تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[24 - 09 - 09, 07:23 م]ـ

ستاتى البقية على

http://www.taimiah.org/Display.asp?pid=2&t=book25&f=nkh300036.htm

ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[24 - 12 - 09, 11:20 ص]ـ

الحديث المقبول

ثم المقبول إن سلم من المعارضة فهو المحكم، وإن عورض بمثله فإن أمكن الجمع فمختلف الحديث، أو لا وثبت المتأخر فهو الناسخ، والآخر المنسوخ، وإلا فالترجيح ثم التوقف


الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

الآن عندنا الحديث المقبول أيا كان صحيحًا أو حسنًا ينقسم إلى قسمين: القسم الأول معمول به، والقسم الثاني غير معمول به، والحديث الذي يعمل به، إما أن يكون فيه معارضة مع غض النظر عن هذه المعارضة هل تؤثر أو لا تؤثر أو لا يكون فيه معارضة بوجه من الوجوه.

فالأحاديث التي ليس فيها معارضة هي الأكثر، وهي الغالب من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- فهذه يسمى الواحد منها حديثا محكمًا، والحديث المحكم هو الحديث السالم من المعارضة.

لكن الحديث الذي فيه معارضة نحن ننظر في هذه المعارضة فإن كانت المعارضة مؤثرة، ولا يمكن أن يجمع بينها فهذا يعني .. له مبحث سيأتينا بعد قليل -إن شاء الله- لكن إذا كانت المعارضة اجتهدنا فأمكن الجمع بينها، فهذا يسمى مختلف الحديث مثّل الحافظ ابن حجر لهذا بحديث: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر مع حديثه -صلى الله عليه وسلم-: فر من المجذوم فرارك من الأسد ونحن نعرف أن هناك أحاديث لو جمعناها في مسألة العدوى كثيرة كلها تدور على هذا الاختلاف المذكور، منها أحاديث تثبت العدوى، ومنها أحاديث تنفي العدوى، فمثلا قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للرجل حينما سأله عن الإبل يجرب الواحد منها فتجرب بقية الإبل. فقال: فمن الذي أعدى الأول

ومثل أنه -عليه الصلاة والسلام- أكل مع المجذوم، وقال: بسم الله توكلا على الله أو بما هو معنى الحديث، وهو هنا -عليه الصلاة والسلام- يقول: فر من المجذوم فرارك من الأسد

وكذلك أيضا تذكرون حديثه -صلى الله عليه وسلم- في البلد التي يقع فيها الطاعون فهو -صلى الله عليه وسلم- فرق فيما لو كان الرجل داخل البلد أو خارجه. فإن كان الرجل وقع الطاعون وهو في البلد نفسه فنهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الخروج من البلد التي وقع فيها الطاعون، وإن كان خارج البلد فأمره -صلى الله عليه وسلم- أن لا يدخل إلى ذلك البلد التي وقع فيها الطاعون، وهكذا في جملة الأحاديث كلها تدور على مسألة العدوى.

طبعًا يعني: مثل حديث الطاعون الفهم أو المعنى الذي ذكره العلماء لهذا الحديث أن الرجل لو وقع الطاعون، وهو في البلد، ثم خرج عنها يترتب عليه ماذا؟ أن ينتشر الطاعون في بقية البلاد الأخرى، لكن إذا بقي في البلد نفسه، فمعني ذلك أنه ما يسمى بالحجر الصحي إن صح التعبير، أما إذا لم يكن في داخل البلد فلا يقدم عليه حتى لا يصاب بذلك المرض، فهذا فيه إثبات عدوى أو ما فيه إثبات عدوى؟ ظاهرًا.

الآن فيه إثبات عدوى اختلف العلماء في محاولة التوفيق بين هذه الأحاديث التي ظاهرها التعارض، أحاديث تنفي العدوى، وأحاديث تثبت العدوى. فهل من المعقول أن ينقض حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- بعضه بعضًا؟ نقول لا .. لكن الاختلاف دائما يأتي في أفهام الناس، وإلا فأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- جميعها محكمة لكن بعض الناس عقولهم لا تدرك المعنى المراد من تلك الأحاديث فيقع اللبس، والخلط في فهم تلك الأحاديث على وجهها الصحيح، ومن الأمثلة التي تدلنا على هذا هذه الأحاديث، نجد العلماء اختلفوا فيها، فالحافظ ابن حجر كما هو واضح أمامكم يرى أنه ليس هناك عدوى إطلاقًا نعم.

ويحمل الأحاديث التي فيها إثبات العدوى على أنها من باب سد الذريعة فيقول: فر من المجذوم مثل فرارك من الأسد ليس معنى هذا أن فيه عدوى، ولكن سدا للذريعة خشية أن يصاب بالمرض أصلاً من الله دون عدوى فيظن أن هذا الذي أصابه بسبب العدوى فيقع في إشكال في معتقده هذا هو توجيه الحافظ ابن حجر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير