيث يعني أن يتكلم في عرضه، ولو لم يكن ذلك محرمًا يعني مثلًا هذا الإنسان هل محرم عليه أن يبقى بفانلة وسروال ما دام ساترًا لعورته ليس ذلك حرامًا عليه. هل حرام عليه أن يأكل على الرصيف؟ ليس ذلك حرامًا عليه. لكن المسألة مسألة عرف جار ما ينبغي للإنسان أن يخالف ذلك العرف، إذا لم يكن ذلك العرف يعني مخالفًا لصحيح سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- أما لو كان العرف مخالفًا لصحيح السنة فهذا لا نبالي به إطلاقًا.

فهذا ما يسمى بخوارم المروءة يعني ما يخرم مروءة الإنسان أمام الناس فإذا توافر هذان الشرطان في الراوي يقال له: عدل متصف أو ملازم للتقوى سالم من خوارم المروءة طبعًا هذا بعد أن تتوفر فيه شروط أخرى فيكون مسلمًا بالغًا عاقلًا فلو كان مثلًا كافرًا هذا لا يقبل حديثه عند أهل الحديث لو كان صغير السن دون البلوغ لا يقبلون حديثه. لو كان في عقله شيء لا يقبلون حديثه.

لكن هذه الأمور كلها أو بعضها في حال التبليغ يعني في حال تأدية الحديث لكن في حال تحمل الحديث يصح مثلًا لو كان هناك إنسان سمع الحديث من النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو كافر ثم توفى النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم أسلم بعد ذلك ثم حدث بذلك الحديث الذي تحمله حَالَ الكفر، هذا يصح أم لا يصح؟ نقول: يصح لأنه أدى الحديث في حال إسلامه، وإن كان تحمله في حال كفره كذلك أيضًا لو كان تحمل الحديث وهو صغير ثم بلغه بعدما بلغ سن الرشد، فهذا يقبل حديثه لكن كونه يحدث بذلك الحديث، وهو صغير السن لا يقبل حديثه عند العلماء هذا بالنسبة لما نسميه مسألة العدالة انتهينا منها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير